مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum

متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان

أعلام

أرشيف الموضوعات

القديسة رفقا 1832م – 1914م

(الراهبة اللبنانية المارونية)

 

أبصرت القديسة رفقا النور فى حملايا احدى القرى الشمالية  بالقرب من

بكفيا (وهي كلمة سريانية تعني "بيت الصخر تتبع لمحافظة جبل لبنان وقضاﺀ المتن،

وترتفع عن سطح البحر نحو 900 م، تبعد بكفيا عن العاصمة بيروت نحو 25 كلم).

 ولدتْ رفقا فى 29 يونيو (حزيران) يوم عيد القديسين بطرس وبولس سنة 1832م
وحيدة لوالديها مراد صابر الشبق الريس وأمها رفقة الجميل
 
قبلتْ سر العماد المقدس فى 7 يوليو (تموز) سنة 1832م ودُعيت بطرسية
كان والديها مواظبين على الصلاة وحب الله.

توفيت الوالدة سنة 1839م وكانت رفقا فى السابعة من عمرها وقد

 كانت مولعة بحب امها.
لكن الضروف الصعبة وضيق الحالة المادية للعائلة اُجبر والدها

 بإرسالها الى دمشق عام 1843م للعمل في أحد البيوت

الميسوري الحال (من أصل لبناني) وبقيت هناك اربعة سنوات.
عادت رفقا الى البيت سنة 1847م فألمها ان والدها قد تزوج وفى غيابها.
وقد كانت رفقا جميلة الطلعة، حلوة المعشر، خفيفة الروح، رخيمة الصوت،

 تقية وديعة، فأرادت زوجة أبيها أن تُزوجها، لكنها رفضت

 مما ادى الى خصام بينهما، وحزنت رفقا لهذا الخلاف.

 
رفقا في جمعية المريمات 1859م _ 1871م


طلبت رفقا من الله ان يساعدها على تحقيق رغبتها فى الرهبنة

فذهبت الى دير سيدة النجاة فى بكفيا

  للترهب فى جمعية المريمات، التى أسسها الاب يوسف الجميل
لدى دخولها كنيسة الدير شعرت بفرح وسرورلا وصف لهما

 ثم نظرت الى ايقونة سيدة النجاة فسمعت صوت الدعوة

 الى التكريس لله "انك تترهبين" قبلتها الرئيسة دون ان

 تستجوبها فدخلت الدير، ورفضت بعد ذلك العودة الى المنزل.

 وعندما حضر والدها وزوجته ليثنياها عن عزمها، ولكنها رفضت العودة معهم.
بعد فترة الطالبية إتشحتْ رفقا بثوب الابتداء فى 19 مارس (آذار) سنة 1861م

 يوم عيد القديس يوسف وفى العيد نفسه من سنة 1861م

 أبرزت النذور الرهبانية المؤقتة.
 توجهت الناذرة الجديدة الى اكليريكية عزيز، حيث عُهد اليها القيام بخدمة المطبخ،

 وكان فى عداد الاكليريكية البطريريك الياس الحويك والمطران بطرس الزغبى

 كانت تستغل اوقات الفراغ لتتعلم اللغة العربية والخط والحساب.
حوالي 1860م أرسلت رفقا الى دير القمر لتُلقنْ الفتيات التعليم المسيحى

 اثناء الاحداث الدامية التى عصفت بلبنان آنذاك.

  رأت رفقا بأم عينييها استشهاد الكثيرين، فتحلت بالقوة والشجاعة وحنتْ على

احد الاطفال وخبأته بردائها فأنقذته من الموت.
أمضت رفقا حوالى سنة فى دير القمر، ثم عادت الى اكليريكية

عزيز سنة 1863م، ثم توجهت بأمر الرؤساء الى مدرسة جمعيتها فى "جبيل"،

 واقامت فيها مدة سنة تُدرس البنات وتنشئهن على مبادي الايمان والتقوى.
فى اوائل سنة 1864م  نقلت من مدرسة جبيل الى قرية معاد،

رغبة على طلب المحسن الكبير انطون عيسى واقامت هناك مدة 7 سنوات

أنشأت مدرسة لتعليم البنات بمساعدة احدى اخواتها الراهبات.


