هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير أي قبل
عيد الفصح أو
القيامة ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الشعانين أو
أسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع
المسيح إلى
أورشليم أو
بيت المقدس واستقبله الشعب أحسن استقبال فارشاً ثيابهم
وأغصان الأشجار والنخيل، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي
أنهم استقبلوا
يسوع
المسيح كمنتصر، إذ أنهم كانوا يظنون المسيح قادما لكى
يطرد الرومان ويؤسس مملكة دنيوية.
أن المسيح غادر بيت عنيا قبل
الفصح بستة أيام وسار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب
يفرشون ثيابهم أمامه
وآخرون يقطعون أغصان الشجر ويطرحونها فى طريقة احتفاء به وهم
يصرخون (هوشعنا لابن
داود مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا فى الأعالى) وقد كانوا
يدعونهذا اليوم
قديماً بأسماء مختلفة منها:
ـــ أحد المستحقين:
وهم طلاب العماد الذين عرفواالدين
المسيحى وأرادوا اعتناقه فكانوا يذهبون ويطلبون التنصير يوم سبت
النور (سبتلعازر) طبقاً
لاصطلاحات الكنيسة فى أول عهدها. ـــ أحد غسلالرأس: وهى
عادة كانت لهم فى ذلك الزمان إشارة للتطهير واستعداد للتنصير.
ـــ أحد الأغصان،
أحد السعف، أحد أوشعنا
لما قرب يسوع المسيح من منحدر جبل الزيتون صاعداً إلى أورشليم
أبتدأ كل جمع التلاميذ يفرحون و يسبحون الله بصوت عظيم من أجل
القوات التى رأوها صارخين قائلين أوشعنا لابن داود، أوشعنا فى
الأعالى هذا هو ملك إسرائيل. والجمع الكثير الذى جاء إلى العيد
ومنهم العبرانيين خرجوا أمامه وفرشوا ثيابهم فى الطريق التى
سيسلكها المخلص، وآخرون منهم قطعوا أغصاناً من الشجر وجاءوا بها
بفرح و فرشوها فى الطريق، كانوا يصرخون قائلين أوشعنا لابن داود
أفرحى يا أبنة صهيون فأنه قد جاء ملكك بمجد وكرامة وعظم بهاء
راكباً على جحش أتان.
يزهر قضيب من أصل يسى و تصعد زهرة و تطلع من وسطه و يستريح عليه
روح الله روح الحكمة و روح القوة و روح الفهم و المشورة و روح
العبادة، و يملأه الروح من مخافة الله.
يا لهذا الأعجوبة العظيمة
الجالس على الكاروبيم و الساروفيم تسبحه ويغطون وجوههم من أجل
لاهوته. يباركونك فى السموات و يمجدونك على الأرض و يصرخون قائلين
أوشعنا لابن داود أوشعنا فى الأعالى هذا هو ملك إسرائيل مبارك
الآتى بأسم رب القوات، و لعظمته المجد دائماً
آميــــــــــــــــــــــــــن.
ويسوع قبل الفصح بستة أيام جاء إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت،
الذى أقامه يسوع من بين
الأموات فصنعوا له وليمة فى ذلك الموضع، و كانت مرثا اخت لعازر
تخدم وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه، فأخذت مريم رطل طيب ناردين
فائق كثير الثمن ودهنت به قدمي يسوع ومسحتهما بشعر رأسها فأمتلاء
البيت من رائحة الطيب.
فقال واحد من تلاميذه الذى هو يهوذا الأسخريوطى الذى كان مزمعا أن
يسلمه لماذا لم يبع هذا الطيب بثلثمائة دينار ويعطى للمساكين.
وقاله هذا ليس عناية منه بالمساكين، بل لأنه كان سارقا والصندوق
عنده وكان يحمل ما يلقى في الصندوق، فقال يسوع دعوها أنما حفظته
ليوم دفنى، لأن المساكين معكم كل حين وأما أنا فلست معكم كل حين،
وعلم جمع كثير من اليهود أنه هناك فجاؤا ليس من أجل يسوع وحده بل
لينظروا أيضاً لعازر الذى أقامه يسوع من بين الأموات. فتشاور رؤساء
الكهنة أن يقتلوا لعازر أيضاً، لأن كثيرين من اليهود كانوا من أجله
يمضون و يؤمنون بيسوع.
