قداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر في الأراضي المقدسة

إن العراق في قلبي وصلاتي

قداسة البابا بندكتس السادس عشر- علية صهيون ( العشاء الأخير)

سيادة راعينا الجليل مار باسيليوس جرجيس القس موسى الجزيل الاحترام ،

إخوتي الكهنة والرهبان ، أخواتي الراهبات،

أهلي الكرام في بغديدا والمهجر ، كل الأصدقاء والمحبين ، إلى كل الطيبين،

بلدتي الحبيبة بغد يدا الغراء ، بل إلى كل العراق

قبل شهر، وكمثل هذا اليوم الثاني عشر ، كان ذلك القدوم التاريخي الذي أنعمت به السماء علينا جميعا لقدوم قداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر إلى الأراضي المقدسة قادما من الأردن، هذه الزيارة التي أنا شخصيا سأعتبرها إحدى اكبر النعم التي سوف لن أنساها قط في حياتي ، بل وذكراها سيبقى خالدا فيّ ، لذا ارتأيت أن أدّون هذه الزيارة بهذا التقرير الكامل والمصّور، كي يبقى هو الآخر خالدا في صفحات موقعنا – موقع بغد يدا العزيز – مثلما سيبقى خالدا في ذاكرة كل واحد وواحدة منكم يا أهلي ، ويا أصدقائي ويا بغديدتي الحبيبة , ويا عراقي الحبيب.

 اليوم الأول: 12/5/2009

قداسته يترأس الصلاة في علية صهيون ( مكان العشاء الأخير ) ،

 ثم القداس الحبري في وادي يوشافاك القريب من بستان الزيتون بالقدس

1.   علية صهيون ( مكان العشاء الأخير ): كنا خمسة عشر راهبا فقط ، ككورال الحراسة ، يرافقنا الرئيس العام لرهبنتنا الفرنسيسكانية قدس الأب خوسيه ماريا كوربالو ونائب حارس الأراضي المقدسة قدس الأب ارتيميو فيتتوريس ، إضافة إلى وكيل الرهبنة وسكرتيرها ، فبعد وصولنا إلى المكان الذي يبعد نصف ساعة عن ديرنا (دير المخلص) ،  وبعد الإجراءات الأمنية الطويلة والمشددة هناك  ، دخلنا موقع علية صهيون وبقينا فيها تقريبا ساعتين من انتظار رغم طوله إلا أننا لم نحس به كوننا كنا ننتظره بشوق ذلك الآتي من بعيد خليفة بطرس، قمنا بإجراء بعض التحضيرات والبروفات الليتورجيا والتراتيل استعدادا لقدوم البابا وأتذكر كيف كنا هنا جميعا في ترقب تام منتظرين قدوم قداسته ، وفعلا بعد لحظات بدأ التشديد الأمني يتكاثر من هنا وهناك وما هي إلا لحظات ونرى بها قداسته يدخل غرفة العشاء الأخير بلباسه الحبري يرافقه سكرتيره الخاص . بدأت الليتورجيا التي لم تستغرق أكثر من نصف ساعة تخللها تراتيل خاصة بمكان العشاء الأخير  إضافة إلى كلمات ترحيب من رئيسنا العام ، ثم كلمة قداسته ، بعدها أتت هديتنا التي أهديناها له نحن طلاب السمنير الفرنسيسكان وكانت عبارة عن قطعة مرمر منقوش عليها أسماء طلاب السمنير مع ذكر البلدان التي ننتمي إليها ، بعدها سمحت الفرصة بان نتبارك بلثم يد قداسته، وأتذكر هنا  بموقفي الأول مع قداسته عندما قدمني الرئيس العام كراهب عراقي........  وأتذكر بعد لثم يده المباركة وكانت ثوان قليلة خاطفة بقولي لقداسته:

يا صاحب القداسة لا تنسى العراق ،

 أجابني بابتسامته المليئة أملا بالقول

 أن العراق بقلبي وصلاتي

لا تسألونني بماذا شعرت حينها ؟ لأنني صدقا لا اعرف ؟ الذي اعرفه من إنها  كانت لحظة جميلة ، حلوة ، كانت لحظة فرح ممزوجة بدموع.

 بعدها غادر قداسته علية صهيون ، إلى أين ؟ لا نعرف ، الذي اعرفه من إننا رأيناه مرة ثانية بعد أربع ساعات في وادي يوشافاط القريب من بستان الزيتون كي يترأس القداس الإلهي .

بعض صور قداسته وهو في علية صهيون ( العشاء الأخير)

2.    القداس الحبري في وادي يوشافاك القريب من بستان الزيتون بالقدس

القداس بدء الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء 12/05 / 2009 في وادي يوشافاط القريب من بستان الزيتون، سوف لن اعلق على هذا القداس لان الجميع بالطبع قد شاهده بالكامل ، كونه بث على كافة القنوات الفضائيات ، فقط ما أود التنويه عليه من قداسته قد قدّم نية هذا القداس من اجل فلسطين والعراق ،

فبعد تلاوة الإنجيل المبارك ، وبركة قداسته بالإنجيل للحاضرين ، يبدو من أن قداسته تذكرني وتذّكر كلماتي التي قلتها لقداسته  صباح نفس اليوم في عليه صهيون بأن لا ينسى العراق ، فقال لي مبتسما أيها الشماس انك مثلتّ اليوم العراق بترتيلك الجميل ، فلبلدك ولفلسطين ستكون مقدمة ذبيحة هذا القداس

لا أتذكر بعدها سوى اخذي الإنجيل من يد قداسته ودمعي من غمرة فرحي على هذه النعمة الكبيرة –  حقيقة هذه هي نعمة من السماء.

بعض صور قداسته وهو يترأس القداس الإلهي  بالوادي القريب من بستان الزيتون

قبل أن انهي هذا الجزء وهو الأول أقول:

دَينُ سأعتبره علي بان اشكر بالاسم جميع الأشخاص الذين لولاهم حقيقة ما كان من الممكن أن يظهر هذا بهذا الشكل وبهذا الغنى ، فشكرا لكل الذين لم يتأخروا ولم يبخلوا لي بصور الزيارة الكاملة لقداستهِ واذكر بالخصوص المونسنيور كويدو ماريني  والمونسنيور انريكو فيكانو والمونسنيور وليم ميلليني  من الفاتيكان مستشاري لجنة تحضير الليتورجيا لزيارة قداسة البابا ، كما ولا أنسى قدس الأب هيثم فرنسو الفرنسيسكاني ، نائب خوري رعية بيت لحم ، لمتابعتهِ ولملاحظاتهِ ولمعلوماتهِ ولكل ما زودني به من الصورة والكلمة ، كونه كان المنسق الأول والعضو الأساسي في لجنة تحضير هذه الزيارة اللجنة الخاصة بالتنسيق والتنظيم الخاص بكنيسة المهد - بيت لحم – اللجنة الفرعية للبطريركية اللاتينية (فشكرا يا أبونا هيثم)،

 كما وأشكر كل من إدارة وأعضاء وعاملين موقع بخديدا العزيز ، واذكر بالخصوص السيد طلال وديع عجم  وكل الطيبين الذين عملوا بخفاء ، فرغم جهلي لهم أقول بارككم الرب جميعا ، ستكونون بصلاتي دائما مثلما ذكرتكم جميعا بالمشاركة الفعلية لتلك الزيارة الحبرية لصاحب القداسة خليفة القديس بطرس . شكرا

انتهى الجزء الأول         إلى اليوم الثاني