|
فرحة العودة قصة قصيرة نشرت في جريدة صوت بخديدا العدد (59) ك2 2009 في زاوية (نافذة مفتوحة)
غرفة مظلمة وجو بارد،كتب مبعثرة هنا وهناك،وفي أحدى زوايا الغرفة ركنت ذكريات الطفولة المنسية في علبة صور ارتفع الغبار عليها،اقترب منها رجل في الخمسين من عمره وقد غزا الشيب شعره وبانت عليه علامات الشيخوخة فتح العلبة وبدأ يتذكر أحداث حياته وشجاره مع والده وعلى أثره كيف ترك المنزل وقاطع عائلته نهائيا،انزعج كثيرا وغادر القرية التي كانت مسقط رأسه،قاد سيارته بسرعة جنونية وعاد إلى المدينة حيث كان من أشهر المحامين،ترجل من السيارة مسرعا إلى مكتبه ليراجع أوراق إحدى القضايا الموكلة إليه قبل جلسة المحكمة،تفاجئ عندما رأى الاضبارة الجديدة التي أدخلتها السكرتيرة تحمل اسم احد إخوته الذي كان موقوفا في السجن بتهمة السرقة من احد المحال التجارية،اتصل بهذا وذاك ليعرف حقيقة الأمر،ولكنه صدم عندما علم بأن أخاه لم يكن مذنبا ً ولكنه دبر هذا كله فقط ليراه ويسأله أن يتصالح مع والده الذي كان مريضا في إحدى مستشفيات المدينة،تمهل قليلا ورفض الفكرة وغادر مقر الشرطة،بعد بضعة أيام سمع بأن والده قد تعافى ورجع إلى المنزل القديم في القرية،اشتاق المحامي لرؤية والدته وتذكر قصة احد الموكلين لديه كيف بعناده خسر أهله وظل نادما طوال سنين عمره فقرر أن يكسر طوق غروره والذهاب لمعانقة والديه وطلب المغفرة،فأخذ زوجته وأطفاله وعرفهم بأخوته ووالديه فعاش بعد ذلك متنعما بأيامه وشاكرا خالقه لأنه هداه إلى الصواب.
أمـــــل قصة قصيرة نشرت في جريدة (صوت بخددا) العدد (55) ت1 2008 حياة ظالمة لم تكتفِ بجعلها ضعيفة بل أيضاً يتيمة هكذا كان حال أمل، هذه الفتاة كانت غير محظوظة على الإطلاق، ففي السنة الأولى من حياتها وهبتها والدتها قبل وفاتها بمرض عضال إلى احد المياتم، هذا الميتم يشبه غيره من المباني القديمة وكان قابلاً للانهيار في أي لحظة، عاشت فيه بضع سنوات ثم تبنتها عائلة ولكن هذه العائلة عيبها الوحيد كان معاقبتها على أخطائها مهما كانت صغيرة. استمر هذا الحال إلى أن أصبحت في الثامنة عشر من عمرها حينها قررت الرحيل لأنها كانت تشعر بأنها لا تنتمي لهذه العائلة. غادرت أمل ولم تترك خلفها سوى الذكريات الحزينة، توجهت إلى المدينة وهناك التقت بناس كثر لم تكن تعرفهم لكنها كانت تطمئن لأي شخص تصادقه لأنها كانت طيبة وكانت تظن أن جميع الناس مثلها. كانت تتجول وتتجول وتنظر إلى هذا وذاك إلى أن عم المساء وحل الليل ودخل الناس إلى بيوتهم وأما هي فلم يكن لديها بيت تأوي إليه فجلست على مصطبة في إحدى الحدائق إلى أن غلبها النعاس ونامت. استيقظت في الصباح على صوت العصافير التي كانت تغرد على الشجرة عندها نهضت من مكانها وبدأت تتجول في المدينة وتبحث عن عمل لها. ذهبت إلى احد المطاعم وأرادت العمل هناك إلا أن صاحب المطعم رفضها لأنها كانت ترتدي ثياباً متسخة وعلى وشك التمزق. بعد ذلك لفت نظرها محل بيع المعجنات فلم تترد بالذهاب إليه وطلب العمل لكنها اصطدمت حين عرفت الجواب بل إن صاحب المحل لم يكتفِ برفضها بل راح يسمعها كلاماً بذيئاً وقام بطردها فخرجت من محله مسرعة والدموع تملأ عينيها. لم تعرف إلى أين تذهب والى من تلجأ لطلب العمل ثم رأت حانة في طريقها فدخلت إليها لطلب العمل وتم قبولها للعمل لكي تخدم الزبائن وتقدم لهم المشروب وعندما كانت تفرغ الحانة كانت أمل تنظفها وعند انتهائها كانت تنام فيها. مرت الأيام وهي تعمل هناك إلا أن السكارى كانوا يسمعونها كلاماً لم تكن قد سمعت مثله من قبل وكانوا يضربونها إلى أن سئمت من عملها وقررت تركه. قادتها قدماها إلى الحديقة وجلست على المصطبة وبدأت تتذكر حياتها الماضية ولماذا لم يحبها والداها بالتبني ولماذا لم تدخل المدرسة كباقي البنات. لم يكن هنالك في حياتها شيء يدعوها للتفاؤل بالمستقبل لذلك قررت إنهاء حياتها فذهبت ومشت على ذلك الجسر الحجري ورمت نفسها في النهر
.........................
وطن وامرأة نشرت القصيدة في جريدة (صوت بخديدا) العدد (54) ايلول 2008
في ثنايا القضية امرأة مجهولة الهوية تبحث عن موطن لها يحتضن خطواتها وتتنفس حبه ، مثل أطياف غير مرئية عند مدخل هذا الوطن المتوج بدماء الشهداء تتحجر الكلمات بلا رحمة كصخرة عنيدة ترفض الأنحناء أمام جماجم الغرباء الملثمين بوشاح كاذب يمتص رحيق الحرية ويتركنا كعبيد بابل القدماء تائهين في دروب حمقاء توصل الى طريق مجهول يتنفس صرخة قلم ضاع عنوانه بين أزقة المكان الملون بتراتيل المساءات الشتوية الباردة وعلى منبر الاعتراف نبض يستيقظ من غيبوبته بعيدا عن معاناة الغربة يهتف ... نعم للحياة في وطن الحياة
|