بناء الشخصية والسلوك

 

يمكن بناء شخصية الفرد وسلوكه وتصرفاته على ركائز أساسية لا تتأثر بالمؤثرات الآنية والمستقبلية. بعيدة عن الأفكار الهوجاء لبناء مستقبل مشرّف ورزن لاتخاذ القرارات الصحيحة لبناء شخصية قوية وناجحة في الحياة العملية إذا ركزّنا على مجموعة من النقاط التالية ضمنها ما هو ايجابي وعملي وله دور مهم وأساسي في بناء الشخصية ومنها ما هو سلبي يدمّر الشخصية ومنها:-

1- الوراثة ودور الآباء والأمهات والأسرة التي ينشأ فيها الفرد حيث أن الصفات الوراثية تنتقل من الآباء والأمّهات ومن هذه الصفات الفطرة والذكاء. الوجه البشوش والمرح والابتسامة التي لا تفارق الشخص كما أنّ الآباء والأمهات  لهم دوراً كبيراً في تنشئة الأطفال وتعتمد على ثقافة الأسرة.

2- دور المدرسة في التعليم والتثقيف وحسب قابلية الفرد في الاستمرار والوصول إلى المراحل النهائية والعليا في الدراسات لكي تؤهله لبناء شخصية قوية.

 3- تأثيرات المجتمع الذي يتربّى فيه الشخص نتيجة التفاعل الاجتماعي مع القيم والمبادئ والأخلاق والعادات السائدة.

 4- مؤثّرات مؤسسات المجتمع المدني – الدين – القومية – الأحزاب التأثر بالقادة العظام سوء السياسيين أو علماء الدين المرجعيات، نوع السلطة الحاكمة والسياسة التي تتبعها.

5- الحالة المادية والمعاشية فحين ينشأ الفرد فقيراً معدماً يلجأ إلى طرق شاذة للحصول على قوته اليومي ومنها السرقة وتعاطي المخدرات أو ينجرف مع العصابات.

6- وسائل الإعلام والفضائيات والانترنيت في كثير من الأحيان يكون تأثيرها سلبياً إذا لم يشغل الجانب الايجابي منها لانّ التقليد الأعمى لها يدفع الشباب إلى متابعة برمجيات لا تليق  بعادات وتقاليد المجتمع الشرقي في حين لو  أستغلت بصورة صحيحة ما هي إلا ثقافة وزيادة معلومات في كل الاختصاصات.

7- مؤثرات خارجية لا يمكن التهرّب منها في كثير من الأحيان كأن تستغل فئة معينة من الأشخاص ذوي الاختصاص بعلم الروحانيات والميتافيزيقيات على أناس (لا ناقة لهم بها ولا جمل) وقد يصاب أحد الأشخاص بالجنون أو يعمل له عمل يؤثر على سلوكه وتصرفاته أو توجه أفكاره لإيذاء أناس عاديين بالطرق غير المباحة ومنها التنويم المغناطيسي وتحضير الأرواح والإيحاء وغيرها من الطرق الخبيثة.

8- الوظيفة والمهنة والأعمال التي يمارسها الشخص تؤثر على سلوكه وتصرفاته فالأشخاص الذين يمارسون الوظائف العليا كالمدير العام والوزير يختلفون في سلوكهم وتصرفاتهم عن الأشخاص البسطاء الموظفين الصغار لما تملي عليهم وظيفتهم من النزاعات ذلك عن نوع الملابس مثلاً فالشخص الذي يرتدي الملابس العسكرية تفرض عليه التزامات تجعل منه شخصية مختلفة فيما لو إرتدى نفس الشخص الملابس المدنية كذلك المرأة السافرة تختلف في سلوكها وتصرفاتها عن المرأة المحجّبة.

9- عامل التغير من حال إلى حال في كثير من الأحيان يتحول الشخص الفقير إلى شخص غني بصورة مفاجئة فيتغير سلوكه وتصرفاته كالموظف البسيط إلى درجة وظيفية عالية أو قائد سياسي إلى أخر آمر أو الحالات التي نواجهها اليوم من التغير المفاجئ في كل مجالات الحياة وخاصة الكبت الذي كنا نواجهه فجأة تحول إلى حريات مفرطة أحياناً لا يمكن السيطرة عليها وتستغل إستغلالاً خاطئاً مما يؤثر على سلوك وتصرفات الكثير من الأشخاص.

10- المنطقة ومحل السكن فالذي يعيش في البادية يختلف في سلوكه وتصرفاته عن الذي يعيش في مدينة مكتظّة بالسكان.

11- الحالات المرضية والعوق والتخلف العقلي والأمراض المزمنة.

12- تأثيرات وقتية تؤثر على السلوك والتصرف بين الحين والأخر.

كحالات الإدمان على الكحول والوصول إلى درجة السكر وتعاطي المخدّرات أو مواجهة مشكلة عويصة حالات التوتر العصبي المفاجئ نتيجة الاستفزاز أخيرا يبقى الشخص المثقف الواعي والذي له خبرة علمية وعملية في كل مجالات الحياة والتي إكتسبها في حياته لا يتأثر بالمؤثرات الخارجية ويحسن التصرف في كل سلوكه وله شخصية قوية يعتمد عليها كونه يحمل حصانة قوية من كل هذه التأثيرات.

