بمناسبة رحيل شيخ المدربين ( عمو بابا)
رحلت عنا يا فخر العراق يا عمو بابا وفارقت خلاّنك ومحبيك وكلّ الّصحاب
روحك الطاهرة لا زالت تحلّق عالياً فوق السهول والجبال وحتى الهضاب
أنت لم تزل حياً شاخصاً في ملاعبنا وفي الحقيقة ، جسدك وارى التراب
لم تفارق أرض العراق وطنا وأهله رغمّ المغريات كلها وإخترت الّصعاب
حملتك الجموع على الأكتاف مودعةً والدموع إنهمرت ساخنة بين الأهداب
تباً للمرض اللعين الذي دبّ في جسدك فغدت حياتك قاسيةً من أوجاع العذاب
بكت رفاق دربك من قسوة هذا الزمان لكونك صديقا وفياً ومن وأغلى الأحباب
فنم قرير العين في جنات الخلد مطمئناً وستكون نبراسا يضيء طريق الشباب
وذكراك العطرة مع كل شروق شمس بأريج عطر االورد، ومع النسيم الهاب
سيخلد التاريخ إسمك في سجل الفرسان والفارسً بين الخالدين به يكتمل النصاب
أحببت وطنك أرضا وشعباً حتى الثمالة فبادلك شعبك حباً من الشمال إلى الجنوب
............................................................. قصة قصيرة التقينا ويا ليتنا لم نلتق !
علّقت على كتاباتي المتواضعة واشعاري القصيرة المقلّة ’ بنوع من الأعجاب المشوب بالحذر , وتكررت الردود , فأصبحت اتوق ليوم اللقاء , مدفوعا بحب الإطلاع . ولا اعلم من أين حصلت على رقم هاتفي , كلمتني اثناء قيادتي لسيارتي الصغيرة , فكانت مفاجأة جميلة ’ عرفّتني بنفسها , وتشعّب الحديث في العموميات ومشاكل الحياة الأسرية والاجتماعية , واتفقنا أن يستمر الأتصال في كل ما يهم الطرفين من اشياء مشتركة نحبها ونجلّها كِلانا . وفي يوم من ايام الشتاء , والثلج يتساقط بهدوء كان لنا لقاء بعد أن تواعدنا أمام باب بنايتها , مشت بنا السيارة ’ وحوالينا سكون رهيب , والثلج البس وكسى كل شيْ حلة ناصعة بيضاء جميلة , دخلنا في مطعم عربي , تحدثنا واسهبنا , عن ماضي الأيام الخوالي , وعن الحاضر والمستقبل , ولكن ! خاب املي أن تكون هذه المرأة زوجة المستقبل , فلم تعجبني افكارها المغلوطة حول الكثير من الأمور , فبينت لها وجهة نظري بطريقة دبلوماسية لا تجرح مشاعرها , مع احترامي لرأيها مهما كان متقاطعا مع رأيي انا . وبينّ كلٌّ منا أنه يبحث عن الشيْ الذي يفتقده , فهي كانت تبحث عن رجل ميسور يكون لها مثل البنك وتحت تصرفها حين الطلب , وكنت أنا اتوق لقلب حنون يشاركني حياتي في حلوها ومرّها . وافترقنا وكلٌّ منا كان يعلم يقيناً بان ليس هناك توافقا , فقد اتضحت معالم شخصيتينّا الواحد للأخر , فكانت هناك هوّة سحيقة يستحيل أن ينتهي بالعيش المشترك . قفلت راجعا الى البيت , وقلت مع نفسي إلتقينا ويا ليتنا لم نلتق ِ , وشعرت بالندم , حيث كنا نحتفظ بمودة واعجاب وفكرة حسنة عن الطرف الأخر , ولكن هذا اللقاء اللعين بدّل الموقف الى خيبة امل . مرّت ايام فقلت في نفسي لعلي واهم , وكنت قاسيا في الحكم عليها , لأحاول ثانية الإتصال بها , لنبقى اصدقاء حتى لو اختلفت وجهات نظرنا , ولعلي استطيع تغيير قناعاتها على مر الايام . حيث كانت إمرأة في غاية الجمال مع وجود آثار حزن عميق , ترك بصماته على محياها . ولماإ تصلت بها , عرفت صوتي , فحاولت التنصل عن التحدث اليّ , فأخذت تكرر ( هلو هلو هلو ) ثمّ قفلت الخط , حاولت ثانية وثالثة , لكنها لم ترفع سماعة الهاتف لظهور رقمي لديها , ولم تتصل بيّ ثانية من يومها . والسؤال الذي لا بدّ منه والذي راودني وكررته مع نفسي مراراً , لو كنت رجلاً غنيا , فهل كانت ستتصرف مثلما تصرفت .؟ ولماذا تلهث معظم النساء وراء المال ؟ وهل المال يحقق السعادة دائما ؟ اسئلة واسئلة محيّرة لا أجد لها تفسيراً مقبولا في تفكيري على الأقل , وما زلت مؤمناً بأن السعادة لا تتحقق بالمال فقط , بل بالشعور المتبادل وحب الأشياء المشتركة بين الطرفين . وتوصلت الى قناعة بأن جمال المرأة لا يعبرّ عن طيبتها دائما , وقد تكون اخلاق المرأة وتصرفاتها هو التعبير الصادق عن جمالها , وسعيد الحظ من يحظى بمثل هذه الأنسانة وبهذه المواصفات , فتقلب حياته وتغيرها من صحراء قاحلة الى جنة خضراء وارفة مملوءة بالسعادة والأنتشاء
...............................
