مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
بحلول الروح القدس على التلاميذ، بدأت الكنيسة نشاطها لنقل البشرى التي جاء بها يسوع إلى العالم. مواصِلةً عمله عبر الزمن ومحققةً حضوره المحسوس بين الشعوب، بصوت تعاليمها المسموع في جميع اقطار المسكونة . فمِن الكنيسة الشاهدة ليسوع نعرف الله كما كشفه لنا المسيح نفسه . وبها نعرف يسوع وفيها نتفقه بتعاليم الإنجيل ومعانيه المقدسة. هذه الجماعة الصغيرة من التلاميذ الخائفين لم تكن قادرة لأن تزجّ بنفسها وسط عالم يهودي صَلبَ معلمها قبل أيام . ولا أن تجازف بالرسالة في عالم وثني لا يفهم القيم الإلهية، ولا يستطيع تقبل روح الانجيل وأخلاقية دينٍ يسمو على كل أخلاقية من هذا العالم. لكن الروح القدس الإلهي الذي يخلق وبجدد كل شيء هو الذي هب عليهم . فغيرهم وملأهم قوة وشجاعة. ودفعهم إلى العالم فخرجوا وراحوا يعلنون بجرأة فائقة، في أورشليم وحتى أمام المجمع اليهودي الذي أعدم معلمهم ، بأن المسيح الرب هو حي . ومن فلاحين وصيادين بسطاء تحولوا فجأة إلى دعاة متحمسين مملوئين حكمة وفهما وقوة . يتحدَّون كل العقبات والتهديدات والصعوبات وحتى الموت من أجل نقل البشرى بيسوع المسيح إلى جميع الناس . موقعين على صدق أقوالهم بشهادة دمائهم. الروح القدس الذي سماه يسوع " روح الحق" و " المحامي " كان هو وحده كفيلا بأن يرشد التلاميذ ويقودهم إلى كمال الحق ويحفظهم فيه . داعما جهودهم وساندا إيمانهم. هذا الروح بعينه ، لا يزال حتى اليوم ، وسيبقى، حتى منتهى الدهر ، يعمل في الكنيسة ومعها. وهو يعمل فينا ومعنا . لأنه مقيم عندنا نحن أعضاء الكنيسة وأبناءها . فما علينا إلا ان نفسح له المجال ، كي يعمل فينا ويتكلم بحرية من خلال كلامنا وأعمالنا . فيبلغ صوته صافيا إلى الخارج دونما تشويش. هكذا نكون له أداة رسالة حقيقية كما كان الرسل . كما أنه علينا أن نصغي إلى إلهاماته كي نسير بأمانة وفق توجيهاته الحكيمة . فنندفع بإيمان وقوة، دون خوف أو حياء بشري، إلى حيث يريدنا أن نكون. فنسهم فعليا ، على الصعيدين الفردي والجماعي، في نشر ملكوت الله بين اخوتنا البشر . ونخلد عطر رسالة المسيح في العالم . آميـن.
|