أعياد بخديدا

 نجاة حبش

 

لقراءة الموضوع بالانكليزية أكبس على الصورة أدناه

 

 ليلة الميلاد

 

 ليلة الميلاد في بخديدا لها طعم خاص حيث توقد شعلة الميلاد والتي تدعى محليا تهرا  في فناء كنيسة الطاهرة الكبرى بعد صلاة الرمش وعلى انغام اناشيد الميلاد

 

 

  تقوم العائلة  التي نذرت على نفسها جمع وقود شعلة الميلاد والمعروفة بآل كذيا بجمع نباتات برية سريعة الاشتعال تدعى محليا اوزمي و عارون كما يمكن لاي فرد من بخديدا بالتطوع للمشاركة بهذا التقليد حيث يذهب الجميع بصحبة صوت الصنوج صباحا حتى المساء.  يقال في احدى السنين ولقساوة الجو تكاسل الجميع من جمع النباتات واقتصروا على استخدام ما كان متوفر في بيوتهم وفي تلك الليلة وبخ احدهم في حلمه ومنذ ذلك اليوم وآل كذيا لم يقصروا في اداء نذرهم

في هذه الليلة كان الجميع يعترف ويتناول القربان المقدس خلال قداس نصف الليل.

 تذبح الذبائح وتحضر العديد من الاكلات الخاصة بالعيد.

 من الاكلات اللذيذة التي يبدا الناس بالتحضير لها مساء هذه الليلة لصباح يوم عيد الميلاد هي الباجة التي كانت تطبخ في التنور الطيني باستخدام قوارير فخارية تدعى محليا برمثا

عيد الميلاد

المعاني الحقيقية للزخارف المستخدمة في زينة عيد الميلاد

 الرموز المستخدمة للزينة والاحتفال بالميلاد جميعها لها معاني خاصة لكن مع مرور الزمن وبسبب علمانية عيد الميلاد فقدت هذه الرموز معناها الحقيقي وربما القائمة التالية تشجعنا لتعليم اولادنا واللذين يعيشون حولنا المعاني الحقيقية للميلاد

بالرغم من ان بعض هذه الرموز غير مستخدمة في بخديدا لكن جميعنا يلاحظها في بطاقات اعياد الميلاد ومن الضروري معرفة معناها الحقيقي كما انها مفيدة للذين يعيشون خارج بخديدا

النجمة: هي الرمز السماوي للوعد. الله ارسل مخلصه للعالم ونجمة بيت لحم كانت علامة الوعد لانها قادت المجوس الى مكان ولادة المسيح. يقال انه يوجد في السماء نجمة لكل شخص في العالم تمثل الامل للانسانية

اللون الاحمر: هو اللون الاول لعيد الميلاد واستخدم من قبل المؤمنين الاوائل لتذكيرهم بالدم الذي سفك من قبل المسيح. المسيح اعطى حياته وسفك دمه من اجل ان نحصل على الحياة الابدية

اللون الاخضر: هو اللون الثاني لعيد الميلاد. الشجرة هي اجمل واضبط خلفية للزخرفة الحمراء . اللون الاخضر للاشجار دائمة الخضرة يبقى كما هو طول ايام السنة، الاخضر هو الشباب والامل واكثر الالوان غزارة في الطبيعة. الاوراق الابرية الشكل لشجرة عيد الميلاد تتجه نحو الاعلى وترمز الى الصلوات المتجهة نحو السماء

الجرس: استعمل الجرس للعثور على الخروف الضال. سيدق الجرس لكل شخص ايضا ليجد طريقه للاب ويعني ذلك الهدايا والرجوع بالاضافة الى ذلك تؤشر الى اننا جميعا اعزاء في عيون الله

الشموع:  الشموع على شجرة الميلاد كانت تمثل تقدير الانسان للنجمة اما الان فتستخدم الاشرطة الضوئية لذكرى ميلاد المسيح. في الكثير من البيوت تضاء الشموع وهي تمثل نور الله

الربطة او البمباغ: توضع على الهدايا لتذكرنا بروح الاخوة فمثلما يربط البمباغ هكذا يجب ان يكون الجميع مترابطين مع بعضهم البعض. هدية الحب والسلام للابد هي رسالة هذا الرمز

  

العكازة: تمثل عصا الراعي. الجزء المعقوف او الملتوي من العصا كان يستخدم لجلب الخروف الضال. اللون الاحمر والاخضر وبقية الالوان المستخدمة بشكل حلزوني ترمز الى اننا حراس الاخ الضال، كما تمثل العكازة الحرف الاول من اسم المسيح باللغة                                         عند قلبها راسا على عقب.Jesusالانكليزية

