شكو ماكو كامل كلكوان لو أدخلنا هذا السؤال "شكو ماكو" على أي حاسوب متطوّر سوف لن يتمكن من الإجابة عليه؟؟؟ ولكن لو سألته لأي عراقي وفي أي زمان وأي مكان سيكون جواب كل العراقيين موحداً أو متشابهاً . إعتدنا على هكذا سؤال منذ أن أدركنا الحياة، عندما كان يُسأل في الثمانينات من القرن الماضي لأي صديق أو قريب كانت الإجابة واضحة وموحدة لكل العراقيين، يجيبك بأن فلان التحق إلى جبهات القتال وفلان أصيب في المعركة وفلان أسر وفلان استشهد... الخ. وان شاء الله ستنتهي الحرب على عراقنا الحبيب. وفي التسعينات من القرن الماضي عندما كانت سنوات الحصار كانت الإجابة على سؤالنا "شكو ماكو" في هذا الشهر ستزداد حصة السكر في البطاقة التموينية والشهر القادم سيضيفون معجون الطماطم على مفردات البطاقة التموينية وسيبدّل طحين الشعير بطحين الحنطة ..... الخ. وإنشاء الله سيرفع الحصار عن عراقنا الحبيب. ولو سألت سؤالنا لأي عراقي بعد الألفية الثانية سيكون جواب كل عراقي بأن فلان خطف وفلان هجر وفلان قتل وفلان غادر العراق إلى غير رجعة. وان شاء الله سيعم الأمن والسلام عراقنا الحبيب. إن سبب التهجير والخطف والقتل لأنه عراقي فقد يكون (عراقي سني) أو (عراقي شيعي) أو (عراقي مسيحي) أو (عراقي كردي) أو (عراقي شبكي) أو (عراقي يزيدي) أو (عراقي صابئي) أو (عراقي تركماني) . فلنتمعن بذلك ونرى بأن القاسم المشترك الأعظم بيننا هو (عراقي) لماذا لا نستثمر هذا المصطلح الجميل لوحدتنا وندع المسميات الأخرى لتناولها في حياتنا الخاصة فقط. نحن عراقيون موحدون في همومنا وأفكارنا وتسميتنا وإجابتنا على كل التساؤلات وطموحنا في العيش بأمن وسلام، ولكن لنراجع أنفسنا قليلاً فنلاحظ بأن الجاني والمجني عليه هو نحن، ألا يثير الاستغراب ذلك الم يحن الوقت الآن لننتفض على ذواتنا وأنانيتنا وننكر كل شيء خاص بنا ونتمسك بما يجمعنا "الوطن – العراق" وهو الخيمة الكبيرة التي تجمعنا. انه حلم لكن أتساءل كيف السبيل إلى تحقيقه؟ وهو حقيقة بين أيدينا ولكننا لا ندركها.
|