|
دير مار متى للسريان الأرثوذكس
يا دير متى سقت إطلالك الديم
وانهل فيك على سكانك ألدهم
فما شفى غلتي ماء على ظمأ
كما شفى حرّ قلبي ماؤك الشيم
هذان البيتان من الشعر وجدا
مكتوبين على حائط دهليز في دير
"مار متى"
لا يعرف من هو صاحبها ولا مكانها
بالضبط
دير مار متى صرح إيماني وتاريخي
كبير، لا بل هو من أقدم ألاماكن
التاريخية والاثارية في العراق
ومن المزارات الدينية المقدسة
للمسيحيين وكذلك للطوائف الأخرى.
يقع على بعد 35كم شمال شرقي
الموصل ويرتفع عن مستوى سطح البحر
2100قدم ،
يتوصل إليه بتسلق الجبل
بين مرتفعين
سيرا على
الأقدام أو ركوباً على ظهور
الخيل،
الطريق مرصوف بالحجارة ويوجد
إثنين وثلاثون استدارة يمنه ويسرى
تقدر بكيلو متر تقريباً، هذا
الطريق يطلق عليه تسمية "طبكي"
وهذه كلمة سريانية من "طبويو" أو
"طيبوتو" ومعناها المرتقى أو
الصعود علواً أو ارتقاء ً.
أما الطريق الأخر والذي شق في
الثمانينات من القرن الماضي فهو
مخصص للسيارات ويقع شمال الطريق
الأول وهو يتلوى كالأفعوان يميناً
ويسارا.ً
بوابة الدير تزينها قطعة من حجر
الحلان منقوش عليها عبارة "دير
مار متى للسريان الأرثوذكس"
بالعربية والسريانية أيضا هذه
البوابة تعلوها المجرسة والتي
صُممت على شكل قبة صغيرة لا تختلف
عن غطاء الرأس الذي يستعمله
المطارنة السريان الأرثودكس.
يشرف على السهول والأودية
ويرى منها الزائر بعض القرى.
يتألف الدير من ثلاثة طوابق تشكل
مائة غرفة تقريباً.
تأسيس الدير
أسس الدير القديس مار متى الناسك
السرياني في غضون القرن الرابع
الميلادي
وتعين أول رئيس عليه. وإنضوى إليه
بضعة آلاف من الرهبان والمتوحّدين
من كورة نينوى
وغيرها من بلاد العراق وفارس.
وبسبب الغزوات
والكوارث التي ألمّت به إنعدمت
فيه الآثار الفنية وإندرست النقوش
والزخارف. والباقي
إلى يومنا هذا من أجزائه الجميلة
والأصيلة (1) المذبح وبيت
القديسين (وهما جزء من
الكنيسة)
(2) قلاية القديس مار متى
(3) الصهاريج
(4) بعض الكهوف والصوامع
القديس مار متى مؤسس الدير
ولما أثار يوليانس الجاحد
قيصر رومية إضطهاده للكنيسة
المسيحية عام
361م،
غادر مار متى ديار بكر مسقط رأسه
إلى المشرق يرافقه أكثر من عشرين
راهباً
أشهرهم مار زكاي، مار إبراهيم،
مار دانيال.
إنفرد مار متى أولاً في
صومعة صخرية في
جبل مقلوب لا تزال مائلة إلى
اليوم. ثم ترأس الدير الذي شيده
بعدئذ. وإشتهر
بتقواه وقداسته، وممارسة أعمال
التقشف. توفي في
أواخر القرن الرابع أو أوائل
القرن
الخامس وهو شيخ طاعن في
السن.
تاريخ الدير
وتتلخص شهرة الدير في ثلاث نقاط
رئيسية
وهي:
أ-
نشر
الإنجيل
وجدت في الدير مكتبة وفيها عدد من
المصاحف
الجليلة والنفيسة والتي تعود الى
القرن الخامس الميلادي كانت تعد
في طليعة خزائن الكتب السريانية.
ثم
إندثرت وبعدها أخذت تبرز إلى عالم
الوجود ثانية في القرن السابع
الميلادي، وذاع أمرها
وإنتشر خبر مخطوطاته تقريبا سنة
800م.