رفقا فى الرهبانية اللبنانية المارونية 1871م- 1914م

 فى دير سمعان القرن - ايطو 1871م – 1897م

خلال اقامتها فى معاد وعقب أزمة ألمت بجميعة المريمات حوالي 1871م،

دخلت رفقا الى كنيسة مارجرجس وطلبت من الرب يسوع ان يساعدها على

اتخاذ القرار فسمعت صوتا يناديها "انك تترهبين" وصّلتْ رفقا، فتراءى لها فى

 الحلم مارجرجس ومار سمعان العامودى ومار انطونيوس الكبير ابو الرهبان

الذى قال لها ترهبى فى الرهبنة البلدية.

سهل لها السيد انطون عيسى طريق الانتقال من معاد الى دير

مارسمعان القرن فقبلت على الفور ولبست ثوب الابتداء فى

 12 يونيو (تموز) 1871م، ثم نذرت نذورها الاحتفالية فى

 25 اُغسطس (آب) 1872م.

واتخذتْ لها اسم الاخت رفقا تيمنا بأسم والداتها.

امضت رفقا 26 سنة فى دير مارسمعان القرن

وكانت مثالا حيا لاخواتها الراهبات فى حفظ القوانين

 والصلوات، والتقشف والتضحية والعمل الصامت.
فى الاحد الاول من (أكتوبر) تشرين الاول سنة 1885م

دخلت رفقا الى كنيسة الدير وراحت تصلى طالبة من الرب يسوع

ان يشركها فى آلآمه الخلاصية، فأستجاب الرب لسؤلها فى الحال،

 وبدأت الاوجاع المؤلمة فى رأسها ثم امتدت الى عينيها.
وباءت جميع محاولات معالجتها بالفشل، أثر ذلك تقدر

 ارسالها الى بيروت للمعالجة حيث عُرضت على طبيب أمريكي

 فأمر بأجراء عملية سريعة لعينها اليمنى ولم تقبل بالبنج لتخفيف من ألمها

اقتلع الطبيب عينها اليمنى برمتها، ثم مالبث الداء ان تحول الى عينها اليسرى،

 فقال الاطباء بأن لا منفعة لها بالعلاج. رافقها وجع العينين المرير

 أكثر من 12 سنة وهى صابرة صامتة مصلية فرحة ومرددة مع آلام المسيح.

 

 فى دير مار يوسف "جربتا" 1897م - 1914م


عندما قررت السلطة فى الرهبانية اللبنانية المارونية في البترون

 تأسيس دير ماريوسف الضهر "جربتا"

  تم نقل 6 راهبات من دير مارسمعان المذكور الى دير مار يوسف

الجديد سنة 1897م برئاسة الام اورسلا، كانت رفقا

 من بينهن لان الراهبات أصررن على مجيئها معهن.
وفى سنة 1899م انطفأ النور نهائيا من عينها اليسرى

لتصبح عمياء وتبدأ مرحلة جديدة من مراحل آلامها.
عاشت رفقا المرحلة الاخيرة من حياتها مكفوفة ومخلعة

 كما طلبت من الرب يسوع لتشاركه آلامه.
إنفك وركها الايمن وانفصل عن مركزه وكذلك رجلها الاخرى

غرق عظم كتفها فى عنقها وخرج من موضعه برزت خرزات ظهرها

 بحيث اصبح سهلا عدّها واحدة واحدة، صار جسمها كله يابسا خفيفا

وجلدها جافا فبدت هيكلا عظميا محضونا بجلد، لم يبق عضو

 صحيح فى جسمها غير يديها اللتين كانت تنسج بهما.
وهى صابرة على آلامها وأوجاعها فرحة والابتسامه لا تفارق وجهها،