أفرحى و تهللى يا صهيون المدينة اجذلى و تهللى لأن هوذا ملكك يأتى
راكباً على جحش و تسبح قدامه الأطفال قائلين أوشعنا فى الأعالى هذا
هو ملك إسرائيل . ( المجد للآب ) فلما جاء ربنا يسوع المسيح إلى
مدينة أورشليم لكمال كتب الأنبياء المختارين، حمل الأطفال سعفاً
قائلين أوشعنا فى الأعالى هذا هو ملك إسرائيل والبعض فرشوا ثيابهم
على الطريق أمامه لكى يسير عليها يسوع الناصرى والصغار يصرخون
قائلين أوشعنا فى الأعالى، حينئذ كملت اليوم النبوة العظيمة من
أفواه الأطفال الصغار أعددت سبحاً والأطفال يصرخون قائلين ( أوشعنا
… ) حينئذ قال داود فى كتاب المزامير مبارك الآتى بأسم الرب الإله
و الأطفال تسبحه قائلين ( أوشعنا … ) لما دخل يسوع إلى أورشـليم
أرتجت المدينة كلهـا من أجل الجموع المحيطين به و الأطفال يصيحون (
أوشعنا … ) حينئذ اليهود المخالفين أمتلأوا غيرة عظيمة و قالوا
للرب يسوع فليسكت هؤلاء من هذا الصياح و الأطفال الصغار قائلين (
أوشعنا … ) فقال يسوع لليهود إذا سكت هؤلاء الصغار لصرخت الحجارة و
سبحتنى قائلة أوشعنا فى الأعالى.
لقد رتبت الكنيسة الاحتفال بهذا العيداً لأسباب
منها:-
أولاً
لتذكير بنيها بذلك الاحتفال العظيم الذى استقبل به يسوع حتى
كلما حضروا يوم الشعانين حاملين بأيديهم سعف النخيل وأغصان الزيتون
يمثلون فى الحال
ذلك الموكب البهيج والاحتفال المهيب وتلك الجماهير المحتشدة احتفاء
بقدوم يسوع
فترتقى عقولهم إلى تلك الأيام التى تمت فيها أمور
خلاصهم.
ثانياً
لترسم فى أذهانهم وجوب الاستعداد القلبى الدائم
لاستقبال يسوع فى هيكل قلوبهم بمناولة جسده ودمه الاقدسين ببساطة
ضمير وطهارة قلب
كأطفال أورشليم.
ثالثاً
لكى تعلمهم بهذا الاحتفال مطابقة الحقيقة
المثال فإن خروف الفصح كان يجب أن يؤتى به فى اليوم العاشر من
الهلال ويبقى محفوظاً
إلى الرابع عشر منه.. وفى مثل هذا اليوم نفسه (العاشر) داخل يسوع
أورشليم بصفته حمل
الله الرافع خطايا العالم وفى الرابع عشر منه ذبح لأجلنا،
إن سعف النخل يشير إلى
الظفر وإلى الإكليل الذى يهبه الله للمجاهدين المنتصرين فيوحنا
الحبيب رأى جمعاً
كبيراً منتصراً فى أيدهم سعف النخيلوإلى وجوب الجهاد الحسن
لينال إكليل الحياة الذى وعد به الرب للذين يحبونه، أما أغصان
الزيتون فتشير إلى السلام كما أن عصيره يشير إلى
القداسة، لهذا لما أرسل نوح الحمامة عادت وفى فمها غصن الزيتون
اخضر
إشارة إلى حلول السلام على الأرض، ولذا فالكنيسة تحثنا على أن تتبع
السلام مع
الجميع والقداسة والتى بدونها لن يرى أحد الرب فإن ثمر البر يزرع
فى
السلام من الذين يفعلون السلام.