مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط
عيد شمْ النسيم
تحتفل مصر بعيد شم النسيم الذي يصادف اثنين عيد الفصح (ثاني يوم القيامة) عند الاقباط هو عيد يصل الماضي بالحاضر ويعتبر من اقدم الاعياد ويرجع تاريخه الى نحو خمسة آلآف سنة مضت هذا ما تؤكد النقوش التي تركها الفراعنة في الاُقصُرْ ومنطقة الاهرامات وسبب تسمية العيد بشم النسيم هو ان المصر القديم اطلق على فصل الربيع فصل الحصاد اسم شْمتُ وهو احد فصول السنة المصرية القديمة ويشمل اربعة اشهر من منتصف شهر فبراير (شباط) حتى منتصف يونيو (حزيران) وعلى مر العصور والايام تحول اسم شْمتُ الى شمْ ثم اُضيفت اليه النسيم فأصبح شمْ النسيم كما هو معروف اليوم وقد نقل اليهود عن المصريين عيد شمْ النسيم عندما خرجوا من مصر في عهد موسى النبي واتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال المصريين بعيدهم وعندما دخلت المسيحية مصر اصبح عيد القيامة ملازما لعيد المصريين القدماء ويأتي في اليوم التالي لعيد القيامة مباشرة وقد اظهرت دراسة حديثة عن اشكال الاحتفال بهذا العيد عند قدماء المصريين ان مظاهر الاحتفال لا تختلف كثيرا عما يقوم به المصريون في اوقاتنا الحالية فكان الناس يخرجون مع اشراقة الشمس في مهرجان كبير تشترك فيه كافة طوائف الشعب الى الحدائق والحقول والمتنزهات حاملين معهم البيض الملون والفسيخ (السمك المُملحْ) والبصل (لديمومة الجزء السفلي منه داخل التربة) وهي الاطعمة التي ارتبطت عند الفراعنة بمدلول ديني يرمز الى الخلق والخصب والحياة أما عن البيض الملون فقد ورد في كتاب الموتى واناشيد أخناتون
ان البيض هو رمز خلقْ الحياة وصورتْ بعضا الفرديات الآله بتاعْ إله الخلق عند الفراعنة وهو يجلس على الارض في شكل بيضة من الجماد وكان المصريون يرقصون على البيض لتلبية دعواتهم وامنياتهم ويرى بعض مفسري الرموز الفرعونية من مؤرخي الكنيسة القبطية ان شمْ النسيم ورمز البيض ما هو إلا قراءة اولية من الفراعنة ونبؤات مبكرة عن القبرالذي ترمز اليه البيضة والذي ينكسرويخرج منه الميت الى الحياة في اشارة الى خروج السيد المسيح من القبر في اليوم الثالث وعن هذا العيد يقول الكاتب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد: انه اول عيد من اعياد الامم عاش امس ويعيش غدا منذ عرفه التاريخ الى هذا اليوم ربما سبقته اعياد عريقة في القدم تعرف هذا التاريخ ولا تُعرف الآن بين ابناءها ولا الغرباء عنها ولكن شمْ النسيم عيد قديم يصل الماضي بالحاضر عيد لبني الانسان لا لابناء دين من الاديان ولا وطن من الاوطان لأنه عيد الربيع وعيد الثمرة والارزاق فكل محتفل بالربيع في أوانه هو محتفل بصورة من صور شمْ النسيم
نُقل بتصرف من اذاعة الفاتيكان
|