مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006   المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

 

إنجيل الأحد   عيد القيـامة المجيـدة   مرقس 16:  1 - 10

  

بالرغم من الآلام والموت، وبالرغم من التدابير الشديدة حول القبر والأيام الثلاثة التي قضاها فيه، قام المسيح ظافرا ممجدا. فحطم بذلك قيود الموت والخطيئة والشقاء . ومنح الأرض حياة والإنسانَ خلاصا والكونَ فرحا. فباحتماله الآلام والموت أعطى يسوع قيمة لكل عذاب ولكل ألم في الحياة. وبموته قهر الموت وجعل منه فقط عتبة انتقال من حياة مائتة إلى حياة لا موت فيها. فبقيامته أظهر لكل من يؤمن به أن وراء كل جمعة عظيمة قيامة مجيدة . بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنثية يقول : " إن كنا نرجو المسيح في هذه الحياة فقط فنحن أشقى الناس أجمعين. والحال أن المسيح قد قام... وصار مقدمة الراقدين. وكما أن جميع الناس بآدم يموتون كذلك بالمسيح سيحيا جميع الناس" (1قورنثية 15).

على موت الرب وقيامته ركزت المسيحية قواعدها.  وهكذا فمنذ موت المسيح وقيامته لم يعد شيء في التاريخ وفي الحياة إلا وله قيمة. ولا عمل إلا وله أجر باق. ولا  ألم إلا وفيه أمل وطيد . فكل ما يعيشه الانسان، المؤمن بقيامة المسيح، مِن فرح أو عذاب أو من نجاح أو اخفاق أو من راحة وسعادة هو قيمة تتضاعف لتؤلف اكليل مجد .

على هذا الإيمان عاش المسيحيون وماتوا . وعلى هذا الأمل يعيشون ويموتون . وبهذا الرجاء يشعلون الشموع ويسكبون الدموع ويركعون ويعبدون ورجاؤهم لن يخيب . لأن الذي وعدهم قد قام من القبر وهو أمين. تزول السماء والأرض وكلامه لا يزول. وهكذا لم تعد حياتنا سوى فسحة قصيرة نستعد فيها للقاء الرب القائم من القبر. ذاك الذي فيه نجد كاملةً كل الأشواق التي انتظرناها.

كم هو جميل أن نتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة . ولكن لتكن عبارات التهنئة التي نتبادلها عبارات فعل إيمان بالقائم من القبر.كما كان يطيب للمسيحيين قديما أن يبادوا بعضهم بعضا بهذه العبارة : " المسيح قام" - ويأتيهم الجواب : " حقا حقام" . ثم يتبادلون قبلات التهنئة والتمنيات الصالحة .

فيا أيها الاخوة يطيب لي أن أبادركم بالتهنئة قائلا: المسيح قام – جواب الشعب: حقا قام .

 فباسمي وبالنيابة عن صاحب الغبطة بطريركنا الكلي الطوبى..... ومطران أبرشيتنا ..... وزائرنا الرسولي سيادة  المطران ميخائيل الحميل.. أهنئكم بعيد قيامة الرب متمنيا لكم نعمة القيامة من كل صعوبة وعذاب ومحنة لتعيشوا منتصرين على كل ألم في جسدكم وعملكم وحياتكم . قيامة المسيح ضمنت لنا قوة  لا تقهر  وسندا دائما . المسيح المنتصر باق معنا آمـين .

المسيح قام - حقا قام .

 

م. ج.

زائر رسولي