 مُسبّحة بلسانها، وشاكرة الرب يسوع على نعمة مشاركته فى آلامه الخلاصية.
وقضت السنوات السبع الأخيرة من حياتها ممددة على سريرها،

نائمة على جنبها الايمن فقط، لاتستطيع الحراك.  
ولم يكن كتفها الايسر يمس الفراش بسبب جرح كبير فيه قطره عشرين سم،

 ألمها كثيرا فكانت تردد (مع جرح كتفك يا يسوع ) وكانت تقول للراهبات:

 (أخواتي لا تنسين الجرح السادس، جرح كتف يسوع الذي حمل عليه صليب خطايانا الثقيلة)
وكانت تصلي كل يوم 6 مرات الأبانا والسلام إكراما لجروحات

 يسوع الستة ولم تكن الابتسامه تفارق وجهها.
وسالتها يوم الأم الرئيسية: ماذا يوجعك؟ فاجابت: وجعي في كل جسمي

وهو داخل عظامي وفي نخاعها وقد صارت عظامي ناخرة كاسفنجة،

 وبعد موتي ترون صدق ما أقول. زحفت القديسة رفقا الى الكنيسة

 في عيد القربان الأقدس، وهي عمياء ومفككة وبقدرة الهية.
عاشت القديسة رفقا 82 سنة، بإيمان بالرب يسوع المسيح

 ومشاركة إياه سر الفداء والخلاص بحب وفرح وصبر.
توفيت القديسة رفقا في 23 مارس (آذار) 1914م يوم اثنين الرماد

بعد ان تزودت بالقربان الاقدس وهي تردد :

( يايسوع ومريم ومار يوسف اني أهبكم قلبي وذاتي تّسلموا روحي )
دفنت القديسة رفقا في مقبرة دير مار يوسف "جربتا" حيث اضاء

 نور ساطع قبرها لمدة ثلاثة ايام متتالية، أجرى الرب بشفاعتها عجائب

 ونعم كثيرة وصار تراب قبرها مصدر نعم وبركات وشفاءات للمؤمنين.
ذاع صْيت قداستها فكان سببا لفتح دعوى منحها شرف الطوباويين السماويين،

 وبوشرت التحقيقات باشراف السلطة الكنسية سنة 1926م.
عاشت وهي مؤمنة وماتت وهي مؤمنة وبعد مماتها نالتْ شرف الطوباوية

 واصبحت قديسة على مذابح الكنيسة الجامعة.
فى 10 يونيو (تموز) 1927م نقلت رفاتها الى قبر جديد فى زاوية

معبد الدير اثر بدء دعوى تطوبيها .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


إعلان بابا روما بما يخص رفقا

-         قدّمت دعوى تطويبها مع القديس شربل والطوباوي نعمة الله

 في 23/12/ 1925، للبابا بيوس الحادي عشر.
- ختم محضر التحقيق الأخباري في دعوى تطويب وتقديس الأب نعمة الله كساب،

 والأب شربل مخلوف، والراهبة رفقا الريّس في 20/6/1928.
- أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني مكرّمة في 11/2/1982.
- أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية في 17/11/1985.
- أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني قديسة في 10/6/2001

مع اربعة طوباويين وهم:
_ لويجي سكروسوبي (1804م-1884م) فرييولي، ايطاليا
_ اغوسطينو روسكلّي (1818م-1902م) ايطاليا
_بيرناردو دا كورليون (1605م-1667م) كورليون، صقليا، ايطاليا
_تيريزا أوستوتشيو فيرزيري (1801م-1852م) بيرغامو، ايطاليا
_رفقا بطرسيّة شبق ألريّس (1832م-1914م) حملايا، المتن، لبنان

