مشاركات نسرين عبدالرحمن الخياط
مغارة جْعيتا (في لبنان) Jeita Grotto
تقع مغارة جعيتا في وادي نهر الكلب على بعد نحو 20 كلم شمال بيروت يعتبر اللبنانيون مغارة جعيتا جوهرة (لؤلؤة) السياحة اللبنانية، فهي تشكل محطة هامة لجذب السياح على مدار السنة. وهي من اروع التحف الطبيعية في الشرق وهي عبارة عن تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة، وتسربت اليها المياه الكلسية من مرتفعات جبال لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة التي يعجز اللسان عن وصفها. تتكون مغارة جعيتا من طبقتين، الطبقة أو المغارة العليا (الجافة) والمغارةالسفلى (المائية)
المغارة العليا (الجافة)
وتأهيلها للزيارة على يد المهندس والفنان والنحات اللبناني غسان كلينك وتتميز هذه الطبقة من المغارة بأنها تمنح زوارها متعة السير على الاقدام على مسافة 750 مترا من طولها الذي يصل الى 2200 متر. بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالي 120 متر، ليطل في الممرات بعد ذلك على الأقبية العظيمة الارتفاع، والموزعة فيها الأغوار بالاضافة إلى الصواعد والهوابط والاعمدة الكلسية وما إليها من اشكال مبهرة. تبقى درجة الحرارة داخل المغارتين على مدار السنة ثابتة أي 16 درجة مئوية في المغارة السفلى و22 درجة مئوية في العليا المغارة السفلى (المائية)
للمبشر الاميركي وليام طومسون، ويحكى أنه بعدما توغّل في داخلها حوالي 50 متراً وبعد ان اطلق النار من بندقية الصيد التي كان يحملها، وادرك من خلال الصدى الذي احدثه صوت العيار الناري، ان للمغارة امتداداً جوفياً الذي يصل الى 6200 متر على جانب كبير من الاهمية. الرواد الأوائل وبعد مضي بضع سنوات على تلك الحادثة، قرر اثنان من مهندسي شركة اشغال مياه بيروت، وهما «و. ج. ماكسويل» و«هـ. ج. هاكسلي»، واثنان من اصدقائهما، ومن بينهما القس «دانيال بلس» مدير الكلية الانجيلية السورية آنذاك، وهي التي اصبحت في ما بعد الجامعة الأميركية في بيروت، فقام الفريق برحلتين استكشافيتين داخل المغارة وتوغل فيها حتى مسافة نحو 800 متر عام 1873، 1060 مترا في العام التالي. سمى اعضاء الفريق احد الصواعد العملاقة، وقد توالى على اكتشافها عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون ويقع على بعد نحو 625 مترا من مدخل المغارة «عمود ماكسويل» على اسم رئيس الفريق. وفي موضع يقع على بعد نحو 200 متر من الاول، اطلقوا عليه اسم «مجمع الآلهة»، من دونوا اسماءهم وتاريخ استكشافهم على صحيفة من الورق وجعلوها في قنينة ووضعوا القنينة على رأس صاعد آخر. ومع مرور الزمن كست المياه القنينة بقشرة كلسية فاحكمت ختمها الى الابد وجعلتها جزءاً من الصاعد، وهي لا تزال في موضعها حتى اليوم. وتوالت الرحلات الاستكشافية داخل المغارة ابتداء من عام 1892 بهدف التعرف على شبكة الانفاق الجوفية التي تتألف منها بشكل افضل وأدق بحيث بلغ طول الانفاق التي امكن استكشافها حتى عام 1940 ما يناهز 1750 مترا. وكان جميع الذين قاموا بهذه الاستكشافات في ذلك الوقت من الجنسيات الانجليزية والأميركية والفرنسية. المستكشفون اللبنانيون غير ان مراحل استكشاف مغارة جعيتا شهدت تحولاً جذرياً ابتداء من اربعينات القرن العشرين وحتى اليوم. فقد انتقلت الشعلة الى اجيال من المستكشفين اللبنانيين، ولا سيما اعضاء «النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور» الذي اسسه عام 1951 المنقب اللبناني الاول ليونيل غرة. وقد قام المنقبون اللبنانيون منذ ذلك الحين، ومن خلال جمعياتهم المختلفة، بدراسة الموقع دراسة تميزت بالانتظام والدقة والمنهجية، واخذ عمق المغارتين المستكشفتين يزداد يوماً بعد يوم حتى بات طول الدهاليز المكثفة حالياً يصل الى حدود التسعة كيلومترات. ويتدفق