مواعظ على مدار السنة الطقسية   2005 ـ 2006   المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

 

إنجيل الأحد    أحد زيارة العذراء    لوقا 1 : 39-56  

مرة أخرى نرى الروح القدس حاضرا في لقاء مريم أم يسوع واليشباع أم يوحنا المعمدان. حضور الروح القدس هذا ليس حضور مشاهد أو متفرج . بل هو حضور فاعل ومحرك ومقدس . ففي هذه الأجواء المسيحانية نلمس حقا عمل الروح القدس وهو يدبر ويدير كل هذه الأحداث التي تهيئ لقدوم المسيح.

وإذا كانت زيارة مريم هي لتهنئة خالتها ومشاركتها فرحها بالمولد الذي تنتظره ، ومن أجل تقديم لها الخدمات الضرورية لمثل هذه المناسبات، فإن الروح القدس كان ولا شك وراء هذه الزيارة، لكي تتلقى مريم من خالتها أولَ اعتراف بأمومتها الإلهية وبالمسيح الآتي . الروح القدس هو الذي ملأ اليشباع من نوره وكشف لها سرَّ مريم ، حتى صاحت اليشباع : " اهتز الجنين في بطني... من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ... مباركة أنت في النساء".

هذه العلامات والإشارات والتعابير، بالنسبة إلى امرأة عجوز تتأمل الكتب المقدسة، هي علامات ذات أبعاد مسيحانية . هو الروح القدس الذي يسلط أضواءه على اليشباع حتى تعترف بأن مريم هي أم ربها ومسيحها ومخلصها.

ونحن ماذا تحمل زياراتنا إلى الاخوة والأقارب والاصدقاء وكل من نلتقيهم ?

هل هو الروح القدس، روح المحبة والغفران، الذي يسيّر هذه اللقاءات? هل نتعاون معه ونُفسح في المجال ليعمل هو ويحرك ويقدس كل شيئ في علاقاتنا مع الآخرين ?  هل نتركه ينجز فينا وفيهم  عظائم الخدمة والسخاء والمسامحة وكل أنواع العطاء المجاني لجعلهم أكثر سعادة وفرحا ?

إن الروح القدس يريدنا أن ننفتح إلى اخوتنا جميع البشر بالمحبة التي " لا تطلب ما هو لها " ولا تقبل بالتلوّن الناتج عن المصلحة . وترفض تعدد الأوجه الناجم عن الرياء والغدر.

     بهذا الانفتاح إلى الروح القدس وإلى اخوتنا تغدو علاقاتنا الإنسانية والاجتماعية فرصة للقاء مع المسيح نفسه، وعلامة خلاص أكيد. لأن الروح هو الذي يعمل فينا عندما نحن نحمل المسيح في قلوبنا ونحمل الآخرين في اهتماماتنا. فلننهظ ونتحرك نحو الآخر لاسيما المحتاجين منهم حاملين إليهم الفرح والعزاء والشجاعة . لأن المسيح آت ليحول كل حزن وكل ألم إلى فرح وسعادة . آمين  

  

م. ج.

زائر رسولي