مواعظ على مدار السنة الطقسية  2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد.

السنة الطقسية  2005-2006  الأحد الرابع بعد الدنح  لوقا 14 :  12-15

الموضوع : إنجيل الأحد 29 كانون الثاني 2005

12 وقال ايضا للذي دعاه اذا صنعت غداء او عشاء فلا تدع اصدقاءك ولا اخوتك ولا اقرباءك ولا الجيران الاغنياء لئلا يدعوك هم ايضا فتكون لك مكافاة* 13 بل اذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمي* 14 فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك لانك تكافأ في قيامة الابرار* 15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله*                                  

 العظــة

بين المندهشين بيسوع، وهو يحنو على المساكين والمقعدين والعميان... رجل يصرخ : " طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت السماوات "  أي طوبى لمن يعيش في نظام هذه شيمُه وهذه أخلاقُـه. كلام هذا المعجب يدل على أن بسطاء الشعب كانوا مرذولين مهمشين. وأنهم كانوا متشوقين إلى قائد ينقذهم من تعقيدات قوانين الشريعة التي كان الرؤساء يستعملونها لمصالحهم، ويعطون صورة مشوهة عن الله وعن الدين. ولما جاء يسوع واضعا المحبة شريعة حقيقية يتساوى فيها جميع الناس، تبعته الجموع لأنهم رأوا فيه المعلم الصالح والطريق والحق والحياة . يسوع فتح إذن عهدا جديدا ، عهدا يكون فيه الكل اخوة لأب واحد هو الله . " أنتم جميعا أبناء الله بالإيمان بيسوع المسيح. فإنكم كلكم معشر الذين انصبغتم بالمسيح فالمسيح لبستم . فلم يعد يهودي ولا يوناني . لا عبد ولا حر . لا ذكر ولا أنثى لأنكم جميعا شيء واحد بيسوع المسيح  (غلا 4 :26-28). إنها لأروع صورة عن المساواة الحقيقية التي أتى بها يسوع. وهنيئا لمن يعيش في ملكوت هذه أخلاقيته . وهذا يعنى الطوبى لنا نحن أبناء ملكوت الله على الأرض. طوبى لنا إن نحن وعينا ذلك وتصرفنا بموجب عهد المحبة هذا.

 في العهد الذي افتتحه يسوع لم يعد كبير ولا صغير ولا غني ولا فقير . الكل أصبح له قيمة لأنه خليقة الله أولا ثم لأنه مفدي بثمن غال هو دم المسيح. وهذا يعني أن ننتبه أيضا من كل تصرف أو كلام أو موقف فيه تحقير للآخر أو تجريح بمشاعر الغير . الرهافة والإحساس والاحترام في علاقاتنا مع الغير ستكون دوما الدليل الساطع على أننا دخلنا ملكوت الله الذي اندهش له ذاك الرجل الذي هتف " طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله ".

كيف نعيش مطلب يسوع في دعوة المحتاجين ؟

أولا : على مستوى العلاقات اليومية ، أيها الأحباء، يسوع يريد أن يوقظ فينا روح مشاركة الآخر والانفتاح له ومخاطبته بكلام لائق ومشجع . وكم من نفس تصادفنا وهي تحتاج إلى لفتة منا أو ابتسامة أو كلمة تشجيع تجعلها تشعر بأن لها قيمة . إن لفتة لائقة وابتسامة ناعمة هي عطية أثمن من الأكل والشرب. أليس صحيحا المثل القائل " لاقيني ولا طَّعْميني " ؟ .  

ثانيا: على المستوى الاجتماعي. أنتم في هذا البلد وفي هذا المجتمع عليكم أن تقدروا كل خير وتقدم ونوع الصراحة والصدق الذي لهم نحو الآخر هذا من جهة . أما من جهة أخرى فعليكم أنتم أن تأتوهم من الأخلاق وروح الإيمان ما أعطاكم الله  وما تعلمتموه في مجتمعكم الشرقي الشجاع الذي حافظ رغم كل الصعوبات على الإيمان والأخلاق والقيم . هكذا معا تبنون حضارة المحبة في هذا البلد الذي أصبح بلدكم وله عليكم حق . وعليكم أن تبذلوا كل ما بوسعكم من أجل تطوره العلمي الاجتماعي ومن أجل ازدهاره الروحي والإنساني .  آمين .