سيدتي... سيدتي... لا أقوى على الرحيل فقد سلبت مني القلبَ فكيف يرحل مأسورٌ ويترك قلبه فذلك هو المستحيل
سيدتي... الدرب إليك شاق وطويل والعذاب في سبيلك لذيذ وجميل وهذا قدري أن اكون لأجلك حبيباً أو قتيل
سيدتي... حبي لك لا يحتاج إلى دليل فهو جنة ورياض وارفة وحقول ورد وبستان خميل
سيدتي... الحب ذكرى عطرة نسمة هابة على خرير ماءٍ ووردة مزدانة وأنفس تيجانة بين خل وخليل
سيدتي... لم أستجدِ الحبّ يوماً من موقف ذليل فلا تهون رجولتي ولا الموقف الهزيل فلو تبادليني الحبّ فأنا باقٍ على العهد فلا أحيد عن الحبّ ولا عنه مستقيل فهو في ثنايا الخافقين يجري في دمي ولا يحتاج إلى تحليل
سيدتي... إنصتي إلى سكون الليل وتذكري إنساناً غدا سجين هواكِ يعاني الويل فما ضركِ لو تكيلي الكيل بالكيلِ فيتحقق العدل وتهدأ أمواج الهوى كما تستكين الخيل ونغرف من النبع الرقراق ونرتوي حتى الثمالة ونغفو ونفيق تحت ضوء القنديل ....................................
تذكار مار سبر يشوع ( مارسوريشو) تورنتو- كندا
اعتاد اهالي قرية مار سبر يشوع ( مار سوريشو) , الاحتفال سنويا بذكرى شفيع قريتهم , والذي ولد في نينوى وعاش ما بين ( 550-620 ), ثم انتقل الى اربيل في حدياب , وتتلمذ على يد مار ابراهام الكبير , وهومؤسس دير الغاب الجميل ( عاوا شبيرا ) , دعي بعدئذ جبل مار سبر يشوع , ويقع الدير في بيث نوهدرا , وعلى مسافة مسير ساعتين من قرية سناط في اقصى شمال العراق , خلف سلسلة جبلية عالية ,هي الحدود الطبيعية بين العراق وتركيا , واختار هذا المكان النائي ليتلائم مع الرغبة بالعزلة والصمت والأختلاء والعكوف على الصلاة وعبادة الله , اجتمع حوله التلاميذ من الرهبان , فتكونت جمعية صغيرة ودير يتناسب مع عددهم , ولما توفي اودع جسده في الدير الذي اقامه . وبنى كنيسة صغيرة طولها عشرين مترا وعرضها خمسة امتار , مبنية بالكلس والحجر , والأرضية مسيعة بالكلس المجبول بحليب الأغنام . يحكى أن اهالي القرية نجوا من المجاعة والموت اثناء الحرب الكونية , وكذلك لم يستشهد احدا من سكان قريتهم خلال الحرب العراقية الايرانية . قام بالأعداد للأحتفال بهذا التذكار الأخ يونان دانيال وابوعادل ( نمرود موشي ) مع بقية اهالي القرية من الاقرباء والاصدقاء من ابناء الجالية ومن القرى القريبة من الدير المذكور سابقا قبل ثلاثة اشهر بتهيئة الصور واللوازم الاخرى مضحين بالوقت والمال والجهد تيمنا ودرجا على عادة اهالي القرية اينما وجدوا في كافة انحاء العالم . وهناك كتيب للأب البير ابونا يذكر عشرة عجائب حدثت مع اهالي القرية والقرى المجاورة للدير نذكر واحدة فقط حيث لا يسع المجال لذكرها جميعا : كان هناك أمير قلعة ( كركل ) , تقع مسيرة ساعتين من دير سبر يشوع , حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة ,مع اغلال في يديه وقدميه . ابتهل الى القديس وطلب انقاذه من سجنه , ووعد أن يبني الدير بالحجارة والكلس الممزوج بحليب الأغنام , وفي يوم رأى نفسه في بيته امام موقد النار , وأوعز القديس الى احد وجهاء القرية لمقابة الاْمير , وأخذ حقيبة وملأها ( كوليري ) وهي لا تأكل بل تستعمل للدباغة , استوقفه حراس القلعة ,لكنه طلب مقابلة الأمير , فقالوا إنه سجين ’ فأخبرهم انه في القلعة , ولما تحققوا من ذلك , وجدوا القيود في يديه ورجليه , ولما دخل عليه الرجل سقطت القيود , ولما فتح الحقيبة رأى فيها التفاح وليس ( الكوليري ) , فتعجب الجميع بأعاجيب هذا القديس , وبنى الأمير الدير كما وعد . وتقدمت إمرأة هي الأخت ليلى بحو حنا , وقالت حدثت اعجوبة معي انا , وسألتها كيف ؟ , قالت : اردنا زيارة استراليا قبل ثماني سنوات وبعد أن قطعنا التذاكر واشترينا الهدايا لم يبقى لنا مال ليكون معنا اثناء وجودنا في استراليا , فوقفت امام صورة مار سوريشو , وطلبت منه أن يساعدني , وبعد ايام رأيت شيكا بمبلغ الف وماتا دولاراً بأسمي , صرفت الشيك وسافرنا الى استراليا . وفي الختام باركنا لهم احتفالهم بهذا التذكار بعد ان تناولنا طعام الغداء المعّد ْ من قبل اهالي القرية وابناء الجالية , نسأله تعالى ان يحفظ الجميع من كل مكروه , ويعيد السلام والطمآنينة الى ربوع عراقنا العزيز بشفاعة القديس مار سبر يشوع , وكل عام والجميع بالف خير .
تغطبة – منصور سناطي وهذه بعض الصور التي تجسد الحضور الكبير الذي يزداد سنويا.
...................... حبكِ .. أعماني وجهكِ كبدر التمامِ سيدتي تجلى وكان سبب إلهامي سهرت الليل والفكر سارح فمتى تتبدد كل أحزاني عشقتكِ كما يعشق مغرمٌ فحبك سلب مني كياني لا أقوى البوح بحبكِ ولا أقوى على النسيان تعلقت بالحياة يا فاتنتي لأنكِ قطعة من وجداني إذا قلت أحبكِ سراً فذلك أجدى من البيان تحطمت سفني راسية ً وتاهت في مياه الخلجان أصبحت دليل العاشقين كلما وسوس لهم الشيطان كلما سرح بي الهيام تجدد شوقي إليك من ثانٍ الوجد يغلي في كبدي شاكياً قسوة هذا الزمان القلق يقتلني يا ضبيتي لا أعلم أفراحي واشجاني أنا التائه المفقود أبداً لا أعلم يقظتي من أحلامي لو علمت أن الحبّ لحنٌ لأبرعت العزف على الأوتار يا شعاع الفجر أنر دربي وانقذني من هذا التوهاني يا مياه النبع تدفق جاريا وإطفأ في قلبي هذا البركان فكلما ادنو من محرابكِ لا ارى غير شقائق النعمان أنا الحالم المفتون بحبكِ وعطركِ من ازهار نيسان أنا العاشق المجنون ابداً فحبك يا مها قد .. أعماني .......................................... من أجل عينيكِ يا ملهمتي
من أجل عينيكِ يا ملهمتي أحببت الحياة زرعت الروض ورداً سقيت الزرع ماءً غنيت أجمل الألحان دعيت لكِ بطول العمر في أروع صلاة
من أجل مبسمكِ يا مليكتي غدت من الرواة أحكي قصة عشق لم يألفها التاريخ ولا يصدقّها حكيم ولا حتى مجنون حبّ من غير أمل أحببتك حتى الممات
من أجل سعادتكِ يا ضبيتي أصل الليل بالنهار أوفر حتى لبن العصفور وأسقيك أجود مدام ولثغركِ أشهى المأكولات لتسعدي وتزداني وتتربعي على عرشٍ لم تنله أشهر الملكات
من أجل جيدكِ يا ساحرتي أصوغ أجمل الماسات وترتدين الحرير والأرجوان وتحتذين عاجاً وتمشين بين الغابات فتشرآب رقاب الناس وتغار منك الحسناوات وللشباب لوعة وآهات
من أجل قامتكِ يا حوريتي ترخص أثمن المجوهرات أزرع الدرب ريحاناً وأسقيه مسكب العطر فلا مثيلاً لكِ في الكون يا جميلة الجميلات أنت دوما معي في خيالي وفكري محال أن أنساك يا أميرتي هيهات فإن كنت الغريق فأنتِ طوق النجاة ......................................
