قلعة
بعلبك (في لبنان)
تقع مدينة بعلبك في شمال سهل البقاع و شرق
نهر
الليطاني، وتحيط بها من الشرق والغرب سلسلتا جبال لبنان
الشرقية والغربية. تعلو بعلبك عن سطح البحر 1150م. وتبعد عن
العاصمة
بيروت
حوالي 90 كلم من ناحية الشمال.
اتت تسمية المدينة من تركيب كلمتي "بعل" وتعني "رب"
و "بك" وترمز للبقاع.
كما كانت تسمى "هيليوبولس" (أي مدينة الشمس) عند الرومان.
سميت
بالقلعة أيام الأُمويين العرب.
المستعمرة الرومانية
تقع بعلبك على مفترق عدد من طرق القوافل القديمة
التي كانت تصل الساحل المتوسطي بالبر الشامي وشمال سورية بفلسطين.
وقد استفادت عبر تاريخها الطويل من هذا الموقع المميز لتصبح محطة
تجارية هامة ومحجاً دينياً مرموقاً. نظراً لموقعها الجغرافي
الاستراتيجي وأهميّتها الزراعية، أصبحت في عام 47 ق.م. مستعمرة
رومانية بأمر من
يوليوس
قيصر والموقع المختار لبناء أكبر الهياكل الرومانية
كمعبد باخوس التي عكست ثروة وقوة الامبراطورية الرومانية. وقد
استمرت عمليات البناء أكثر من مئتي عام واشرف عليها اباطرة
رومانيون مختلفون. ومن اجل أعمدة بعلبك
بنى الرومان في المدينة اضخم معابدهم لثلاثة من ألهتهم وهم:
جوبيتير
و
فينوس
وميركوري.
وفي القرن السادس الميلادي ضرب البلاد زلالزل التي دمرت العديد من
معالمها. ويعتبر معبد جوبيتير أضخم المعابد الرومانية على الإطلاق.
ولم يتبق من الأعمدة الكورينثية الـ 54 إلا 6 أعمدة فقط. أما معبد
باخوس فهو مــن أفضل المعابد الرومانية حفظاً في الشرق الأوسط.
يعدّ معبد باخوس أكبر من الـ "بانتيون" في
أثينا.
ومعبد فينوس، فهو بناﺀ أصغر من بقية المعابد، شيد جنوب شــرق
المجمع. وحــوّل المعبد خلال العصر البيزنطي إلى كنيسة تكريماً
للقديسة
باربرا
الآثار الباقية من المعابد (الهياكل)
البهو الكبير أو هيكل كل الآلهة
هو بناء مربع الشكل يحيط به إثنا عشر معبداً، أربعة منها بشكل نصف
دائرة في الجهة الشمالية والجنوبية وما بقي فمستطيلة، وجميعها
مفتوحة الواجهة وأمامها عمد من الغرانيت. وكل معبد منها يحتوي على
صفين من الأصنام الواحد فوق الآخر وكان على جانبي كل صنم عمودان
صغيران ويفصل المعابد عن بعضها حائط على واجهته صنمين علوي وسفلي.
ولم يبق من هذه الأعمدة الجميلة سوى بضع قواعد باقية في مراكزها،
وعمود صحيح في الجهة الشمالية الغربية وكثير من القطع ملقاة على
الأرض. وفي وسط هذا البهو مذبح المحرقات وإلى جانبيه حوضان للماء،
وجدران الحوض من الحجر الأصم مقسمة بين مربعات مستطيلة وأصناف
دائرة مزينة برسوم تمثل رؤوس البقر، وبينها أكاليل الزهور. وكانت
الجهة الغربية من هذا البهو مفتوحة ولا بناء فيها لئلا تستر
مبانيها منظر هيكل جوبيتر العظيم الذي كان في ما يلي هذا البهو.
وكان أمام الهيكل درج ذو ثلاث مساطب ويظهر أن "قسطنطين" الملك
البيزنطي بدأ بهدم هيكل جوبيتر المذكور وأكمل خرابه "ثيودوسيوس"
فوضعت أنقاضه وأتربته في وسط البهو الكبير بين الحوضين المذكورين
آنفاً حتى تعالت فوق مذابح المحرقات وطمرت القسم الأسفل من الدرج
العظيم. وعلى هذا المرتفع بنى "ثيودوسيوس" كنيسة ضخمة لم تزل
آثارها ماثلة في وسط البهو، ولما فتح العرب البلد حولوا أبنيتها
العظيمة إلى قلعة ومحوا آثار الديانة المسيحية من داخلها وبنوا في
سوق الكنيسة الأيمن حماماً وفي صحنها وسوقها اليسرى بيوتاً للسكن
وفرشوا أرضها بالفسيفساء الملونة ووضعوا في فناء دورها الحياض
المزخرفة.
الهيكل الكبير أو هيكل جوبيتر
هو الهيكل الذي كانت ولا تزل شاخصة إلى عظمته وفخامته عيون جميع
زائري بعلبك. وقد جعل الرومان أمامه البهو والأروقة ثم رفعوه على
دكة عظيمة تزيد عن ارتفاع الأبنية التي أمامه وأحاطوه بالأعمدة
الهائلة وزينوه بالزخارف المجسمة، فتصاغرت أمامه تلك الأبنية مع
أنها يقال أعجوبة الزمان ومن أبدع ما ولدته فكرة الإنسان.