الطوق او الاكليل:  يرمز الى الطبيعة الخالدة للحب لا تنتهي ولا تتوقف، تذكرنا بالحب اللامحدود لله لنا كما انها تذكرنا بالسبب الحقيقي والصادق لميلاد المسيح

من تقاليد اهل بخديدا بهذا العيدالمبارك حضور قداديس في جميع الكنائس كذلك يحرص الخديداي على زيارة الطفل يسوع في المغارة

تذبح الذبائح وتحضر اكلات العيد وخاصة الكبة الكبيرة كما لا يكتمل العيد الا بوجود الكليجة.

  

مار قرياقوس

يقع مار قرياقوس وسط اراضي زراعية خصبة على بعد حوالي كيلو متر شرقي بخديدا، يحتفل به في الاحد السابق لاحد السعانين. الدير عبارة عن ثلاث كهوف حجرية محفورة طبيعيا داخل مرتفع جبلي صغير. يحتوي الكهف الاوسط والاكبر ما يشبه المذبح،  يقوم الاهالي  باشعال الشموع والصلاة فيه. الكهوف مفتوحة على بعضها البعض بأقنية مظلمة وضيقة يتمتع الصغار بالعبور خلالها. يقابل الكهوف من الجهة الغربية تلة صغيرة فيها يقبل الجميع الصليب كذلك يقوم الاهالي بتناول القهوة العربية واهداء بعض المبالغ المالية للفقراء. احيانا يقام قداس او صلاة جماعية خاصة في السنين القليلة الامطار. بعد الصلوات واشعال الشموع وتقديم المعونات يقوم الاهالي والاصدقاء بالتنزه حول الدير

من المقبلات التقليدية اللذيذة التي يحضرها اهالي بخديدا خصيصا لهذا اليوم هي الحنطة المحمصة او بما تدعى محليا ( خطي قليي). قبل العيد تنظف  وتغسل الحنطة ثم تنقع في الماء المملح لمدة ثلاثة ايام ثم تجفف على قطعة من القماش تحت اشعة الشمس وتحمص بكميات قليلة باستخدام مقلاة حديدية مفلطحة تدعى محليا( ساج). قديما كانت الحنطة تحمص على فرن طيني يبنى من الطين والطابوق يدعى (كبايا). خلال موسم الصيف تجمع حبوب البطيخ  وتحفظ لحمصها وخلطها مع الحنطة المحمصة لتحسين نكهتها

   احد السعانين

الاحد الذي يسبق عيد القيامة او ما ندعوه اوشعنا فيه نتذكر دخول سيدنا المسيح راكبا على ظهر حمار الى اورشليم قبل صلبه

في بخديدا يتجمع الاهالي صغارا وكبار امام كنيسة الطاهرة الكبرى حاملين اغصان شجر الزيتون المباركة( سوكي) للاستعداد للمسيرة حول البلدة

يبدأ الموكب صباحا بصحبة القساوسة والشمامسة والراهبات على انغام اناشيد وصلوات اوشعنا.

خلال المسيرة يقف الجميع للصلاة عدة مرات مقابل جميع كنائس بخديدا تنتهي بصلوات احتفالية وبقراءة من الكتاب المقدس في فناء كنيسة مار يوحنا وتختم بالرجوع الى كنيسة الطاهرة الكبرى

 

 خميس الفصح: غسل اقدام التلاميذ

قداس احتفالي كبيريقام عادة  في كنيسة الطاهرة الكبرى تخليدا لعشاء يسوع الاخير مع تلاميذه،  يتخلل القداس مراسيم غسل وتقبيل اقدام اثنا عشرة طفلا رمزا لما فعله المسيح قبل تسليمه ليصلب

الجمعة العظيمة

خلال فترة الصوم الكبير وفي كل يوم جمعة يعيش الاهالي في كنائس بخديدا مراحل آلام سيدنا المسيح خلال صلوات درب الصليب التي تنتهي يوم الجمعة العظيمة ففي صباح هذا اليوم يلف الصليب المقدس بقطع من القماش الابيض ومن ثم تتم مراسيم الدفن بعد الظهر

من تقاليد الكنيسة في بخديدا خلال اسبوع الآلام او ما ندعوه محليا( شبثي دحاشا) هو تزيين صور العذراء  مريم بقماش اسود رمزا لحزنها كذلك يحضر في الكنيسة  صباح الجمعة العظيمة شراب مروذلك بغلي بعض سيقان الاشجار والزهور بعد ذلك يدق الناقوس لدعوة الاهالي لشربه رمزا للشراب المر الذي قدم للمسيح . في هذا اليوم يمتنع الجميع عن الاكل وخاصة اللحوم

