وجوه لا تنسى شخصيات تعرفنا عليها وأخرى التقيناها بعد فراق
ماجد عزيزة في رحلة الحج المقدسية تعرفنا على أناس وإستذكرنا أناسا ، تعرفنا على ( الأب سباستيان الفرنسيسكاني ) وعلى ( رولا ومهدي) .. الأب سباستيان ، عراقي بغديدي من الرهبنة الفرنسيسكانية يعيش في القدس منذ (11) عاما ويخدم فيها ، داينمو لا يهدأ ولا يكل ، سريع الحركة نشيط ( دقوا عالخشب) إذا وعد وفى ، دقيق في مواعيده .. وجميل الوجه والأخلاق .. أحبه الجميع أخا وكاهنا ورعا ، يخدم في هذا المكان المقدس ، ويحرس الأراضي المقدسة مع ( 150) راهبا آخرا ، وفق أمر البابا الذي أعطى الرهبنة الفرنسيسكانية مهمة حراسة الأراضي المقدسة ، يحرسونها بلا سلاح تقليدي ، بل بسلاح الإيمان والعمل الدؤوب . ( الأب سباستيان) كان معنا ، منذ وصولنا القدس ، ولم يفارق الوفد ، وذلل للجميع مشاكلهم ، وقدم لهم خدمات لا يمكن أن تجازى .. أو يستطيع أحد أن يوفيها . دليل وترجمان وخادم لكلمة الله على أعلى درجات الخدمة ، شرح لأعضاء الوفد العديد من تاريخ الأماكن والأحداث التي وقعت فيها ..
رولا ومهدي .. مرافقي الوفد ، كانت رولا مرافقة للباص الأزرق ، ومهدي للأحمر ، يمتلكان صبرا جميلا لا يمتلكه أحد ( ويبدو أنهما من سلالة النبي أيوب) الذي صبر في بطن الحوت ، صبرا على مماطلات بعض أعضاء الوفد ، وتعطيلاتهم .. مبتسمين وبشوشين دائما ، قدما للوفد طيلة مدة مرافقتمهما له في الأرض المقدسة خدمة التعريف بالأماكن التي تمت زيارتها ، يحفظان عن ظهر قلب التاريخ المسيحي للأماكن المقدسة جميعا ، واذا كان الأمر طبيعيا بالنسبة ل رولا ( المسيحية ) ، فالأمر أكثر من طبيعي بالنسبة لمهدي ( المسلم المتنور) .. تحية لهما مع الدعاء بالنجاح والتوفيق في حياتهما وعملهما .
ماسير ماري تيريز ، وماسير جان .. التقيناهما في الفاتيكان وكان الوفد قد انتهى للتو من الصلاة المشتركة مع الأب الأقدس البابا بيندكت السادس عشر ، كنا على موعد مع مفاجأتين ، الأولى كانت خاصة لبعض أعضاء الوفد في دار الكاردينال موسى الأول داود ، حيث التقينا بالأخت الماسير (جان) وكانت الأحضان والدموع والشوق لتلك الأيام التي كانت تعمل فيها ، في دير الآباء الدومنيكان ببغداد . والثانية كانت خلال زيارتنا لكنيسة ( جيوفاني) بروما حيث هرع أغلب أعضاء الوفد نحو تلك الأخت الرائعة الحبيبة ( ماسير مار تيريز) خاصة بناتها من طالبات ثانوية دجلة للبنات في شارع (52 ) وكان لقاءا ساخنا أمتزج فيه دمع الشوق بدموع الفرح ...
الأخت نسرين الخياط التقيناها في ساحة القديس بطرس أيضا وكان لقاء الذكريات والأخوة الحقيقية ، وقد رافقتنا وتعرفت على أغلب أعضاء الوفد وقدمت له المساعدة التي لا تبخل بها على من يطلبها ، فهي تتعامل بقوة الإيمان التي تحملها منذ سنوات طويلة ، نجاة واحدة من كاتبات موقع ( بخديدا ) النشيطات وجوه لايمكن أن ننساها ، كنا قد تعرفنا عليها ، وفرحنا بلقائها ، لكن الحزن دخلنا ونحن نودعها ، لكن هكذا هي الحياة .. محبة وفراق .. لقاء ووداع .. تحية حب لكل الوجوه التي التقيناها ولن ننساها أبدا .
|