طول هذا الهيكل من الشرق إلى الغرب 87,5 متراً وعرضه 47,5 متراً
بما فيه أعمدته ما عدا السور الخارجي والدرج الذي كان أمامه، وكان
يحيط به أربعة وخمسون عموداً. وكان وراء العشرة أعمدة الأمامية صف
آخر من الأعمدة يُنتهى منه إلى فسحة كانت أمام باب الهيكل.
غير أنه ولسوء الحظ جنى البيزنطيون على هذا الهيكل فخربوا جدرانه
وقوّضوا بنيانه ودكوا أسسه. ولم يُترك منه سوى أعمدة في جهته
الجنوبية.
الهيكل الصغير أو هيكل باخوس
’’
لم تُعلم الغاية التي حدت بالرومان لبنائه بجانب الهيكل الكبير في
منخفض من الأرض وعلى طراز يشبه بهندسته ونقوشه ذاك الهيكل، دون أن
يكون أمامه بهو ولا أروقة.وهذا الهيكل من أجود الآثار حفظاً إذ
يفوق في إتقانه وبديع نقوشه جميع الهياكل الباقية من عصر الرومان
في العالم كله. وقد بني بغاية الإحكام في التحام الأحجار ببعضها
البعض. وكان يحيط بالهيكل 50 عموداً منها 15 على الجانبين ومن
جملتها أعمدة الزوايا. وبين العُمد وجدار الهيكل فسحة تبلغ الثلاثة
أمتار عرضاً مسقوفة بألواح حجرية هائلة في الكبر ومغشاة بنقوش لا
تقع العين على أجمل منها وأكثر إتقاناً. قد تعجز العبارات الجمالية
عن وصف إتقان بناء قلعة بعلبك وجمال هياكلها التي بناها الرومان
تعبيراً عن إخلاصهم لآلهتهم، ولكنها تبقى واحدة من أجمل المواقع
الأثرية في العالم.
متحف بعلبك
كما يحتوي على متحفه الخاص الذي يحكي تاريخ بعلبك في احدى صالاته.
وقد استقبلت غرفه العديد من الشخصيات الهامة التي زارت بعلبك امثال
الجنرال الفرنسي
شارل
ديغول
والكاتب
جان كوكتو.
الأثار وتأثيرها على السياحة
تعتبر مدينة بعلبك من أهم المدن السياحية في الشرق الأوسط لما فيها
من غنى سياحي من
قلعة
بعلبك ذات البناء الروماني الشاهق العلو إلى
حجر
الحبلة الذي يمثل أكبر حجر منحوت في العالم والذي يقع
على جانب مدخل مدينة بعلبك من جهة الشرق حيث كان الرومان يقتلعون
الحجارة و ينحتوها و يسوقوها إلى المكان المناسب.
علماء بعلبك
برز كثير من العلماء والأدباء في بعلبك منهم
الامام
الأوزاعي
والمقريزي
ومحمد بن علي بن أبي المضاء
وخليل
مطران
وعدي بن
مسافر الهكاري الذي ذهب إلى نينوى في العراق.
المهرجانات
تشتهر بعلبك بمهرجانها الدولي السنوي الذي يقام في معبدي جوبيتر
وباخوس والذي يستقطب أهم واشهر الفنانين العالميين لإحياء حفلات
رائعة في أحد أجمل الاماكن الاثرية في العالم.
حادثة السيل
في السادس عشر من شهر ايار عام 1372 م حدث سيل هائل في مدينة بعلبك
مما ادى إلى وفاة الالاف من سكان المدينة مما ادى إلى اختفاء
العديد من المنازل و المحال التجارية التي تعرضت للطمر نتيجة ما
حمله الطوفان. وعن المؤرخ حسن عباس نصرالله: "... منذ بعد ظهر يوم
الثلاثاء الواقع في 16 ايار 1372م، قدم إلى سماء بعلبك غيم اسود
قاتم اللون مما ادى إلى حجب نور الشمس الذي أذهل سكان مدينة بعلبك
وعند صلاة العصر بدأ البرق والرعد يهزان هذه المدينة الصغيرة وبعد
حوالي النصف ساعة خرج الاهالي ليستمعوا إلى مصدر صوت غريب اشبه
بصوت الرعد مما فاجئهم سيل علوه 13متر الذي أغرق البيوت والمحال
التجارية حاملا معه الحجارة الكبيرة والطمي ولم ينجي من هذ الحادثة
إلا رجل كبير مسن حيث جلس في حلة طعام وهو رجل اعمى وولد صغير عمره
4 شهور في تخت خشبي صغير اضافة إلى من كان يقيم في أعلي المنطقة
أما الضحايا كانوا من المصلين والراكنين في البيوت الترابية و
الحجرية.
اُلتقطت الصور بالعدسة الخاصة
نُقل بتصرف من مواقع لبنانية
|