 أما الضحية في السلوك والتصرف هم الأشخاص القليلي المعرفة والجهلاء الذين ليس لهم متابعة ضد هذه المؤثرات.

 

محبة الله

يوسف يشوع بتق

 

إن أعظم شيء في هذا الكون هي المحبة حيث أن الله خلق الإنسان وأحبه فميزه دون المخلوقات وإعطاه الجنة وجعل كل شيء تحت تصرفه وخدمته ومنها الملائكة مما أثار سخط رئيس الملائكة الذي كان يسمى قديماً (ملاك نبت الزهرة) الذي كان أسمى المخلوقات السماوية عدم خضوع الشيطان للبشر لكبريائه أنزله الله إلى الهاوية. إن سقوط الشيطان ولائكته بسبب البشر حاول بكل الطرق الإبقاء بالإنسان لقد إستغل الشيطان حواء التي هي جزء من آدم لأن الله خلق حواء من وسطه أي من أحد أضلاعه وهي أقل دهاء من آدم عن طريق المحبة. أوقع الشيطان حواء في كسر وصية الله بعدم الإقتراب وألذ من كل شجرة معرفة الخير والشر الموجود في وسط الجنة لأن الوصية تقول يوم نأكل منها موتاً تموت لأنك تراب وإلى التراب تعود وأن أجرة الخطيئة هي الموت لقد كانت في العهد القديم تقدم الذبائح الطاهرة لمعالجة الخطيئة لأن دم الحيوانات الطاهرة كانت تغسل الخطيئة ويحجبها عن وجه الله وقتياً. إن الله أحب البشر ولكي يظهر محبته للبشر نزل من السماء وتجسد وصار إنساناً مثلنا لكي يصالحنا ويعفو عنا فقدم نفسه ذبيحة أبدية طاهرة لكي يمحو أجرة الخطيئة التي هي الموت بالرغم من كوننا خطاة فقد قدم نفسه ذبيحة مجانية. ما أعظم هذه التضحية دون مقابل وهذا الصّك الذي دفعه عوضاً عنا مجاناً من أجل خلاص البشر. فهكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ونكون له الحياة الأبدية. إن المسيح إختصر الوصايا العشرة بوصية واحدة هي محبة الله من كل قلبك ونفسك ثم محبة القريب. المحبة يصفها بولس الرسول بقوله: لو تكلمت بلغات الناس والملائكة ولا محبة عندي فما أنا إلا نحاس يعلن وصنج يرّن. لو وهبني الله البنون وكنت عارفاً كل سمر وكل علم ولي الإيمان الكامل أن أنقل به الجبال ولا محبة لي فما أنا بشيء لو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر ولا محبة عندي فما ينفعني شيء. المحبة تعبر وترفق المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا ننسى التصرف ولا تطلب مفتخراً المحبة لا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق المحبة تصفح عن كل شيء وتصدم كل شيء. المحبة لا تزول أبداً النبوات تبطل والتكلم باللغات ينتهي فمتى جاء الكامل زلَّ الناقص أخيراً المحبة تضعه بدون مقابل أو تقدم خدمة مجانية إن لم يكن المسيح الله متحد مع الناس كيف يقدر أن يكفر عن الخطايا لأنه إن كان المرفوع فوق الصليب نبياً قديساً وشهيداً ومجرد إنسان كيف يستطيع أن يخلص النفس البشرية قاطبة ويغفر الخطايا ونحن نعلم أنه ليس أحد أن يغفر الخطايا إلا الله وقد وصل تستطيع الإنسانية المجردة عن اللاهوت أن نغفر الخطايا الموجه ضد قداسة الله كيف يكفر الزمني خطايا الزمني بحقه الأزلي والآن إن لم يكن المصلوب هذا الله وقد ظهر في الجسد فأين محبة الله نحو البشر الخطاة أفلا يكون الله آنذاك بخيلاً في حبه أنانياً برحمته شحيحاً في خلاصه بل معتزل يلاهونه لأنه لما كان الزمني المحدود يخطىء بحق الأزلي الغير المحدود إفتضى العدل الإلهي أن يموت هذا الأزلي عن الزمني تقييماً للحق وتخليصاً للإنسان. إذاً فموت المسيح لم يكن موتاً قسرياً بل إختيارياً كقوله لهذا يحبني الآب لأنني أضع نفسي لآخذها. أيضاً ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا في ذراعي لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها ولم يكن كذلك موتاً إستشهادياً بل موتاً كفارياً كأنه منجد له سلطان أن يغفر الخطايا بحبه. لقد بين الله محبته للبشر وما أعظم ما قدمه الله من حبه وعطفه وشفقته والأكثر من هذا صعوده إلى السماء ليهيىء لنا مساكن بما لا ترى يمين وتسمع به أذن. وأنه سيأتي سريعاً بقيامة الأحياء والأموات وليخطف محبيه ويلتقي معهم في المكان الذي هيأه لهم

 

المصادر:- 1- الميثلق العجيب في تفسير نشيد الإنشاد. 2- الكتاب المقدس