من المغارة السفلى نهر جوفي يشكل الجزء المغمور من منابع نهر الكلب وهو النبع الذي يُغذي بيروت بمياه الشرب. وتتم زيارة المغارة السفلى بواسطة قوارب صغيرة تنقل الزائر عبر مسطح مائي متعرج يقطع سكونه هدير المياه الجوفية وتحيط به اعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعة على مدى ملايين السنين الى مسافة 500 متر تقريبا من اصل 6200 متر كما انها تقفل امام الزائرين عند ارتفاع منسوب المياه في فصل الشتاء. ويقف على مدخل المغارة (حارس الزمن) وهو اضخم منحوتة بارتفاع 6 امتار و60 سنتم وبوزن 75 طناً. وتبقى درجة الحرارة داخل المغارتين على مدار السنة ثابتة 16 درجة مئوية في المغارة السفلى و22 درجة في العليا. يذكر انه أعيد افتتاح المغارة في تموز (يوليو) 1995م بعد 20 عاما على الاقفال القسري نتيجة الحرب الاهلية (1975 ـ 1990). ووقعت وزارة السياحة اللبنانية عقدا بعد ذلك مدته 27 عاما مضى منها 13 عاما مع الشركة المستثمرة ماباس لاعادة تأهيل مغارة جعيتا. . الزوار والبيئة
لتبقى صخور المغارة سليمة وخالية من اي شوائب، لأن هذه البيئة الطبيعية حساسة جداً، واي خلل يمكن ان يسبب ضرراً للصخور الكلسية، وتخسر جمالها ويمكن ان يؤدي الى تغيير في الوانها، لذلك تم فرض قواعد صارمة من اجل المحافظة على جمالها عبر استعمال نظام اضاءة غير مؤذ، ومنع ادخال مأكولات او مشروبات وحتى التقاط صور تذكارية خوفاً من ان ينمو على طبقة الصخور الكلسية «طحالب» او «خز» يدخل في مسامها الناعمة ويغير لونها. عدد السياح في لبنان البالغ عددهم العام الماضي نحو مليون و300 الف حسب احصائيات وزارة السياحة
اللبنانية. ان عدد زوار المغارة لعام 2004 بلغ 361 الفا و968 شخصا اي بزيادة 30 في المئة عن العام
2003 الذي بلغ عدد الزوار فيه 275 الف و440. وينخفض هذا العدد الى 75 موظفاً في الشتاء. تسهيلات وإرشادات ـ في فصل الصيف، تفتح مغارتا جعيتا أبوابهما للزائرين في المواعيد التالية: ـ من الثلاثاء حتى الخميس: من التاسعة صباحاً حتى السادسة بعد الظهر. ـ من الجمعة حتى الأحد: من التاسعة صباحاً، حتى السابعة مساء. وتقفلان
الاثنين من كل أسبوع إذا لم يكن يصادف الاثنين عيداً
رسمياً. اما بواسطة
التلفريك او بواسطة القطار. مكيفة ومعدة لعرض صور وثائقية حول المغارة. تعرض كل يوم بين الساعة 9 صباحاً و7 مساء وبلغات عدة ويستغرق عرضها مدة 23 دقيقة. ويجدر بالزائر ان يسعى الى التوفيق بين وقت الزيارة والوقت الذي
يجري فيه عرض الصور باللغة التي تناسبه. وتمكن الزائر من دخول المغارتين وصعود مقصورة التلفريك والقطار. كما تمكنه
من مشاهدة الفيلم الوثائقي. علما بأن جولة زائر المغارة تبدأ بقطع تذكرة بـ 18 الف ليرة لبنانية للكبير اي 12 $ و10 آلاف ل.ل. للصغير اي 7 $ تشمل التلفريك وصالة السينما،والقطار. يستقل التلفريك الى المغارة العليا، بعدها ينتقل بواسطة قطار الى المغارة السفلى، ويتوقف عند القرية النموذجية التي صممت على شكل قرية لبنانية غلب على بيوتها طابع القرميد، كما يتوقف لمشاهدة 22 صنفاً من الحيوانات الاليفة التي وضعت داخل اقفاص في حديقة مخصصة لهم. كما توجد عدة متاجر تباع فيها حرفيات من التراث اللبناني بالاضافة الى ثلاثة مطاعم، واستراحات وتبلغ كلفة وجبة الغداء للشخص الوحد نحو 10 دولارات. كما تحرص ادارة المغارة على اقامة نشاطات ثقافية متنوعة بين الرسم والشعر والموسيقى. وكانت جعيتا قد مكنت لبنان من الفوز بجائزة “القمة السياحية” للعام 2002
حيث تم اختيارها من بين 27 مشروعا عالميا. الحديث يتزايد عن ترشيح هذه المغارة التي صنعتها الطبيعة للدخول في القائمة المقبلة لعجائب الدنيا السبعة
.
نُقلت بتصرف من ويكيبيديا ومن مواقع لبنانية
التقطت المناظر الخارجية لجعيتا بالعدسة الخاصة
|