مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
كان الكاهن زكريا وامرأته اليشباع ينتظران مجيئ المسيح المخلص، شأنُهما شأنَ كل الشعب. ولم يخطر ببالهما قط أن الرب سيختارهما يوما للإسهام في تمهيد الطريق أمام المخلص المنتظر . ويقول الإنجيل: أنه لم يكن لهما ولد لكونهما تقدما في السن ، ولأن اليشباع كانت عاقرا. لا شك أن زكريا وامرأته انتظرا طويلا ليولد لهما ولد. ورغبتهما هذه لم تتحقق إلا بعد أن انطفأت الامكانيات البشرية فيهما للإنجاب. وذلك لأن الرب كان قد حفظ لهما ما هو أعظم . فالمولود الذي سيعطيهما إياه سيولد باعجوبة ، وهو يعلن عن مجيئ المسيح مخلص الشعوب وفادي البشر . وهكذا امتزج فرح الوالدين العاقرَين بفرح الشعب كله. ونحن ، ماذا ننتظر ? إننا ننتظر المسيح الآتي . ننتظر سلامه ونشتاق إلى أن يحل ملكوته دوما فينا ومن حولنا وفي العالم كله. فتزول الضغائن ويتضاءل الشر ويندحر الجهل ويتراجع الفقر والمرض والجوع. وتسود المحبة وينتشر العدل . وهذه كلها هي ثمار الملكوت الذي سيحققه يسوع المسيح بمجيئه. ولكن لكي يأتي المسيح، علينا أن نهيئ لقدومه . فنحن كزكريا ننتظر مستمطرين رحمة الرب على العالم . وكيوحنا نعد الطريق لقدوم يسوع . وعلينا إذن أن نشارك في تحقيق هذه الأهداف بإدخال تعاليم الإنجيل في رغبات البشر . حتى نستطيع شق الطريق أمام المسيح الآتي إلى قلوب الناس التواقين إلى السلام النابع من يسوع ينبوع المحبة وملك السلام . علينا أن نرى في كل حَدَث إرادة الرب. حتى الأحداث المؤلمة والمزعجرة التي تأتينا من هنا وهناك . حتى هذه يجب أن نرى فيها إرادة الرب ، الذي يخرج من العذاب فرحا ومن التجربة نصرا . تماما كما حدث لزكريا الكاهن، الذي ذاق مرارة الحرمان من ولد لسنوات طويلة ، تعرض فيها هو وامرأته لنظرة الناس في ذلك الزمان ، حيث كان العقر عارا بل قصاصا من الله . زكريا انتظر وتحمل بإيمان، فكافأه الرب أخيرا بولد شرفه يسوع بجعله ساعيا له يعد طريق الرب. يسوع هو القمة من كل الانتظارات . هو المشتهى الحقيقي لكل نفس. وهو الهدف من كل خطوة يخطوها البشر نحو الحق والعدل . إلا أن يسوع لا يأتي عنوة . فقبوله يفترض فعلا حرا . لذا علينا أن نهيئ باختيارنا وحريتنا نفوسنا لمجيئه . وإذا ما حل فينا نستطيع حينذاك وبمعونته أن نحمله بدورنا إلى جميع الناس . آمين.
|