تسليم المدالية الذهبية للفكر المسيحي يوم الجمعة 8 حزيران 2007 في ختام مؤتمر الأتحاد الكاثوليكي الدولي للصحافة في مدينة شيربروك - كيوبك / كندا لقطات من حفل تسليم الجائزة وختام المؤتمر
قداس في جامعة بيشوب – شيربروك (كندا) من أجل الأب الشهيد رغيد كني ورفاقه
وفي نطاق هذا المؤتمر ترأس سيادة المطران جرجس القس موسى قداسا للمؤتمرين في معبد الجامعة عصر يوم الثلاثاء 5 حزيران 2007 ، على نية الأب رغيد كني ورفاقه الشمامسة الثلاثة، اشترك فيه معه عدد من الكهنة المؤتمرين، ومنهم الأب بيوس عفاص الذي يحضر المؤتمر نفسه. وفي كلمته تحدث سيادته عن محنة العراق ومحنة كنيستنا المتألمة ودعا المشاركين في المؤتمر الى التضامن معنا في الصلاة والأيمان، وقال: لن ندع للحقد طريقا الى نفوسنا، بل نبقى نحيا في الرجاء، ونقدم هذه التضحيات من أجل السلام الى شعبنا، كل شعبنا العراقي، بمختلف أديانه وقومياته. العنف لن يولّد سوى العنف، ونريد أن نبقى أبناء الحياة، لأننا جميعا أبناء الله، والله هو حياة. وقد قرأ سيادته فقرات من رسالة مؤثرة جدا كتبها صديق مسلم للأب رغيد غداة استشهاده، ندرج نصها الكامل مترجما الى العربية عن موقع Zenith :
UCIP المؤتمر العالمي للأتحاد الكاثوليكي الدولي للصحافة في شيربروك – كندا من الأحد 3 – 10 حزيران 2007 بعنوان "وسائل الأعلام والدين : خطر أم فرصة ؟" افتتح في جامعة بيشوب (Bishop,s University) في مدينة شيربروك بولاية كيوبيك – كندا المؤتمر العالمي للأتحاد الكاثوليكي الدولي للصحافة صباح الأثنين 4/6/2007. وقد حضر حفل الأفتتاح رئيس أساقفة شيربروك المطران كومون رئيس مجلس اساقفة كندا، والسيدة وزيرة الشؤون الخارجية باسم رئيس وزراء كيوبيك، وممثل محافظ شيربروك، ونائب رئيس جامعة شيربروك، وممثل عن الكرسي الرسولي رئيس المجلس الحبري لوسائل الأتصال في الفاتيكان. وقد القوا كلمات بالمناسبة. كما تحدث رئيس الأتحاد الكاثوليكي والمسؤولون المباشرون لتنظيم هذا المؤتمر مركزين على دور الأعلام في خدمة الحقيقة والحوار بين الأديان والناس. ويشترك في هذا المؤتمر زهاء مئتي صحفي من حوالي 35 بلدا من مختلف أنحاء العالم. وكان يتوقع أن يكون عدد المشاركين اكبر بكثير، ولكن السلطات الكندية قترت كثيرا في منح الفيزا. ويعالج المؤتمر على التوالي المواضيع التالية : 1) وسائل الأتصال وصناعة الأحداث الدينية المعاصرة : الكثلكة والرأي العام في وسائل الأتصال في كيوبيك: نظرة تاريخية : للبروفسور غي لابيريير استاذ التاريخ في جامعة شيربروك. 2) الخبرة الدينية المعاصرة في البيئة الأعلامية الراهنة للدكتور ريجينالد مانزي من تانزانيا. 3) وسائل الأتصال وصناعة الأحداث الدينية: رؤية أميركا الشمالية: جان ديكلو نائب رئيس جامعة شيربروك. 4) وسائل الأتصال وصناعة الأحداث الدينية: رؤية أميركا اللاتينية : جيرمان راي من كولومبيا. 5) التربية على وسائل الأتصال: للبروفسور ايزمار دي أوليفيرا سواريس من جامعة ساو باولو في البرازيل. 6) الدين والأيمان في وسائل الأتصال: ألان كرفييه منشط برنامج "النظرة الأخرى" في راديو كندا. 7) التلفزيون حيال التطرف والظهور: الأخبار الماساوية: ميشائيل هيكينس من جامعة القديس توما من برونشفيك الجديدة. 8) الصحافة الدينية ويقظة الوعي الأجتماعي: السي ستريفنس من جنوب أفريقيا. 9) التقاء وسائل الأتصال والدين هل هو فرصة؟ : ميشيل كوبلر ( فرنسا)، اوون ماك كوفن، جويس ليتيسيا كازمبي (أفريقيا) تاكووا ياسوكا (اليابان). 10) وسائل الأتصال والدين والأنترنيت : برتران اويليت من مونتريال ويجدر بالذكر أن لهذا المؤتمر أهمية اعلامية خاصة للعراق لأن الأتحاد الكاثوليكي الدولي للصحافة سيسلم فيه جائزة المدالية الذهبية للمجلة المسيحية العراقية "الفكر المسيحي" يوم الجمعة القادمة 8 حزيران. والمدالية الذهبية هي أعلى تقدير يمنحه الأتحاد كل ثلاث سنوات لمجلة متميزة اعلاميا وفكريا.