عيد القيامة

تقام قداديس احتفالية في جميع الكنائس

من تقاليد بخديدا بهذا العيد هو صبغ البيض المسلوق باستخدام اما اوراق البصل او نبات البرسيم( نبلا) كما تحضر بعض الاكلات التقليدية وخاصة الكليجة

 الاحد الجديد

الاحد بعد عيد القيامة او ما ندعوه محليا( خوشابا خاثا ).  فيه يقام قداس التناول الاول للمئات من الاطفال بحضور سيادة المطران وفي البيوت يفرح ذوي المتناولين وذلك بتوزيع الكيك والحلوى للاهل والاقارب والجيران

 

 

عيد الصعود: ايذد سولاقا

احياء ذكرى صعود المسيح الى السماء، يحتفل به بعد اربعين يوما من عيد القيامة.

 

 

 بعد حضورالقداديس يحتفل الاهالي في البيوت برش الماء على بعضهم البعض.

 

عيد الصليب

 عيد الصليب 14/9 هو احياء  انتصار  ربنا  والهنا  يسوع  المسيح  منجزة  من  خلال  موته  وقيامته

الصليب هو علامة  معاناة عظيمة  لكنه  رمز مروع  نتزين  به  ونعبده  لانه  من  خلاله  عرفنا حب  المسيح  العظيم  لنا  ومن  خلال جروحه  شفينا

 

 

من  تقاليد  بخديدا في هذا العيد  المجيد هو اقامة  قداديس  احتفالية  في  جميع  الكنائس  وفي  المساء  يتمتع  الصغار  والكبار بالاضواء  والنيران  التي  تزين  سطوح  منازلهم  وشوارعهم 

 

عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس في 14 ايلول

اعداد الاب عمار بهنام باهين: السويد

تحتفل الكنيسة المقدسة في الرابع عشر من شهر ايلول  من كل عام بعيد ارتفاع الصليب المقدس، ويرتبط هذا العيد بحادثة صلب وموت السيد المسيح على جبل الجلجلة . وبعد هذه الحادثة اختفت آثار الصليب الذي صُلِبَ عليه السيد المسيح، لأن الرومان رموه في الحفرة الكبيرة التي كانت قريبة من جبل الجلجلة، وأقاموا مكانه معبداً للإله الروماني فينوس ليمنعوا المسيحيين الأوائل من زيارة المكان وتكريم الصليب المقدس. واستمر الوضع هكذا إلى سنة  326 م عندما حضرت القديسة هيلانه الأمبراطورة والدة الأمبراطور قسطنطين الكبير إلى اورشليم للبحث عن خشبة الصليب المقدس.

وعندما سألت عن الأمر أخبروها بأن الصليب مدفون بالقرب من معبد فينوس الذي أقامه الأمبراطور أدريانوس، فأمرت بحفر المكان فعثرت على ثلاثة صلبان، ولما لم تعرف أيها صليب السيد المسيح الحقيقي، اقترح البطريرك مكاريوس أن توضع واحداً تلو الآخر على جثة أحد الموتى الذين كانت تمر جنازتهم بالمكان في ذلك الوقت، فعندما وضع الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وضع الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة، وبعد ذلك وضعوا الصليب على إمراة مريضة فشفيت في الحال، عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين فرتلوا "يا رب ارحم" ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، فرفعت القديسة هيلانه الصليب المقدس على جبل الجلجلة وبنت فوقه الكنيسة المعروفة إلى يومنا هذا كنيسة القيامة. ولدى زيارتنا لها نجد في أسفلها كنيسة صغير مخصصة للقديسة هيلانه يعلو هيكلها تمثال برونزي لها وهي تحمل وتعانق الصليب المقدس.

في سنة 614 م كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم  وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة.

 عام 628 م استطاع الأمبراطور البيزنطي هيرقل الانتصارعلى الفرس، كانت اهم شروطه اطلاق المسيحيين وارجاع ذخيرة خشبة الصليب المقدس . وكان كسرى الملك قد مات وملك مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا بالشروط واطلق الأسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد أن قضوا في الأسر 14 سنة، وسلّم ذخيرة عود الصليب إلى الأمبراطور هرقل وكان ذلك سنة 628. فأتى بها هرقل إلى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والإبتهاج.

