المطران مار باوي سورو لا أطلب منكم أن تؤيدوني .. ولكن .. فكروا فيما أقول وغربلوا ذلك بدقة الشباب يعزفون عن الكنيسة لانهم لا يفهمون ما يقال.. فكيف أقول ( آمين) لكلام لا أفهمه لا تتبعوني لأنني مليء بالنقائص ... ولكن الله ليس به اي نقص
جريدة أكد - تورونتو أكد المطران مار باوي سورو بأنه رفض أن يتم ابعاده إلى إيران أو روسيا كعقاب له من قبل سينودس أساقفة كنيسة الشمرق الآشورية وانه اختار أن يتحمل مسؤولية الأفكار التي طرحها للتصحيح ، جاء ذلك في الندوة التي أقيمت في تورونتو يوم الأحد الماضي وحضرها أكثر من (400) شخص من أبناء الجالية الآشورية الكلدانية السريانية في كندا . وتحدث المطران سورو بعد أن اقام المطران مار باوي سورو قداسا في الساعة العاشرة صباحا ألقى فيه وعظة قيّمة نالت اعجاب المؤمنين للصراحة غير المعهودة التي لمسها الحضور ، وللتواضع الشديد التي ظهر به نيافته .وبعد استراحة قضيرة بدأت الندوة التي قدّم فيها السيد ولسن باباخانيان نبذة مختصرة عن نيافته ، ثم طلب من الحضور الألتزام بالأصول المتعارف عليها لكل ما يجول في خواطرهم من اسئلة تطرح وفق سياقات الطرح الموضوعي .
وكانت هناك كلمة للسيد فلهم اسحاق ، الذي تكلم باللغتين الانكليزية والسريانية ، عبر فيها عن خيبة ابناء الجالية في انقسامات الكنيسة ، واشار الى اهمال قادة الكنيسة للوحدة وخيبة أملهم ، وتكلم عن حب الكنيسة والامة ، ودعا الى الأستماع الى رسالة مار باوي ومناقشتها ، ثم طلب من الباري ان يشفع لنيافته ولكافة رؤساء الكنائس ، من اجل المسؤولية والوحدة ، واعتبر نيافته انه يستحق لقب ( مطران القرن الواحد والعشرين) ، وبحركة لطيفة وضع طاقية تراثية للشعب الاشوري على رأسه ، مما اثار موجة من التصفيق الحار . وألقى الشاعر المعروف داود برخو قصيدة قصيرة نالت استحسان الجميع . وبدأ المطران باوي سورو كلمته بتقديم الشكر للجميع وباركهم ، وتطرق الى الامة المظلومة المنتشرة في كافة اصقاع الأرض ، ثم تحدث عن سبب وجوده في كندا وعن موضوع الندوة ، وقال انه رفض ان يبعد الى ايران او روسيا كعقاب ، لأنه لا يقبل الظلم على غيره وعلى نفسه ايضا ، ولذلك قرر تحمل المسؤولية كاملة ، وكان عليه الألتزام بكلام الله قبل ان يطلب من الآخرين الإلتزام به . وقال : قبل كل شيء اريد ايصال افكاري اليكم ولا اطلب منكم أن تؤيدونني ، ولكن بعد ان تذهبون الى البيت فكروا وغربلوا بدقة ما أقوله ، فالمدخن لا يطلب من اولاده عدم التدخين لانه مضر بالصحة وهو يدخن امامهم ، ثم قال : الله لا يحب الخطيئة ، وسيبتعد عنّا اذا لم نطردها ونتجنبها ، واستشهد بمثال عن الكنيسة الكاثوليكية ووجود عشرة الآف قس ومطران ، وحدث انّ 1% منهم ظهرت عليهم علامات سلبية وثبت عليهم افعال التحرشات الجنسية مع الاطفال والمراهقين ، وكان للأعلام والحكومات دورا فاعلا في كشف تلك الفضائح ، ومن ثم الضغط على الكنيسة ، حتى تمّ طردهم ومحاسبتهم ، مما ادّى الى عودة الثقة بين المؤمنين والكنيسة بعد ازالة الشوائب من جسدها . ثم استرسل وتحدث عن الطقس الذي عمره (1800 سنة ) ، تعرض الى الزيادة والنقصان والجمود احيانا ، فكيف تقول آمين لكلام لا تفقه معناه ؟ ، ثم تكلم عن الجيل الجديد وعزوفهم عن المجيْ للكنيسة ، لانهم ببساطة لا يفهمون فيشعرون بالملل ، وبعض ابناء الجالية يذهبون الى الكنائس الكندية والامريكية ، لأنها تدغدغ قلوب المؤمنين بالغناء والتسبيح لله . ثم شرح بأسهاب عمل الكنيسة الروحي ، لأرشاد المؤمنين الى طريق الفردوس ، وابعادهم عن الطريق المؤدي الى الهلاك ، وكيف تكون طقوسنا مفهومة وان يفهّم بأن المسيحية مبنية على الغفران . وتطرق الى وحدة الكنيسة ، فكانت له رؤية قيّمة فقال : ان الاتحاد له ثمن ، فعليك الرجوع الى الوراء ، وأن تتقدم اختك واخوك الى الأمام والتنازل من جانب الاطراف بغية الالتقاء ، ما دمنا نؤمن بالله الواحد الاحد ، فيجب ان نكون واحدا على الرغم عن اختلافتنا الشخصية ، وأكد بان المكابرة والإستعلاء كان وراء انقسام الكنيسة ، ثم طلب بفتح الكتب المقدّسة التي تدعوا كلها بدون استثناء الى الوحدة ، ثم قال لا تتبعوني لأنني مليء بالنقائص ، ولكن الله ليس به اي نقص . فدوّت عاصفة من التصفيق مرارا ، عند كل حكمة مثيرة لمشاعر المؤمنين بفحواها وفلسفتها الأيمانية . ثم قال : ثقوا باني احبكم ولكن احب الله اكثر منكم ، ولا تقبلوا ان احبكم اكثر منه . ان الله يحب الجميع حتى غير المسيحيين ، ولاجل تجسيد المحبة يجب هدم الجدران بيننا ، فلا نستطيع العيش دون الاتحاد ، وقد آن الآوان لكي نتحد ، وهذه هي الانسانية ، وان نحب امتنا كانفسنا . ثم اجاب مشكورا على اسئلة عدد من الحضور بكل رحابة صدر ومحبة وصراحة ، فغمرت الموجودين بشعور نهظة روحية ووعظة عميقة بفحواها مشيدا بالوحدة والحب والغفران التي يجب ان تكون ديدن الجميع .
|