"الفكر المسيحي" في مركز السريان للثقافة
والفنون/ بغديدا
مجلة "الفكر المسيحي" واحدة من أعرق المجلات المسيحية في العراق، إن لم نقل المجلة الوحيدة، أكثر من أربعة عقود ولا زالت تحمل بين طياتها الحب والفكر والكلمة الملتزمة، فأصبحت تاريخاً يرسم خطوطه على صفحاتها، إستطاعت أن تشق طريقها عبر صعوبات جمة لتأخذ مكانها بين المجلات، فكانت أشبه ما بالموسوعة أغنت المكتبة المسيحية وكانت لسان حال كنيسة العراق. لم تقل يوماً بأنها (الناطق الرسمي) بلسان الكنيسة، بل تعكس آمال القراء وتطلعاتهم وتتفاعل مع حاجاتهم ومطاليبهم.
فبدأت صغيرة بحجمها (12*16سم) أحتضنها قبو في كنيسة مار توما بالموصل حينما ابتسمت الفكرة "لأربعة كهنة شباب" كانوا قد وطدوا العزم قبل رسامتهم الكهنوتية على عيش تجربة الحياة المشتركة بعد أن اختاروا تسمية "كهنة يسوع الملك" عنواناً لحياتهم ...
وبإصرار الشباب وتفاؤلهم وإرادتهم العنيدة تحول الحلم الى حقيقة فبدأت الأقلام تسطر المقالات الأولى "كنيسة عبر القارات، ليكونوا واحداً.. الخ" لتكون أرقاماً في سلسلة ولدت في مطلع 1964. هذا الجهد الإعلامي الكبير، أراد مركز السريان للثقافة والفنون في بغديدا في أُمسية جميلة، رغم حرارة آب اللّهاب، ففي الساعة الثامنة من مساء يوم الاثنين 20/آب/ 2007 كان أحد مؤسسي هذا المطبوع ضيفاً على المركز..
الأب بيوس عفاص، أو زهير عفاص، هذا الختيار الذي حمل ثقل (68) عاماً، أول رئيس تحرير لهذه المجلة ولمدة ثلاثين عاماً (1964- 1994) تحدّث لمستمعيه ولأكثر من ساعة عن بدايات هذا المطبوع، والظروف التي رافقت صدوره، هل كان صدوره ضرورة؟
لماذا أُختير له هذا العنوان؟ كيف عمل بمقاييس خارجة عن المألوف؟ هل كان التحدّي عنواناً للقائمين عليه؟. كيف استطاع أن يعمل بمهنية عالية في الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة في العراق؟ كل هذه الأسئلة وأُخرى غيرها تحدّث فيها الأب بيوس عفاص في محاضرة جاءت تحت عنوان "مجلة الفكر المسيحي.. الثلاثون عاماً الأولى". وبعدها، تحدّث الأب عفاص عن كل شيء ولكن الوقت حاصره، فطلب (شرطاً) إضافياً فكان له ما أراد لأن من غير الممكن أن يختصر مطبوع عمره (43) عاماً في أُمسية واحدة وبوقت محدّد..
إختتم الأُمسية بالحديث عن الميدالية الذهبية التي حصلت عليها المجلة من إتحاد الصحافة الكاثوليكية العالمية يوم 12/ آذار/ 2007، وكما هو معروف عن هذه الجائزة تُمنح كل ثلاث سنوات لأفضل شخصية ومؤسسة ومجلة تسهم وبشكل نموذجي. هذا الإتحاد قال عن المجلة "إن هذه المجلة، التي يُديرها المسيحيون في العراق، الذين يمثلون أقل من 3 % من مجموع سكانه، كانت نموذجاً حقيقياً لحرية الصحافة، بل صوتاً يعلن السلام والإنسجام بين الشعوب، فساندت القيم الإنسانية". وبعد.. ماذا نقول أكثر من الذي قالته هذه المنظمة العالمية عن "الفكر المسيحي"؟ لم يبقَ إلاّ أن نقول في نهاية المحاضرة، بادرت الهيئة الإدارية لمركز السريان للثقافة والفنون بتكريم أقدم وكيل للمجلة في بغديدا وهو الأُستاذ (الشماس) سالم حنا شعبو قدّمها له الأب الفاضل بيوس عفاص. وهكذا عوّدنا مركز السريان للثقافة والفنون في بغديدا قره قوش هذا الصرح الثقافي الكبير للتعرف عن كثب لروادٍ وأعلام وفنانين كبار وتجاربهم وخبراتهم الكبيرة التي أضافت رونقاً جميلاً لبهاء بغديدا عاصمة الثقافة السريانية وعروس السريان.
