ابن بغديدا من خلال لقائي بالكاتب اللبناني الدكتور عصام عطاالله اطلعت على بعض مقالاته وتفأجت بمقالة كتبها عن احد الخديدين الذي نشأ، وتربى، وترعرع في احضان بغديدا، وتتلمذا على ايدي مربي الاجيال ومنهم الاساتذة المرحومين: عبدالرحمن الخياط وابراهيم ككي ويوسف حنا جبريتا وهو سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام وقد نشر المقال في جريدة الدّبور اللبنانية بتاريخ 11 حزيران 2004 بمناسبة مرور اربعين سنة على درجته الكهنوتية من ولدكم الروحي عصام ي. عطالله الى سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل الحدث: حزيران 1964 – حزيران 2004 اربعون سنة مضت ملأتموها بعطاء ما بعده عطاء ومحبة وبذل وتضحية وشهادة. فمن العراق البلد الذي يتعذب حيث ولدتم، الى لبنان ارض الشهادة بالدم والوطن بالنسبة لكم، الى روما المدينة الخالدة حيث تقيمون حاليا ومنها الى اوروبا والعالم اجمع. ان الكلام عنكم قد لا ينتهي بصفحات علما إنكم تعملون بالخفاء وليس تحت المجهر، فتتلمذ على أيديكم رجالات عديدة وكبيرة ولم تفرّقوا بين صغير وكبير وكان الجميع سواسية بالنسبة لكم مّما جعل جميع من التقاكم يشعر بسحر الروح فيكم وقدسيتها. إنني وان خطّت يدي بعض الكلمات عنكم لا أستطيع ان أعطيكم حقكم، وان كنتم من الأشخاص الذين لا يحبون التكريم، واجب عليّ انا من التقيتكم وسرت بظل عباءتكم ان اكتب القليل القليل عنكم خصوصا لفخري بشهادتكم أمام الملأ بأبوّتكم الروحيّة لي. أربعون سنة مرّت على حياتكم الكهنوتية، تركت ذكرى عطرة في حياة من التقيتم، وإنني لأكيد من أنكم غيّرتم الى الأحسن والأفضل لمن عايشكم، هكذا كهنوتكم، كان وما زال رسالة تُعطي النفوس، مؤمنة كانت أو لا، نفساً مسيحياً روحياً يرافقها في مسيرة هذه الفانية. عملتم في التعليم ومع المساجين والمحتاجين في العراق وحين جئتم الى بيروت كانت الحرب قد بدأت تشدّ أوزارها فعملتم مع أهلها وأبناءها سنين الحرب الطوال وحملتم الجرحى على أكتافكم والجثث على أكفّكم حين كانت السماء ملبّدة بالنار والحديد وقد كنتم كاهناً، خوراسقفا فمطراناً ونائباً بطريركياً عن مدينة بيروت فلم يغيّركم المنصب، بل زادكم تواضعاً ومحبة بالإنسان وبذلاً وعطاءً له، فتعمّدتم بشهادة النار والدم والمحبة في لبنان وأصبح هو وطنكم وبلدكم، ونعمة لنا بكم يا من حملتم معكم وفي قلبكم وطننا الحبيب وطن الرسالة، فكان رسالتكم، وها انتم في روما معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي وزائراً رسولياً على أوروبا تعملون بكد وجد من اجل إعلاء الكنيسة المشرقية والمحافظة على أبناءكم في لبنان، وكيف لا وقد كنتم تعملون وتنصّون مع اختصاصيين ما جاء في الإرشاد الرسولي من اجل لبنان فانتم من رموز تلك الرسالة وعنوان لها خصوصا لما تتمتعون به من صداقات وتواصل مع جميع الطوائف في لبنان فقيل عنكم أنكم ماروني سرياني مسيحي ومسلم ودرزي. لبنان في قلبكم حيث انتم وقد لا تخلو صلاة تقومون بها أو إرشاد أو محاضرة من ذكرٍ لبلاد الأرز. كان هدفكم، من خلال سفركم المتواصل داخل أوروبا، جمع أبناء الكنيسة الواحدة لأي طائفة انتموا فيستظلوا كنفها من خلالكم. كلمات قليلة لسيادتكم، وأفكار كثيرة وكبيرة في داخلي تجاهكم، وقلمي يجفّ لدى تعبيري عن محبتي وصدقي تجاه شخصكم الكريم، فهنيئا لكم ال40 سنة في الحياة الكهنوتية وهنيئا لنا الإرث الفكري والثقافي والديني الذي لا ينضب عندكم. شكرا لكم لأنكم جعلتموني رفيق درب ورسالة. نسرين عبدالرحمن الخياط |