مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط
قراءة من القديس أغسطينوس
اتى الرعاة من الجوار ليشاهدوا الطفل يسوع والمجوس من بعيد ليسجدوا له، هذا هو الاتضاع الذي استحق للزيتون البري أن يُطعّم على الزيتون الاصيل فيعطي ثمارا صالحة بخلاف طبعه، لأن النعمة هي التي صوغتْ له ذلك، وبما ان العالم كله كان مغطى بالزيتون البري ويعطي ثمارا مُرة، فقد تطعّم بنعمة الله واخذ يعطي ثمارا وافرة وعذبة، لأنهم يأتون من أقاصي الارض مُرددين ما قال إرميا النبي: إن آبائنا ما أحبوا إلا الكذب، لقد اتوا ليس من جزء واحد من العالم ولكن كما قال الانجيل على لسان لوقا: من الشرق والغرب والشمال والجنوب لكي يجلسوا في ملكوت السماء مع ابراهيم واسحق ويعقوب. وهكذا دُعي العالم كله من اربعة اقطاره بنعمة الثالوث الاقدس، فلنسجد لربنا يسوع المسيح في مقره السماوي بعد أن سجدتْ له طلائعنا على ارض مذود، لقد كرموا به حالهُ في المستقبل، أما نحن فنكرمه كما اصبح بعد إتمام مهمته، ان طلائع الشعوب سجدوا له عندما كان رضيعا، أما الشعوب فتسجد له وهو جالس عن يمين الله أبيه.
نٌقل بتصرف من اذاعة الفاتيكان
|