واعتبرها ايضا قدوة ومثالا فى عبادتها للقربان الاقدس

 لليوبيل القربانى لعام 2000م

 .
صلاة وشفاعة هذه القديسة تكون معنا جميعا

 آميـــــــــــــــــــن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

رموز صورة القدّيسة رفقا

 



تظهر القدّيسة رفقا في هذه الصورة واقفة على أرض وطنها لبنان، مجلّلة بأنوار

 المجد السّماوي، والوقوف رمز للقيامة بعد معاناة الألم، ومعانقة صليب الأوجاع.
الوجه
:

 وجه رفقا كقلبها يشعّ حبّاً وفرحاً وحناناً وقداسة،

 احتملت في طفولتها اليتم والضيق والغربة، وفي تكرّسها تعب الرسالة،

 وفي توحّدها ونسكها الأمراض والآلام والأوجاع مدّة تسعٍ وعشرين سنةً.

 أشركت آلامها بآلام المخلّص، واتّحدت به بالصبر والفرح، فاستحقّت أن تتمجّد معه.
انحناءة الرأس:

 فيها الكثير من الخشوع والتواضع.
العينان:

 إخضرار وفرح في العينين، نظرة تأمّليّة تتخطّى فيها

 رفقا العالم المادي إلى عالم ترجوه بالصلاة الدائمة.
اليدان:

 أتت حركة اليدين لتكمّل ما في الوجه من تعابير،

 متكمّشة بالمسبحة الورديّة وكذلك كتاب الصلاة، الذي يحمل بُعداً إيمانيّا وبُعداً تربويّاً،

 فهي المربّية والمعلّمة والمصلّية والمتأمّلة بسرّ فاديها يسوع المسيح.
والقدّيسة رفقا المصلّية مسبحة العذراء مريم تذكّرنا بعيد سيدّة الورديّة 1885م،

  يوم قدّمت ذاتها للمسيح يسوع، لتكون عروسة الألم، وطلبت منه نعمة مشاركته

 حمل الصليب، وكان لها هذا الصليب طرقًا للمجد والقيامة.
الصليب (في أعلى اللوحة إلى يمينها):

 رسم صليب الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، مغموراً بأنوار المجد،

 ورفقا هي إبنة هذه الرهبانيّة. إنّه صليب الفداء الذي عانقته رفقا،

 فكان فخرها، ومجدها، وسرّ قداستها.
إيقونة العذراء (في أعلى اللوحة إلى يسارها):

 أمّا تكريم رفقا للبتول مريم، فمعبّر عنه بإيقونة سيدة أم الله،

"العذراءُ المُرشِدَةُ إلى الطريق"، عذراء الموارنة، تحملُ الطفل يسوع فوق ذراعها الأيسر.
الخبز والخمر (في أسفل اللوحة إلى يمين رفقة):

 يرتاحان على صخرة لن تقوى عليها أبواب الجحيم.

رمزٌ إلى إكرام رفقا الخاص للقربان الأقدس، قوتُها ومصدر فرحها في الآلام والأوجاع.
أرز لبنان:

أرز الرّب ورمز وطن رفقا الذي أحبّت. خالد في وجه الأعاصير.
الدير(جهة الشمال في أسفل اللوحة):

هو دير مار يوسف "جربتا"، الذي كانت رفقا إحدى أهمّ مؤسِّساته، والذي يحوي ضريحها المبارك. فيه واصلت السير في طريق الجلجلة، في حياة مستترة مع المسيح، في صلاة وتأمّل واتحاد دائم به، فاستحقّت أن تتمجّد معه وتُرفع قدّيسة على مذابح الكنيسة الجامعة في 10 حزيران 2001.

 

تحتفل الكنيسة المارونية

بذكرى وفاة القديسة رفقا في 23 ‏مارس (آذار)‏‏ وبذكرى تقديسها

 

اُخذت الصور بالعدسة الخاصة

نقُلت بتصرف من مواقع لبنانية