مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد.
السنة الطقسية 2005-2006 الأحد الثالث بعد الدنح يوحنا 5: 31-47 الموضوع: إنجيل الأحد 22 كانون الثاني 2006 ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا* 32 الذي يشهد لي هو اخر وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق* 33 انتم ارسلتم الى يوحنا فشهد للحق* 34 وانا لا اقبل شهادة من انسان ولكني اقول هذا لتخلصوا انتم* 35 كان هو السراج الموقد المنير وانتم اردتم ان تبتهجوا بنوره ساعة* 36 واما انا فلي شهادة اعظم من يوحنا لان الاعمال التي اعطاني الاب لاكملها هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الاب قد ارسلني* 37 والاب نفسه الذي ارسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته* 38 وليست لكم كلمته ثابتة فيكم لان الذي ارسله هو لستم انتم تؤمنون به* 39 فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية وهي التي تشهد لي* 40 ولا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة* 41 مجدا من الناس لست اقبل* 42 ولكني قد عرفتكم ان ليست لكم محبة الله في انفسكم* 43 انا قد اتيت باسم ابي ولستم تقبلونني ان اتى اخر باسم نفسه فذلك تقبلونه* 44 كيف تقدرون ان تؤمنوا وانتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض والمجد الذي من الاله الواحد لستم تطلبونه* 45 لا تظنوا اني اشكوكم الى الاب يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم* 46 لانكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لانه هو كتب عني* 47 فان كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي* العظـــــة تساءل الناس عبر الأجيال عن الله : من هو ؟ فبعضهم عرفه ثم تنكروا له. وآخرون جهلوه فكانت عبادة الأوثان والتلهي بغير الله . وآخرون حاولوا أن يعبدوه ويعبدوا معه المال ففشلوا. لأنه لا يمكن أن يعبد الإنسان ربين . وفي عصرنا هذا بعض من الناس توهموا بأن الله شيء خيالي بعيد عن الإنسان فرفضوه . وأخيرا أراد البعض أن يجعلوا من ذواتهم مركزا فتواقحوا وعبدوا شهواتهم وشذوا معتبرين أنهم أخيرا بلغوا الحرية المنشودة . فسادت في مجتمعهم الفوضى الفكرية والقلق النفسي والفراغ الروحي حتى أصبحوا عبيدا لما صنعت أيديهم . إن الذين يرفضون إلاها لا تعنيه أمور البشر ومشاكلهم حسنا يفعلون. لأن مثل هذا الإله المتكيء على عرش الأنانية إله كاذب. فيما الإله الحقيقي هو ذاك الذي اختلط بالبشر وأحبهم حتى أنه صار إنسانا ومات من أجلهم . أما الذين رفضوا الإله الذي أحبهم حتى الموت فهؤلاء هم جبناء لا يريدون أن يلتزموا بأخلاقية الحب ويبادلوا بشجاعة الحب بالحب. ذلك بأن الحب الحقيقي ملزِم . وهؤلا لا يريدون أن يلتزموا بشيء ليعيشوا على هواهم. إلهنا قريب منا . حاضر معنا ويهمه أمرنا. إنه " العمانوئيل " الله معنا وقد كشف لنا عن ذاته من خلال الطبيعة والكون. ثم بواسطة الأنبياء والكتب المقدسة وأخيرا بابنه الحبيب الذي صار مثلنا إنسانا ليشاركنا حياتنا وهمومنا. ويعايشنا فنراه بأعيننا ونتأمل فيه أسرار الله ، ونتذوق فيه حب الله وعطفه ورحمته وحنانه . يسوع جمع في شخصه بين الله والإنسان. ففتح بذلك عهدا جديدا في تاريخ البشرية، هو عهد حضور الله الحي فينا وبيننا. " والكلمة صار جسدا وحل فيما بيننا " . لنبعد عنا إذن كل فكرة وثنية، وكل إله باطل تقدمه لنا الحية الجهنمية مثلما فعلت بحواء. تفاحات عديدة تتجول اليوم في مجتمعاتنا. لاسيما هنا في هذا الغرب. لنكن واعين فالخبيث قد تفنن باختراع فكر وآراء وفلسفات خادعة تأتينا بألوان زاهية وهي في الحقيقة وليدة تجارة وكفر ومضيعة للعقل وتفكيك للعائلة . علينا التنبّه كما علينا أكثر من ذلك أن نحمل رسالة المسيح إلى كل من ضلّ السبيل ، فنساعد بمثلنا وسلوكنا الصالح وإيماننا وشجاعتنا حتى يرى جمال الحياة المسيحية وعظمتها . إن الحياة المسيحية هي من الجمال ما يصعب على الإنسان السير فيها. ولكنها ممكنة بالمسيح الذي قهر الموت وذلّل كل صعوبة. ومع صعوبة الحياة المسيحية يلزم الجهاد الروحي. ولكن كل صعوبة وكل صليب نحمله مع يسوع هو منبع لسعادة لا يتذوفها إلا من عرف أن يضحي. علينا نحن المؤمنين بانجيل يسوع أن نكون دوما علامة حضوره في المجتمع حيث نعيش ونعمل وندرس. وهكذا نواصل حياته ومثاله وتعليمه وتجسّده بين الناس ونكون رسلا جددا لعالم جديد. آمين
|