وبعد مرور سنة جاء بها الإمبراطور هرقل إلى أورشليم ليركز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة. فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا، فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والبهجة بالمشاعل والترانيم وساروا حتى طريق الجلجلة. وهناك توقف الملك بغتة بقوة خفية وما أمكنه أن يخطو خطوة واحدة، فتقدم البطريرك وقال للملك: "إن السيد المسيح مشى هذه الطريق حاملاً صليبه، مكللاً بالشوك، لابساً ثوب السخرية والهوان، وأنت لابس أثوابك الأرجوانية وعلى رأسك التاج المرصع بالجواهر، فعليك أن تشابه المسيح بتواضعه وفقره". فأصغى الملك إلى كلام البطريرك، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس، حافي القدمين، فوصل إلى الجلجلة، حيث ركز الصليب في الموضع الذي كان فيه قبلاً. 

ومنذ ذلك الوقت ونحن نحتفل في الرابع عشر من أيلول بعيد وجدان الصليب المقدس على يد القديسة هيلانه واسترجاع خشبة الصليب المقدس من بلاد فارس على يد الأمبراطور هيرقل. ومن العادات الشعبية المقترنة بهذين العيدين نذكر: أولاً اشعال النار على قمم الجبال أو اسطح الكنائس والمنازل أو في الساحات العامة، وترجع هذه العادة إلى النار التي أمرت القديسة هيلانه بأشعالها من قمة جبل إلى أخرى لكي توصل خبر وجدانها للصليب لابنها الأمبراطور قسطنطين في القسطنطينية، إذ كانت النار هي وسيلة التواصل السريع في ذلك الزمان عندما كانت وسائل المواصلات والاتصالات بدائية وبطيئة.

وبعد الروايات التاريخية والتقاليد الشعبية التي تدور حول عيد ارتفاع الصليب، يجدر بنا استخلاص العبر الروحية والحياتية:

 نقرأ في سفر التكوين عن خطيئة آدم وحواء اللذين أكلا من شجرة "معرفة الخير والشر" المزروعة في وسط الجنة التي نهاهما الله من أكلها، فسقطت البشرية جمعاء فيما نسمية "بالخطيئة الأصلية" بسبب عصيان أبوينا الأولين، أما السيد المسيح فقد استخدم شجرة أخرى، وهي عود الصليب، لكي يكفر بطاعته عن العصيان ويعوض بعود الصليب ومرارة الألم عن الاثم الذي ارتكب بأكل تلك الثمرة المحرمة.

الحيات النارية التي كانت تلسع في البرية الشعب اليهودي الذي عصى الله بعصيانه أوامر موسى، فرفع موسى حية نحاسية في البرية وكل لديغ كان ينظر إليها يشفى من اللدغة ولا يموت، وقد أشار السيد المسيح إلى ذلك بقوله: "كما رفع موسى الحية في البرية كذلك يجب أن يرفع ابن الإنسان، لتكون به الحياة الأبدية لكل من يؤمن".

  إن يسوع المسيح اختار الصليب الذي كان يعتبر أداة خزي وعار وعقاب للصوص والمجرمين ، وحوله بذلك إلى أداة فخر وعز وخلاص للبشرية: "وإنا إذا ارتفعت عن الأرض جذبت إليَّ الناس أجمعين".

  إن السيد المسيح قد غلب العالم ليس بقوة السلاح ولكن بصليب آلامه وموته، فأصبح الصليب مفتاح الملكوت السماوي للبشر. وينطبق هذا أيضاً على كل الغزاة ، إن قوة الحديد والسلاح محدودة لا تحقق نصراً بل تزرع دماء ودماراً، وأن الغلبة هي لقوة الحقيقة والمحبة والعدالة.

  أما صلاتنا في هذا العيد المجيد: "لنسجد للصليب الذي فيه خلاصنا ومع اللص اليميني نهتف اذكرنا في ملكوتك ".

مارت شموني

نجاة حبش

عيد الشهيدة مارت شموني واولادها المصادف 15 تشرين الاول من كل عام.

بالرغم من انه يعتبر عيد السريان الارثودوكس في بخديدا الا ان الجميع يقصد هذه الكنيسة ليس فقط من بخديدا بل القرى المجاورة والموصل كذلك

 

أشموني .. كنائسها ودياراتها في بلاد الشرق

 

بشار الباغديدي: صوت بخديدا العدد (12) ت1 2004

 

ما زال ذكر اشموني شائعاً بين أبناء كنائس الشرق ، ولا سيما بين السريان المشارقة والمغاربة . ففي العراق وغيره من الأقطار الشرقية جملة كنائس عرفت بإسم هذه القديسة الشهيدة .