سنة 1846م فما بعدها جمع فيها
زهاء ستين مصحفاً. وهنالك عدد
وفير من مخطوطات هذه المكتبة في
خزائن المتحف
البريطاني كامبردج، برلين،
الفاتيكان، الموصل، دير الشرفة في
لبنان، من ذلك على سبيل
المثال: المصحف السرياني الثمين
للإنجيل المقدس الذي أنجزه الراهب
مبارك البرطلي
سنة 1220م بالقلم الإسطرنجيلي
البديع وزينه بأربع وخمسين صورة
جميلة ملونة في غاية
التأنق والإتقان وأوقفه على مذبح
دير مار متى بجبل الفاف. ثم إنتقل
إلى كنيسة
السريان في قره قوش ثم صار في
حوزة مطرانية السريان الكاثوليك
في الموصل وأخيراً
نقل إلى روما عام 1938م وأودع في
متحف الفاتيكان وتحت إشراف مُشدّد
.
[ويقال
ان انجيل قرةقوش (بغـديدا) النفيس
الذي أهداه المثلث الرحمة المطران
جرجيس دلال سنة 1938م الى الحبر
الاعظم بيوس الحادي عشر وهو اليوم
محفوظ في المكتبة الفاتيكانية
وقد كتبه "مبارك بن صليبا البرطلي
سنة 1531يونانية 1220م".
هو من مخطوطات مكتبة دير مار
بهنام المندثرة انتقل اليه من دير
مار متي ومنه الى قرةقوش]
(الخوري أسقف أفرام عبدال "اللؤلؤ
النضيد ج1")
لقد حظي الأب خالد كسكو (من
بغديدا) بأن يتصفح هذا المخطوط
والارث النفيس
اثناء اقامته في روما سنة 1996م
وذلك عندما كان يكمل تخصصه في
دراسة العلوم الكتابية
في جامعة البيبليكوم الحبرية في
روما، حيث قدم طلب للإطلاع على
المخطوط عن طريق عمادة الكلية
الى المتحف الفاتيكاني وحوّل
الطلب الى قسم المكتبة،
وبعد فترة استلم الجواب
بالموافقة،
وفعلا تصفح المخطوط (انجيل
بغديدا) وبمرافقة مسؤول المكتبة.
ومن مخطوطات مكتبة الدير
المحفوظة في خزانته اليوم، العهد
الجديد بعمودين الأول سرياني
بالقلم الغربي
والثاني نقله إلى العربي بالحرف
العربي نسخ عام 1177. وإنجيل كنسي
سرياني بالقلم
الغربي وبحسب النقل الفيلوكسيني
والحرقلي نسخ عام 1222م. بعض
أسفار ا لعهد الجديد
بالقلم الإسطرنجيلي على الرق في
أوائل القرن الثالث عشر. وهنالك
أكثر من عشرين
مخطوطة أخرى نسخت ما بين القرن
الثالث عشر والسابع عشر.
في الدير حالياً كنيستان، تعرف
إحداهما بإسم القديس مار متى،
والأخرى
بإسم السيدة العذراء.
شيدت على الطراز المأ لوف في
إنشاء كنائس المشرق وتشتمل على،
المذبح، ومدفن الآباء القديسين،
والهيكل، ومدفن الرهبان.
يتميز بقدمْ بناؤه وبقُبته
الشاهقة البالغة إرتفاعها عشرة
أمتار. ويوجد فيه مذبحان أحدهما
كبير
يقع في صدره، والثاني صغير يقع في
أقصى الجهة الجنوبية. ووراءه في
الجهة الشرقية مذبح
ثالث وجبٌّ بجانبه. وإلى
شمال المذبح الثالث، ومذبح رابع
(سْري) كانت
تقدم عليه الذبيحة الإلهية في
الظروف
القاهرة.
أما الشمالي فصغير.
د-
مدفن
الرهبان
أ-
مدفن
الآباء الخارجي
ب-
الصوامع
ملحقات الدير أيضا
أ-
رواق
الملاك
ب-
الصهاريج
في الدير عدة صهاريج نحتت في بدء
تأسيسه لخزن
مياه الأمطار المنحدرة من الجبل.
ولا يزال أربعة صهاريج ماثلة يبلغ
سعة أكبرها
2420متراً
مكعباً.
ج-
كهف
الناقوط
أكبر الكهوف، وأكثرها سحراً
وجمالاً، يقع غرب الدير على
مسافة 200م.
وهو
قسمان القسم الخارجي ومساحته
10 × 15م
رُصف بالحجر المعروف بالبازي
تتوسطه بركة ماء.
والقسم الداخلي مساحته
6 × 4م
يتقطّر ماء طوال السنة، تتجمّع
المياه في حوض صغيرفي الداخل
وتنساب إلى القسم الخارجي حيث تصب
في البركة، ويقضي الزائرون فيه
وقتاً ممتعاً في
فصل الصيف.
اُلتقطت الصور بالعدسة الخاصة
نُقل بتصرف من ايميل استلمته قبل
فترة من محبي المراسلة |