يا أميرتي !!!
يا أميرتي.. .. خبا شبابي وأكل الدهر وشرب على اعصابي كنت ذلك المارد ولم تك الكهولة يوما بحسابي مليئا بالعنفوان.. شقيا والحسناوات تخيّم عاى هضابي محلقا في الآفاق الى السماء فوق السحاب هابطا فوق الروابي منتقيا مالذّ وطاب من الخوخ والعنّاب
يا أميرتي.. بعد كل هذا الغياب لقد تغيّر كلّ شيْ وحلت الحقيقة محل السراب وزحف الخريف على ربيع العمر فتساقطت اوراق الشجر وتصدّعت جدران القباب وارتسمت تجاعيد على الوجه كماء تحلزن في جدول منساب
يا اميرتي .. الذكريات تترى والأيام عابرات كزخات المطر مسّدت وجه التراب فالعمر سائر والقلب مفعما بالحبّ فأدلفي الى محرابي واسكبي الزيت في سراجي واوقدي نارا كان قد توارى وجددي لي شبابي فالجمرة قد تحرق حتى لو كساها الرماد
................................
من أجل عائلة فاعلة وقوية في الوطن والمهجر !!!
تكوين العائلة هي البذرة التي تستمر بموجبها ديمومة الحياة ، فالأجيال تتعاقب منذ الخليقة ، عن طريق الزواج وتكوين الأسرة ، ولله تعالى حكمة في ذلك ، فالتوازن الطبيعي بين الإناث والذكور ، وتكاثر النسل ، مستمر ليس في الإنسان وحسب بل في كل الكائنات الحية ، وإن إختلفت طرق التكاثر ، وأكثرية الأديان السماوية والأرضية والقوانين الوضعية والإجتماعية أقرت بذلك . واولت البشرية إهتماما خاصا بالعلاقة بين الرجل والمرأة ، وحرصت أن تكون لكل رجل إمرأة واحدة لئلا يحدث خللاً في التوازن الطبيعي بين الأناث والذكور ، فكان الترابط الأسري من سمات العائلة الناجحة التي تسودها المودة وصلة الرحم والتكاتف والتآزر لمواجهة صعاب الحياة وتذليلها ما أمكن الى ذلك سبيلا ً . وكان الوضع في الوطن الأم يختلف كثيراً في المهجر ، حيث الترابط الأسري وأواصره والعيش في السراء والضراء والإيثار كان السمة الغالبة والسائدة ، فإحترام الكبير والعطف على الصغير من صميم الأخلاق ، كما أن إطاعة الوالدين وإحترامهم ورعايتهم عند تقدمّهم في العمر من شيّم الرجولة والأخلاق الإنسانية الدارجة ، ولكن بعد الغزو الثقافي ومشاكل الحياة وتعقيداتها والعولمة وعالم الأنترنيت والتكنلوجيا ، فرضت مفاهيم جديدة فتغيرت الكثير من العادات والمفاهيم الراسخة ، مما أدى الى التراخي واللاميالاة ، أما في بلدان المهجر ، فالحرية المفتوحة لكلا الجنسين يكفلها القانون ، فالعلاقات الإجتماعية وكيان الأسرة أضعف بمراحل ، ولهذا كثرت حالت الفراق والطلاق بين الجنسين وخاصة بين الشباب والمراهقين ، مما أدى الى الكثير من المشاكل التي ضربت كيان الأسرة