وقفة في موقع ( العشاء الأخير) .. وكنيسة
أبانا الذي .. ب (105) لغة!
زيارة خاطفة لموقع شجرة زكا وجبل التجربة
كنيسة الزيارة في عين كارم
.. مكان
لقاء
العذراء بأليصابات
في مدينة بيت لحم التي وصلناها بعد
إجتياز ( الجدار ) الذي وضعته اسرائيل
بينها وبين المدن الفلسطينية لعزلها ، زار
الوفد مزار كنيسة الحليب أو ( مغارة
الحليب) . وقد نالت هذه المغارة المحفورة
في الجير الأبيض اسمها من أسطورة قديمة.
حيث يقال إن العذراء لجأت إليها خلال
هربها مع القديس يوسف إلى مصر لترضع
ابنها. وبينما هي ترضعه سقطت بضع نقاط على
الأرض فابيضت بأجمعها. وتحولت المغارة إلى
مزار يحرسه الآباء الفرنسيسكان وأصبحت
موئلا للأمهات وخاصة المسلمات اللواتي
يطلبن من العذراء فيض الحليب لإرضاع
أطفالهن. وذُكر في زمن القديسة هيلانة أن
هناك مغارة مكرسة للأطفال الأبرياء خارج
مدينة بيت لحم. وفي عهد الصليبيين قام فوق
المغارة دير للاتين قيل أن پاولا تلميذة
هيرونيموس هي التي أسسته. وقد روى لنا
الأب سيبستيان الفرنسيسكاني قصة تلك
المرأة المسلمة التي لم يكن لديها حليب
لإرضاع وليدها ، حيث زارت المغارة ووضعت
بعض من رمال المغارة فوق ثدييها ، فتدفق
الحليب مدرارا بحيث لم يستطع الأطباء
إيقاف تدفقه إلا بعد فترة طويلة .
تتوزع في جوانبها وعلى جدرانها ( 105)
لوحة مكتوب عليها الصلاة الربية ( أبانا
الذي في السموات ...) بشكل جميل منسق ،
وهذه الصلاة مكتوبة ب ( 105) لغة من لغات
العالم ، كانت بينها مكتوبة ( بالعربية
والكلدانية والكوردية ..) .
في ( علية صهيون )
أماكن كثيرة للزيارة ، ففيها تأسست
الإفخارستيا وفيها ظهر
يسوع لتلاميذه
بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على
التلاميذ في العنصرة فابتدأت
حياة الكنيسة.
وفي صهيون أيضا نجد بيت قيافا وكنيسة صياح
الديك وكنيسة نياحة
العذارء.
زار الوفد المكان الذي اجتمع فيه السيد
المسيح للعشاء الأخير ، ويشهد التقليد
المسيحي على صحة المكان. فيروي القديس
إبيفانيو وهو
فلسطيني مات
عام ٤٠٣ أن الإمبراطور أدريانو زار فلسطين
ووجد القدس كما تركها تيطس
بعد الدمار (٧٠
ب.م.) فيما عدا بضعة بيوت من بينها
الكنيسة الصغيرة التي قامت فوق
الموضع حيث كان
الرسل ينتظرون العنصرة . ويشير للموضع
أيضا القديس كيريلوس في حديثه
عن كنيسة
الرسل. ويبدو أنّه تمّ ترميم الكنيسة من
قبل يوحنا الثاني
مطران القدس.
واتخذت منذئذ اسم صهيون المقدسة .
أما قبر داود
وحقيقة كونه مدفوناً في هذا الموقع فما هي
إلا قصة خيالية لا تمت إلى
الواقع بصلة.
فكما هو معروف أن الملك داود دفن في
مدينته صهيون، وكانت صهيون مدينة داود في
حي سلوان أي أسفل صهيون الحالية. ولكن
عندما تحول
اسم صهيون مع
الحقبة المسيحية عن تلك المنطقة وأصبح يدل
على منطقة علية صهيون انتقل
معه نص العهد
القديم (١ ملوك ٢، ١٠) الذي يحدد موقع قبر
داود في مدينة داود وأصبح
يشير إلى صهيون
الجديدة. وقد كشفت الآثار عن مجمع- كنيسة
لليهود المتنصرين ونعلم من
شهادة أپيفانيو
ان كنيسة مسيحية كانت في المكان وعليه
فإنّ قبر داود المزعوم ليس
إلا كنيسة
مسيحية. وقد عرفت دائرة الآثار
الإسرائيلية هذا الأمر ولكنها تحفّظت عليه
لأغراض خاصة.
