مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
خلال ظهوراته لتلاميذه بعد القيامة، اشترك يسوع معهم في الطعام مرات عديدة : مع تلميذي عمّاوس مرة. ومع الاثني عشر مرة أخرى . والآن مع قسم من تلاميذه على بحيرة طبرية. ويسوع كان يريد أن يثبت لهم ، خلال ذلك ، بأنه هو هو يسوع المعلم والرب. ذاك الذي عايشهم قبل آلامه وموته وقيامته. إذ كان من الضروري أن يشدد يسوع على هذه النقطة ليرسيخ الايمان في نفوس الرسل ويثبيت الحقيقة في أذهانهم . فيصبحوا جاهزين للانطلاق في العالم كله والكرازة بالانجيل للخليقة كلها فاجتماع يسوع برسله أو تناوله الطعام معهم كان فرصة تتيح لهم مشاركته في حياته الجديدة وإعادة الثقة والايمان إلى نفوسهم بعد أن روعتها وخيبتها أحداث الآلام . وعند كل ظهور كان الايمان يزداد في نفوسهم ويسيطر على حواسهم ، إلى درجة ما كانوا قادرين أن يسألوه : " من أنت " لأنهم " كانوا يعلمون أنه الرب". لقاؤنا نحن مع يسوع يتم في ذبيحة القداس، حيث يدعونا ، لا إلى أكل الخبز والسمك، كما فعل على بحيرة طبرية، بل إلى تناول جسده ودمه الذي يهب الحياة للعالم ولجميع آكليه. إن حواسنا لا ترى في مأدبة الرب سوى ظواهر الخبز في برشانة صغيرة ، وظواهر الخمر في الكأس . ولكننا بالايمان نعترف ، مثل التلاميذ، على أن هذا هو جسد المسيح وهذا هو دم المسيح الاله المائت والمنبعث حيا . وهكذا فإيماننا يعوض لنا عما تعجز عنه حواسنا. فلكي يتوطد الايمان ويتعمق الحب علينا أن نكثر من لقاءاتنا بيسوع . وكما أن لقاءات الطعام والفرح بين الأصدقاء تنعش المحبة وتنمي الثقة بين الأفراد والعائلات . هكذا ينعش لقاؤنا القرباني إيماننا بالمسيح ويعمق محبتنا له ويخفف من متاعبنا وهمومنا الكثيرة . لقاونا بيسوع يتم أيضا في كل عمل خير أو تضحية أو خدمة نقدمها حبا به . وهكذا نستطيع أن نجعل من يومنا سلسلة لقاءات مع الرب عبر الأفعال الصالحة التي نقوم بها على اسمه. ما أحوج انسان اليوم، وهو يعاني من مشاكل الحياة المصنّعة ومن مخاوف المستقبل وهموم الحاضر وسرعة التطور ومتطلباته ، ما أحوجه إلى المسيح المخلص والفادي، الذي يبدد كل الغيوم ويعطي القيمة لكل ألم وينعش الأمل في كل نفس ويفتح أمام كل مؤمن فجرا جديدا من الثقة والثبات والطمأنينة. هلموا إلى يسوع في سر القربان . اجتمعوا في يسوع عبر الصلاة المشتركة وقراة الانجيل. صوّروا يسوع في ذهن مجتمعكم عبر تصرفكم الصالح . ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات. آمين
|