في الصميم ، ناهيك عما يصيب الأطفال من تعقيدات نفسية جراء المشاكل الناجمة بين الزوجين ، فينزلقوا الى دروب أقل ما يقال عنها بأنها تتنافى مع مفاهيمنا التي تربينا عليها ، فكيف إذا تمخضت عن ولوج باب الجريمة والقمار والمخدرات والجنس من قبل الشباب والكبار ، تاركين الحبل على الغارب كما يقال ، دون التفكير الجدي بالنتائج المستقبلة . إن الزواج مسؤولية كبيرة أمام الله والمجتمع والضمير ، وهي ليست نزوة أو جوع جنسي ، فعندما تتم الغاية تتغير الطباع ويميلوا الى التخلص من الإلتزام الأخلاقي تجاه مفاهيم الزواج والأسرة ، فاما من ناحية الأطفال فهم أجمل هدية من الله للإنسان إذا قدّر قيمتها ، فهي مسؤولية أخلاقية كبيرة تلقى على كاهل الأب والأم بالتناصف ، يجب أن يتحمل الطرفان وزرها ومشاكلها عند إرتباطهم برباط الزوجية ، ويكونا بالتكافل والتضامن والحرص على ديمومة زواجهما ورعاية أطفالهما ، ليكون لزواجهما صفة القدسية ، ويزرعا القيّم والمبادىْ الأنسانية النبيلة في نفوس الأبناء ، ويتجنبا الشجار والخصام ما أمكن أمام أطفالهما ، بل يكونا المثال والقدوة في التفاهم وتبادل الآراء واحترام الرأي الآخر ، ليبنيا كيان أسرتهما على الصخر ، لا تضعفه عاتيات الزمن ومشاكله ، فالحياة لا تخلوا من المصاعب والمطبات ، ولكن نهاية العقل ، هو كيف السبيل بالتغلب عليها وتذليها ، لتكون لهما عائلة راسخة وقوية سواء في الوطن الأم أو في المهجر ، إنها رسالة مودة الى كل زوج وزوجة ، لإعادة النظر في كلما يضعف كيان الأسرة لتجاوزه ، والى كل ما يقوي ذلك الكيان للأخذ به وتفعيله ، فهل يفعلا ؟ نتمنى ذلك ؟
.........................
يا طير البراري
يا طيرالبراري وجدت الهناء بقربك فلا ترحل عن الديار أحببتك .. كما لم أحبّ من قبل وسوف لا أحبّ بعدك ذلك .. هو القرار لقد سلبت القلب وأخذت مني الكيان وشبكت فكري بإلأسوار
يافراشة المسار رفِّ جناحيكِ وإمنحيني .. نسمة هواء تلامس وجنتي فأنتشي بعطركِ خلال المشوار
يالؤلؤة المحار تدحرجي .. فوق مقلتيَّ واسكبي .. من شذاكِ بما ملكت يداكِ وزيديني .. بالقنطارِ
ياضوء النهار لا تبرحي مملكتي فأنا سمكة سابحة في يمِّ هواكِ فترفقي بمتيّمٍ غدا سجين الدار
يا نجمة المدار تلألأي .. وأرقصي لإمتع ناظريَّ وأشفي غليلي من حورية البحرِ فهيا إسفري .. ولا تتواري وأرني اللؤلؤ والعقيق من دون ستارِ واسقني .. حتى الثمالة من مساكب زهركِ فيطول بي المقام وتسبح الروح .. هائمة فيكون محرابك .. جنتي ومسكنكِ ملجأي ومزاري
.........................
