مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006   المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

 

 خميـس الصعود    مرقس 16 : 14-20  

                          

         فترة ما بين القيامة والصعود فرصة أعاد فيها يسوع بناء ما كان قد تهّم في نفوس الرسل والتلاميذ . كان لا بدّ من جمع شمل القطيع الصغير الذي ضُرب راعيه فتفرق وضعف إيمانه . لذا اصبح من الضروري أن يتردد يسوع إلى تلاكيذه ليثبتهم في الإيمان. فيتمكن فيما بعد من ارسالهم  للقيام برعاية شعوب العالم وقيادتها.

ففي الفصول الأخيرة من الإنجيل يبرز بوضوح  تصميم المسيح على وضع دعامة الكنيسة من أجل العالم ، راسما لها الخطوط الأساسية  المتلخصة بالرسالة : " كما أرسلني الآب، أنا أرسـلكم " .  وبالرعاية : " إرع خرافي " ،  وبمنح الأسرار المقدسة : " اصنعوا هذا لذكري" " ومن غفرتم له خطاياه غفرت"  " علموا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"  " فمن آمن خلص ومن لم يؤمن يدان ". بهذه التوصيات والأوامر والتوجيهات، أراد يسوع أن يضع اللمسات الأخيرة على عمله الخلاصي الجبار . فهو قد أنجز رسالته على الأرض وبقي على الرسل أن يعوضوا عن اختفاء معلمهم . فيتسلموا الرسالة ويواصلوا بأمانة  مشروع الخلاص بابلاغ كلام الإنجيل للخليقة كلها. وبإيصال نعمة الفداء إلى جميع الناس  وعبر كل الأزمان ودون تمييز حتى منتهى الدهر . وهو يكون معهم دائما.

إن الرسالة ضخمة وحجمها يفوق بما لا يقاس حجم الكنيسة الصغيرة الناشئة، لولا أن قوة هذه الكنيسة تكمن في إيمانها بأن المسيح معها وحاضر فيها على الدوام. " وها أنا معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر ".

أيها الاخوة ، نحن الذين آمنا بيسوع وبرسالته . نحن الذين اعتمدنا باسمه وأصبحنا تلاميذ في كنيسته عبر العالم وعبر الزمن، نحن كلنا مرسلون . نحن كلنا رسل مسؤولون عن اعلان بشرى الفرح والخلاص ، وعن الكرازة بالإنجيل لجميع البشر . بدءًا بالذين نعيش معهم ضمن العائلة والجماعة والمجتمع. وذلك بالقول والمثل والعمل . وعن طريق التصرف والسلوك الصالح والاشتراك بالحركات الرسولية والأخويات والنشاطات الكنسية والرعائية . كما عن طرق التعليم والنشر والمواقع الالكترونية . بل وعبر كل وسيلة تخدم كلمة الله وتدعم المحبة بين الناس . حتى نصبح كلنا : كهنة وعلمانيين ، رؤساء ومرؤوسين شهودا ليسوع ولإنجيله المقدس . مواصلين رسالته على الزمان والمكان حتى منتهى الدهر .

يسوع لن يتركنا يتامى ، يسوع لن يتركنا خائري القوى مكتئبين لصعوده إلى السماء . فيسوع هو في السماء وهو معنا على الأرض . معنا بروحه القدوس  معنا بسر جسده ودمه . إنه  معنا بواسطة الكنيسة والكهنوت والأسرار المقدسة والصلاة  وكل عمل صالح نعمله باسمه . آميـن. 

         

م. ج.

زائر رسولي