يا أبا سامي سيبقى اسمك محفوراً في قلوبنا
بقلم: رافد كامل دعو
سقط من سماء الرياضة العراقية نجم لامع من نجوم الرياضة واحد الأبناء البررة لهذا الوطن الغالي انه ابن العراق البار وشيخ المدربين ومدرب القرن في العراق الكابتن عمو بابا الإنسان الرائع والأب الروحي لجميع الرياضيين العراقيين ومن الذين ضربوا أروع الأمثال في التفاني والإخلاص لوطنهم، فقدم كُل ما يملك لبلده ولم يأخذ شيء سوى حب الجميع له، لكن هذا الحب كان بالنسبة لعمو بابا أغلى كنوز الدنيا. أفنى عمره في خدمة الكرة العراقية وسجل حافل وزاخر بالإنجازات والألقاب كلاعب ومدرب وصاحب أول هدف للمنتخب العراقي عام 1957 في مرمى منتخب المغرب وبسبب الإصابة ابتعد مبكراً عن الملاعب لكن عشقه للكرة كان اكبر من أن يفارق معشوقته الأبدية فاتجه للتدريب ليطرز بأحرف من ذهب سجل مدرب كفوء وخبير فتفوق على عمالقة التدريب في العالم من أمثال ( زاغالو وايفرستو وكارلوس البرتو) وغيرهم كثيرين، فبدأ بحصد الألقاب وتوالت الانجازات للكرة العراقية فتحت قيادته أحرز المنتخب العراقي كأس الخليج العربي ثلاث مرات وتأهل المنتخب العراقي إلى الاولمبياد ثلاث مرات أيضاً بالإضافة إلى إحرازه لبطولة كأس العالم العسكرية عام 1979 في الكويت وذهبية دورة الألعاب الآسيوية عام 1982 في الهند، كما كان منقذاً للكرة العراقية في أكثر من مناسبة، ففي بطولة كأس العرب عام 1985 والتي أقيمت في العاصمة الأردنية (عمان) تعثر المنتخب العراقي في أولى مبارياته أمام منتخب لبنان اضعف فرق البطولة واكتفى بنقطة واحدة تحت قيادة المدرب جمال صالح وعلى وجه السرعة أرسل عمو بابا إلى عمان لقيادة المنتخب ليعود بكأس البطولة إلى بغداد الحبيبة، وفي تصفيات كأس العالم عام 1994 خسر المنتخب العراقي أولى مبارياته أمام اضعف الفرق وهو منتخب كوريا الشمالية بنتيجة (3-2)، وكان يقود آنذاك المدرب عدنان درجال ليتكرر المشهد ثانية ويرسل عمو بابا بطائرة خاصة إلى العاصمة القطرية (الدوحة) ليكمل مشوار التصفيات خلفاً لدرجال وليحقق عمو نتائج رائعة ولولا الخسارة أمام كوريا الشمالية لكان منتخبنا حاضراً في النهائيات للمرة الثانية في تاريخه. ثم اخذ يهتم بالفئات العمرية الصغيرة فانشأ مدرسة كروية لتعليم الصغار أبجديات كرة القدم لكونه على يقين بان بناء منتخب قوي يبدأ بالبراعم الصغيرة كيف لا وهو مكتشف العديد من النجوم التي تلألأت في سماء الكرة العراقية. فماذا كان جزاء من ذبلت زهرة شبابه وأفنى عمره في خدمة الوطن، لقد نال (أبا سامي) نصيبه من الظلم والاضطهاد والذي طال العديد من الرياضيين في العراق فتعرض منزله للسرقة ونال هو ما يستحق من الضرب فيما يبدو انه تكريم خاص نُتقنه في بلدنا ولا تعرفه الدول الأخرى وطوال 75 عاماً من عمر عمو بابا لم يكن في يوم من الأيام يبحث عن المال والمجد والشهرة إنما الشهرة والمجد لم تكن لتليق إلا بعمو بابا كيف لا وهو الذي كانت وصيته الأخيرة هي أن يدفن في ملعب الشعب هذا الملعب الذي أحبه أكثر من بيته ليكون قريباً من أحبائه وليسمع صوت أقدام لاعبيه وهي تركل الكرة. وبرحيل عمو بابا نكون قد فقدنا علماً من أعلام الرياضة وأباً روحياً للرياضيين ولا اعتقد أن شخصاً اخر سيملأ الفراغ الكبير الذي تركه رحيل عمو بابا ليرحم الرب أبا سامي والجنة بيته الأبدي.
|