أخي رغيــــــد روما في 4 حزيران 2007 أعتذر لك يا أخي لأني لم أكن الى جانبك عندما فتح مجرمون النار عليك وعلى اخوتك. ولكن الطلقات التي اخترقت جسدك الطاهر والبريء اخترقت قلبي أيضا ونفسي. لقد كنت أول من عرفته لدى وصولي الى روما، في أروقة الآنجيليكوم في كافتيريا الجامعة,ولقد سحرتني ببراءتك، ومرحك، وابتسامتك الرقيقة الطاهرة التي لم تغادرك أبدا. وأنا لا أستطيع أن أتصورك الا مبتسما وسعيدا وغامرا بفرح الحياة. ان رغيد سيبقى لي عنوان البراءة المتجسدة، البراءة الحكيمة التي تحمل في قلبها هموم شعبه البائس. اني أذكر وقت كنا في كانتين الجامعة، يوم كان العراق تحت الحصار، اذ قلت لي بأن ثمن قهوة واحدة يمكن أن يوفر حاجات عائلة عراقية لنهار كامل. كما لو أنك تشعر بالذنب لوجودك بعيدا عن شعبك المحاصر، وأنت لا تقاسمه آلامه... وها قد عدت الى العراق، ليس فقط لكي تقاسم الناس عبء ألمهم، بل لكي تضيف دمك الى دم آلاف العراقيين الذين يموتون كل يوم. لن أنسى يوم رسامتك في الأوربانيانا... والدمع في عينيك وأنت تقول لي: "اليوم متّ لنفسي".. يا لها من عبارة قاسية! حينها لم أفهم، ولربما لم آخذ العبارة بجدية كافية.. واليوم، باستشهادك فهمت معنى هذه العبارة... لقد متّ في نفسك وفي جسدك لكي تقوم في حبيبك ومعلمك، ومن أجل المسيح القائم فيك، بالرغم من الآلام والأحزان، بالرغم من الفوضى والجنون. باسم أي اله قتلوك؟ باسم أية وثنية صلبوك؟ هل ترى كانوا يعلمون ما يفعلون؟! لا نلتمس منك الأنتقام أو الثأر، يا الله، وانما الأنتصار... انتصار العدل على الخطأ، انتصار البراءة على الرذيلة، انتصار الدم على السيف.. لن يذهب دمك سدى، عزيزي رغيد، لأنه قدّس أرض وطنك.. وابتسامتك الرقيقة ستستمر تضيء من السماء عتمات ليالينا وتبشرنا بأيام أفضل... عذرا يا أخي، فالأحياء عندما يلتقون يظنون أن لهم الوقت الكافي للحديث، والزيارة، وتبادل المشاعر والأفكار.. لقد دعوتني لزيارة العراق. اني أحلم بهذه الزيارة دوما.. لزيارة دارك، وأهلك، ومكتبك. ولم يخطر ببالي ابدا بأن قبرك هو الذي سازور يوما، وبأني سأتلو آيات من قرآني راحة عن نفسك. لقد رافقتك يوما لشراء تذكارات وهدايا لأسرتك عشية زيارتك الأولى للعراق بعد غياب طويل. وكنت قد حدثتني عن عملك المقبل وقلت لي: "أريد أن أملك على قلوب الناس بالمحبة قبل العدالة". وقتها صعب عليّ أن أتخيلك "قاضيا" شرعيا.. ولكن اليوم لفظ دمك واستشهادك كلمتهما، وأصدرا قرار الأمانة والصبر، والأمل تجاه كل ألم، وأن تبقى حيا بالرغم من الموت والعدم. أخي، ان دمك لم يسفك جزافا.. ومذبح كنيستك لم يكن هزلا.. لقد أخذت دورك بجدية، حتى النهاية، ولا شيء يطفىء ابتسامتك.. أبدا. أخوك الذي يحبك عدنان مكراني (استاذ الأسلاميات في معهد الدراسات الدينية والحضارات في الجامعة الغريغورية الحبرية – روما )
|