رياضة الفن النبيل في بغديدا
الملاكمة , أو رياضة الفن النبيل , هكذا يحلو للبعض أن يسميها , رياضة العنف والتي تجبرك أن تحصر خصمك في إحدى زوايا الحلبة لتشبعه لكماً وتجعله يترنح تحت قوة هذه الضربات , لا ينقذه من اللكمات التي تسقط على أنحاء مختلفة من جسمه إلا صوت الجرس معلناً انتهاء الجولة أو تدخُل حكم المباراة عندما يجد تدخُله ضرورياً , أو قانون اللعبة يسمح بذلك ..
ولا ادري سر هذه التسمية ( الفن النبيل ) رغم إنها الرياضة الأكثر (دموية) فمسموح لك أن تُشبعَ خصمُك ضرباً حتى بعد أن تجد بعض من قطرات الدم تتساقط من وجههِ وقد يُزيدُك منظر الدم (شراسة) لتوقعه بالقاضية فيعلن حكم المباراة فوزك بعد أن يرفع كلتا يديك .. هذه الرياضة , أراد مركز السريان للثقافة والفنون أن تكون إحدى نشاطاته ليكلف وقبل أكثر من ستة أشهر احد أبطال العراق القدامى الخد يدي الأصل , عازر خضر عازر الطوني , مواليد 1949 سِجلُ هذا البطل حافل بالبطولات على مستوى القطر فهو بطل العراق للناشئين 1965 وبطل العراق للشباب 1966 وأحد أبطال الملاكمة للفترة (1969-1973) . هذا الملاكم احتضنه مركز السريان للثقافة والفنون ليفتتح مدرسة للفتيان لهذه اللعبة وبأعمار (10- 15 سنة) زاد عددهم الخمسين لاعباً ومن الجنسين. البنات لأول مرة في القطر, ينزلن إلى حلبات الملاكمة , فبغديدا كما كانت سباقة في الكثير من المبادرات هاهي ملاكمة الفتيان تُسجل سابقة في رياضة العنف لأرق إنسان, المرأة. اليوم:الجمعة الوقت :السابعة والنصف مساءً التاريخ :10 أب 2007 المكان : حدائق مركز السريان للثقافة والفنون / بخديدا
حلبة الملاكمة أُعدت بعجل , لا تشبه حلبات الملاكمة الدولية , الملعب حديقة المركز, جمهور زاد على (400) متفرج أكثر من نصف المتفرجين عوائل وأطفال استجابوا لدعوات وجهت لهم من قبل مركز السريان , قائممقام قضاء الحمدانية , آباء كهنة أفاضل ,مسؤولون للعديد من المرافق الحيوية في القضاء , كل هؤلاء شكلوا حلقات متتالية حول الحلبة , منضدة ملئ بالكؤوس هكذا كانت حدائق المركز قبل أن يعلن جرس مراقب الحلبة بداية النزال الأول وكان قد سبق هذا النزال كلمة للسيد وعدالله ايليا رئيس الهيئة الإدارية وكلمة أخرى لمرشد المركز الأب بهنام ككي, بشار الباغديدي يعلن عن بدء النزال الأول بين اصغر ملاكمين (9 سنوات) بعد هذا النزال توالت بقية النزالات ولثلاث جولات لكل نزال , نعم .. كان هناك ربح وخسارة ولكن الجميع فازوا , فازوا بحب الرياضة وحب بخديدا, ساعتين أو أكثر أمسية جميلة جمعت الخديديين إلى رياضة هي الأولى من نوعها في هذه المدينة .الجميع حصلوا على الكؤوس حتى الذين خسروا النزال, لان النزول إلى الحلبة هو فوز , فوز للجميع.
|