يا باقة الريحانِِ
يا باقة الريحانِِ شممت عطرك .. فأنتشيت أبهرني جمالك .. فحلمت أن كل الفصول .. ربيع وكل الشهور .. نيسان
يا تحفة التيجان خابت الأحلام والقلب غمرته الهموم والفكر إنتابه الهذيان فلا الأماني تحققت ولا النفس إستقرت على شاطىء الأمان
يا وردة الرمان قلبك في غير مملكتي واحلامي ليست من هذا الزمان فإستمتعي وازداني فجمالك يبرىء المصلوب ويشفي السقيم من الأدران
يا شقائق النعمان قاتل الله فرق العمر وما رسمت الأيام من خطوط على هذا الكيان والشيب قد غزا مفارقي وأخذ وطراً من الوجدان
يا وردة الجنان نموت وقلوبنا قد إكتوت .. بلهيب النيران ويا حصرتاه على العمر فلا عودة من ثان والأحلام.. والأماني غدت سراباً على مرآة الحقيقة فلا بدّمن من الرحيل وترك جمال الحسانِ فلا عليك .. إنها الحياة إنها برهة وفقاعة طافية على مياهة الخلجان فإستريحي وإغتنمي كل فرصة وإغرفي من الينابيع بما ملكت يديك فلا الفقير ملك ولا السلطان
.....................
إذا كنت تعرف نفسك فذلك حسن ، وإن كنت تظن أن الناس تعرفك فتلك مصيبة ؟
قالها أفلاطون ( اعرف نفسك ) ، فهل حقاً نعرف أنفسنا ، هذا السؤال يجب أن نتوجه به الى أنفسنا كل صباح أو عند الخلود الى النوم ، وإذا عرفنا أنفسنا إحترمناها ، ولكي نحقق ذلك ، علينا أن نجزل الإحترام للآخرين ، فنفرضه بأنفسنا ، وإذا إعتبرنا أنفسنا أُناسا محترمين دون أن نحترم أراء الآخرين وشخصياتهم ومعتقداتهم وميولهم ... فنحن على وهم كبير ، فكل فرد راضٍ عن نفسه على الأغلب ، وإن ارائه صائبة ومواقفه تجاه الناس لا تشوبها شائبة ، وعلى الآخرين إحترامه والسير حسب ارائه ، وإلا كانوا على ظلال كبير ، فتلك مصيبة المصائب ، أما إذا كنت لا تعرف نفسك ، وتعطي لمقامك ومعلوماتك المتواضعة أكثر من حجمها ، موهما نفسك بأنك على الصواب دائما ، فذلك إستمراء للجهل ، وقد تتوهم بأنك الأديب العالم الذي لا يشق لك غبار ، عندها ينطبق عليك قو الشاعر : حمار في الكتابة يدعّيها كدعوى آل حرب في زياد فدع عنك الكتابة لست منها لو لطخّت نفسك بالسواد وستظل تجادل وتجادل وتغالط نفسك متجاوزاً الحقائق الدامغة ، وتريد الإنتصار في المناقشات ، فتكون كشجرة اللبلاب المتسلقة على الحائط ، فمتى ما سقط الجدار ، تكومت بشكل هلامي ، لأنها بدون عمود فقري . فالمعرفة هي الرصيد والمعين الذي يكوّن شخصيتك ويرفع مقامك ، ويجعلك كبيراً في نظر الآخرين ، عندما تكون متواضعا ،حيث إن المتكبرين مكروهون منبوذون ، وقد تكون ثقتهم الزائدة بأنفسهم دافعاً لهم ليعملوا كل شيْ بأنفسهم ، لإعتقادهم بأن عملهم مثالي ، وعمل الآخرين تنقصه الدراية والخبرة والدقة . مما تقدّم نستلخص الحكمة والموعظة ونرتد على ذواتنا لكي ندرس أنفسنا لأجل معرفتها بعمق ، ومدى قابلياتنا بدون مبالغة أو مواربة ، ثمّ نحاول أن نتعلم بالمطالعة والتنقيب وتمحيص الحقائق العلمية ، فنعطي كل شيْ ما يسنحقه ، فنحترم بذلك الآخرين المختلفين عنا وخصوصياتهم ، وبذلك نكون قد إحترمنا أنفسنا وعرفنا وزننا ، ويكون بمقدار معرفتنا ، وشخصيتنا تقاس بمدى سعة مداركنا وتواضعنا بدون ضعف ، وقوتنا من غير عنف ، نكون بذلك قد عرفنا أنفسنا , وقديما قيل : ( رحمّ الله أمرؤٍ عرف قدر نفسه ) ، نسأله تعالى أن يعيننا كي تعرف أنفسنا ، وهي قمة العقل .
بقلم .. منصور سناطي Mansoor sanaty@yahoo.ca أ
|