وتتطابق الحجرة المؤدية للقبر المزعوم مع
الكنيسة القديمة
المكرسة لذكرى
غسل الأرجل.
بعد أن زرنا منطقة
البحر الميت ، واستمتع بعض أعضاء الوفد
بمياهه الصحية ، ووضع طينه الأسود المفيد
للجلد على جسمه ، كانت لنا زيارة خاطفة
سريعة لمدينة أريحا ، هذه المدينة وحين
تدخلها لا توحي لك مبانيها أية صلة
بالتاريخ ، فالمدينة الحالية لا تحمل أية
تفاصيل جذابة وهي تحتل الموقع حيث بنى
الصليبيون
المدينة ولم يتبق من تلك آثارها إلا ما
ندر.
ووسط المدينة توقفنا عند ( شجرة زكا) ،
الشجرة التي تسلق عليها زكا العشار ،
ويقال أن عمرها يفوق الألفي سنة . وعلى
مسافة حوالي 10 كيلومترا من المكان توقف
الوفد قرب جبل التجربة ، الذي يقع وسطه
دير ( قرنتل) فوق أطلال قلعة بناها
جوستنيانوس
لحماية الحجاج.
وتحتفظ الكنيسة بفسيفساء تعود لكنيسة
بيزنطية من القرن الخامس.
وقرب الدير
يقوم الموضع الذي يحمل منذ القرن الخامس
ذكرى اعتماد يسوع .
في مدينة (عين كارم ) الجميلة، توقفت
الباصات التي تقل الوفد وسط المدينة التي
يعني اسمها ( عين العنب) ، وجميع سكانها
اليوم من اليهود ، إلا بعض العائلات
المسيحية . على يمين الشارع الذي توقفنا
فيه مزار القديس
يوحنا المعمدان أما الطريق التي تنزل إلى
اليسار فتحملنا إلى كنيسة الزيارة.
مزار القديس يوحنا ما زال
يقدّم لنا حتى يومنا هذا انطباع القلعة
الحصينة ، وقد تعرض لعدة عوامل سلبية ،
وأخذ
الفرنسيسكان بترميمه حيث يرجع تاريخه إلى
القرن الماضي.
وإذا ما وقفنا في مواجهة الهيكل الرئيسي
نجد إلى يسارنا درجا ينزل إلى مغارة
طبيعيّة يعتقد بأنّها كانت تشكل جزءا من
مسكن زكريا .
أما كنيسة الزيارة
حيث يقول التقليد المسيحي ان هذا المكان
هو مكان
لقاء
العذراء بأليصابات وقد دعيت العين منذ
القرن الخامس عشر باسم نبع العذراء
.
الطريق المؤدي إلى المزار خلاب ومثير
فالصمت المهيب ورائحة الريف العطرة
تهيّئان
النفوس لزيارة هذا المكان المقدس الذي
يقوم على جانب جبل تحيط به أشجار السرو
الشاهقة.
المزار المكرس لنشيد تعظم نفسي الرب مؤلف
من كنيستين: إحداهما
فوق الأخرى. على حائط الساحة أمام الكنيسة
علقت لوحات تحوي نص النشيد بلغات مختلفة.
الكنيسة السفلى عبارة عن كنيسة من العصر
البيزنطي بنى فوقها الصليبيون كنيسة أخرى.
وتشهد الحفريات التي قام بها الفرنسيسكان
تحت إشراف الأب باچاتّي عام ١٩٣٧ على وجود
مركز مأهول بالغ الأهمية حول الكنيسة مع
بيوت وحوانيت وحصن حماية. بعد تدمير
المجمع
الصليبي هُجرت الكنيسة وفي عام ١٥٠٠ كانت
قد أضحت مسكنا لعائلة عربية إلى أن استعاد
الفرنسيسكان ملكيتها عام ١٦٧٩. وقد شيد
البناء الحالي عام ١٩٣٩.
المغارة
التي تزينها المشاهد الإنجيلية مكرسة
لذكرى أليصابات. بجانب البئر الذي يعود
للبناء
السابق هنالك حجر محفوظ في محراب يقال أنه
ساعد في إخفاء أليصابات ويوحنا عن أعين
جنود هيرودس الذين راحوا يقتلون الأطفال.
كذلك زار الوفد ، كل من العيزرية ، وهي
قبر اليعازر ، والتابغة وهوالمكان الذي
حدثت فيه ثلاثة أحداث إنجيليّة هي:
معجزة تكثير الخبز، والصيد العجيب وما
يتضمنه من إشارة إلى أولوية بطرس، وأخيرا
حديث الجبل.