 

إحدى هذه الكنائس موجودة في قره قوش / بخديدا ، والتي تعد من الكنائس القديمة التي ما زالت عامرة يؤمها الناس وخاصة في يوم عيدها . كما توجد كنيسة  بنفس الاسم في برطلة وكذلك في باعشيقا (بعشيقة) وهي عامرة يؤمها المصلون للصلاة .

 

لقد ذكر غير واحد من البلدانيين العرب الأقدمين ديراً يعرف بدير أشموني ، وهو ما ورد في وصفهم له قد كان بقربه (قطربل) إحدى قرى بغداد غربي نهر دجلة ، وكان يعد من اجمل متنزهات بغداد ، إلا انه قد عفت آثاره وضاعت معالمه منذ زمن بعيد .

 

هذا الدير وهذه الكنائس الثلاث كلها في العراق . وهناك في غير العراق ديارات وكنائس بأسم شموني .فعند سور ماردين وفي جنوبها يوجد دير مرت شموني المقابية لا يزال قائماً . وقد كانت في مدينة الإسكندرية بمصر كنيسة للنساطرة على اسم القديسة مرت شموني وسبعة أولادها ومعلمهم الكاهن اليعازر . وكان في مدينة بدليس كنيسة أخرى للنساطرة باسم هذه القديسة وفي مدينة رأس العين كنيسة أخرى وكانت للنساطرة ايضاً عرفت بهذا الاسم . وفي مدينة انطاكية كنيسة أخرى تعرف بإسم أشموني .

 

لقد اختلفت المراجع العربية في ضبط اسم هذه القديسة ، ففي بعضها (أشموني) بضم الهمزة وبفتحها ، وفي بعضها (شموني) بدون الهمزة . وورد في بعضها بفتح النون يليها ألف مقصورة ، وفي بعضها الآخر بكسرها يليها ياء منقوطة . وللوقوف على تاريخ هذه القديسة وحياتها كانت لنا جملة مراجع ، أقدمها هو التوراة ويليها كتاب أعمال الشهداء والقديسين بالسريانية ، وفي تاريخ مختصر الدول لابن العبري وفي كتاب أبطال الإيمان في أولياء الله في لبنان وفي غيرها من المراجع يستخلص من جميعها : إن اشموني كانت والدة الفتية المكابيين السبعة التي قتلت مع أبنائها واليعازر الشيخ بعد أن كابدوا صنوف العذاب لإنكارهم الطاعة على الملك انطيوخس ابيفانس السلوقي (176 - 164 ق.م ) وكان قد اضطرهم  الى جحود ديانتهم الموسوية . وقد أشار الشاعر أبو نؤاس إلى مقتلهم في البيت الرابع من قصيدته التي أوردها الشابشتي في كلامه على (دير فيق) بفلسطين وهذا هو البيت الشعري:

 

باشموني وسبع قدمتهم           وما حادوا جميعاً عن طريق

 

عيد القديسة أشموني

 

 

اتفق بعض المؤلفين العرب الأقدمين كالشابشتي والحموي على أن عيد أشموني يقع في اليوم الثالث من شهر تشرين الأول من كل سنة . وفي التقويم السنوي لابرشية الموصل السريانية للبطريرك بهنام بني ، وكذلك في تقويم ربان صليبا ، نجد يوم عيدها يقع في الخامس عشر من تشرين الأول وهو اليوم الذي استشهدت فيه أشموني مع بنيها السبعة .وفي سيرة اشهر شهداء المشرق لأدي شير يظهر أن عيد أشموني يقع في اليوم الأول من شهر آب وذلك نقلاً عن تقويم قديم محفوظ في خزانة كتب دير مار يعقوب الحبيس بجانب سعرت. ومن تقويم قديم آخر في الدار البطريركية الكلدانية في الموصل ، وهذا يوافق ما قرره مجمع الشرفة سنة 1888 . أما في وقتنا الحاضر فيحتفل بعيد القديسة أشموني في بخديدا وبرطلة في يوم 15 تشرين الأول من كل سنة وفقاً للتقويم الشرقي القديم .

 

المصادر:

1.       أفرام الأول (البطريرك)  لمعة في تاريخ الامة السريانية في العراق ، 1936.ص200 .

2.       ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، طبعة أوربا ، 1 : 458 .

3.       سفر المكابيين الثاني ، الفصل السادس والسابع .

4.       أفرام الأول (البطريرك) ، نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران ، بدون سنة طبع ، ص24 .

5       بطرس عزيز ، نشرة المطران ، بيروت ، 1909 ،. ص7 .