بغديدا هذا اليوم

أقيمت عصر اليوم في كنيسة مار بهنام وسارة مراسيم دفنة الأخت الراهبة وردية يونو جميل الدومنيكية،الراقدة على رجاء القيامة فجر اليوم في عينكاوة عن عمر ناهز (80) سنة اثر جلطة دماغية، حيث ترأس الأب يوحنا اينا القداس الإلهي بمعية الأب هاني حنونا الدومنيكي وبحضور الآباء الكهنة في رعية بغديدا ومن أبرشيات أخرى والآباء الدومنيكان والآباء الروكاتسيونستي والأخوات الراهبات وجمع غفير من المؤمنين، بعد القداس أقيمت صلاة التشمشت باللغة السريانية، ثم شيع جثمانها إلى مقبرة القيامة.

ولدت الأخت وردية يونو جميل في بخديدا يوم 26/1/ 1934م من عائلة تقية معروفة تشرفت بان تعطي للكنيسة العلامة المثلث الرحمة المطران ميخائيل جميل، والكاهن الراهب الاريوني الأب هاني جميل.

دخلت الرهبنة بحب ووعي كبيرين للحياة المكرسة لتهب ذاتها لله وللكنيسة في عيش المشورات الإنجيلية. اتشحت بالثوب الرهباني في 29\4\1954، أبرزت نذورها الأولى في 30\4 \1955، ونذورها الدائمة في 30\4\1961. ومنذ عام 1956م وجهتها الرهبنة إلى العمل ألرسولي والخدمة في الرعية، فعملت في: الموصل، باطنايا، خربة، سنجار، القدس، برطلة، باقوفا، تللسقف، بيت الصلاة في الموصل، دهوك، بغداد في دير سيدة السنابل ـ الزعفرانية وبعشيقة.

لقد تاجرت بالوزنة التي حباها بها الله بأمانة وشكر وتواضع، لقد تزودت بما نالته في زمن تنشئتها الرهبانية وما أضافته هي من مطالعاتها وتأملاتها لتذهب وتزرعه بمحبة وتواضع حيث حطت قدماها. كان تعليمها يشمل غالبا الأطفال والنساء، لقد كانت تسكنها غيرة كبيرة للتبشير والتعليم الديني حتى في سنواتها الأخيرة، ولم تأبه باختلاف الأجيال والمجتمعات.

كان دير الأم في الموصل الجديدة محطتها الأطول، غادرته في عام 2006، سنة هجرة أخواتنا لدير الأم بسبب الأحداث الصعبة التي هددت حياتهن أسوة بكل المسيحيين في الموصل. نُقلت إلى قره قوش في دير إلام الطاهرة مع بعض الأخوات المُسنّات. ومن ثم إلى بعشيقة، وفي صيف 2012 نقلت إلى دير البشارة في عنكاوا هي وأخوات أخريات، لإمكانية تقديم خدمات وظروف صحية وأمنية أفضل لهن لا تتوفر في أديرتنا الأخرى. وقبل أسبوع فقط، أصابتها حمى الانفلاونزة جعلتها طريحة الفراش، ثم أصابتها جلطة قبل يومين ولم تصحو منها. لقد كانت في ألمها هادئة صامتة. شاكرة على كل خدمة قدمتها لها الأخوات اللواتي عملن كل ما بوسعهن لإسعافها ومرافقتها في الصلاة طيلة ساعات الاحتضار. قبلت الأسرار المقدسة بهدوء وسلام وشكر. توفيت في فجر اليوم الأحد لتولد للسماء. وهي تسمع صوت الأب الحنون يدعوها: "نعما لك، كنت أمينة في القليل، تعالي ادخلي فرح سيدك".

وإذ نصلي اليوم من اجل اختنا وردية فنحن موقنات بأنها قد استقرت نهائيا في قلب الله، وان قلقنا لا يهدأ الا في قلب الله، ومنها نسأل الشفاعة لكنيستنا ولبلدنا ليعيش المؤمنون إيمانهم بأمن وسلام، تعازينا لرئيستنا العامة الأخت ماريا التي اضطرت على الغياب من الوداع الأخير لأختنا وردية، ولكل أخت في الرهبنة، وللأهل والأقارب، ونسأل الله أن يغدق عليهم ببركاته ونعمه.