أبناء شعبنا يتطلعون إلى جهود تجمع التنظيمات السياسية كلنا يعرف بان الهجرة هي ترك الوطن والبحث عن موطن بديل تتوفر فيه أماني ورغبات الشخص المهاجر وهذا بالطبع لا يأتي إلا نتيجة لمعاناة وعقبات تعترض الطريق الذي يُسلك وخاصة في بلدان الشرق الأوسط وذلك لأسباب عديدة معروفه لدى الجميع التي من أبرزها عدم استقرار الأنظمة السياسية فيها فضلاً عن تعشعش العديد من الفئات المتشددة التي تفرض سلطتها على الشعوب المسالمة بطرق مختلفة والذي يكون العنف والبطش من أبرزها ونتيجة لذلك تتبلور الفكرة لدى الشرائح الاجتماعية التي تنبذ هذا السلوك وتضطر إلى الابتعاد عن الألسنة الجارحة والسلوك المتطرف. لكن على القائمين في تبني شؤون إدارة أبناء شعبنا أن يفكروا ويخططوا بدقه على ضمان مستقبل أبناء شعبهم ويكونوا نموذجاً للمحبة والتآخي والتضحية كي يوصلوا سفينتهم إلى بر الأمان. وهنا يأتي دور تجمع التنظيمات السياسية لأبناء شعبنا في هذا البلد العزيز الذي نشأت حضاراته على أكتاف وجهود الأجداد التي لا زالت آثارها يتمجد بها القاصي والداني. وليس من مهمة أي تنظيم أو حزب أن يُسند أي جهد أو انجاز لصالحه متناسياً دور شركائه في السعي وصولاً إلى تحقيق أهداف ورغبات أبناء شعبه. فكل جسم يتكون من أعضاء وأحاسيس ومشاعر كل واحد منها يؤدي دوره كي يقوم بفعالياته خدمة للصالح العام الذي ينشده المتطلعون إلى الخير والحرية والإبداع. فالأصوات العالية تحاول إقناع المقابل بأساليب متعددة كونها لا تكون على حق في معظم الأحيان وتكون سارقه لجهود الآخرين وهذا ما يولد كثيراً من الأحقاد المدفونة وبالتالي يدخل الأمة في أنفاق مظلمة. إن ما يسمع من أبناء شعبنا عن الهجرة وتداعياتها هو الكثير لكننا لم نلاحظ جهوداً ملموسة من تجمع التنظيمات السياسية لمعالجة هذه الظاهرة وإيقاف هذا النزيف سوى الظهور الإعلامي المصور بعقد المؤتمرات والتمتع بالسكن في فنادق فخمة وصرف مبالغ الايفادات التي يكون أبناء شعبنا بأمس الحاجة إليها. والتي من الأولى صرفها على إقامة صروح ومعامل إنتاجية وورشات عمل وفتح آفاق مختلفة في المدن والقصبات التي يسكنها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لتكون مصادر للعيش والاستقرار في بلد الآباء والأجداد. ما أكثر الوعود التي سمعناها وتطلعنا إليها من خلال البيانات الختامية للمؤتمرات التي عقدت داخل العراق وخارجه لكننا لم نلمس على ارض الواقع أية ثمرة من ثمارها. كنا نتطلع إلى ذوينا في صغرنا بعد عودتهم من مزاولة أعمالهم وتجارتهم لنتسابق بلهف للبحث في حقائبهم وأمتعتهم كي نرى ما جنوه لنا لنتلذذ بالمقسوم سواءاً كان مادياً أو عينياً وعندما لا نحظى بشيء يفرحنا تخيب ظنوننا بهم لا بل تتغير نظرتنا إليهم وهم ذوينا وجزء مهم من عائلاتنا. فالمطلوب أن لا تكون جهود تجمع تنظيماتنا السياسية مركزة على تحقيق المنافع الشخصية الضيقة والتعالي على المتطلعين إليهم من أبناء شعبنا. وإلا فليغادروا مواقعهم إذا لم تكن لهم ألقدره على تحقيق رغبات ومتطلبات أبناء شعبهم كونه بأمس الحاجة لقطف ثمار مساعيهم باعتبارهم رأس هرم أبناء شعبهم.
لنضع السيوف في أغمادها
إبراهيم يوسف حنو الممارسة الديمقراطية في كل بلدان العـــالم هـي حق شرعي للمـواطن وهـذا ما لمسناه في إنتخابات مجالس المحافظات في 31 كانون الثاني من هـذا العـام. حيث جــرت أعظـم ممارسة ديمقراطية في معظم أنحـاء العراق، فهبّ أبنــاء الشعب بحريــة ومصداقية إلــى صناديـق الاقتراع وهذه ظاهـرة حضارية لهــا مدلولاتها السياسية والثقــافية والاجتمـــاعية والتي برهنت بأنّ المواطن العراقي توّاق لترميـم بيته من الداخل لأنّه رسّخ شعوره بحاجتة إلى ذلك. والــذي حلّ ببلدنا ليس بالقليل وقادنا إلـى ما هو واضــح للجميع، والمهم ليـس الـــذي فات ولكن القادم هو الأهم. ومن خلال ما لوحظ يبرهن بان جذور التماســك بين مكونـات الشعب كانت موجودة ولكنها بحاجة إلــى من يرويها ماء الحياة ليبعث فيهــا النمو من جديد وهـذا ما كنا نشعر به. وبدأ الوعــي الفكـري والثقافي يسري في عروق أبناء شعبنـــا وهــذه حالة صحية أصبح الشعب يعيشها والحمد لله. وما النتائج التي ظهرت وأعلنت للملأ إلا دليلاً قاطعاً بأن القوائم التي تقدمت وحملت بين ثناياها أسماء رجالاً منتخبين بإرادة شعبهم وما عليهم إلا احترام إرادة هذه الجماهير التي اختارتهم واعتبرتهم ممثلين لها لخوض مسيرة البناء والأعمار وما بلدنا اليوم إلا بأمس الحاجة إليها .. والفترة المقبلة سوف تكون مكرسة للوفاء لهذا الشعب الذي عانى وما يزال، ونبذ كل ما حصل في الماضي من أعمال عنف وهدم لبنية العراق التحتية. لذا فإن متطلبات المرحلة القادمة هي التوجه بكثافة وعزم أقوى لانتخاب أعضاء مجالس الأقضية والنواحي والتركيز على المرشحين الذين تتوفر فيهم مواصفات الخبرة والاندفاع والنزاهة والسيرة الذاتية الناصعـــة و . . . الخ، لان ذلك يعتبر مكملاً للذي حدث يوم 31/1/2009 في انتخابات مجالس المحافظات وتعتبر هذه مرحلة إضافة قوة إلى قوة أخرى وأقصد قوة الخير، وبهذا نكون قد أنجزنا إنجازاً عظيماً لأبناء شعبنا لكوننا قد استفدنا من الأخطاء السابقة وخطونا خطوة جريئة نحو التقدم والرُقي،ولكن على العكس إذا لم نهتم بهذا الموضوع سوف تضيع منا فرصة ثمينة لا تعوض. ومن الأمور التي هي في غاية الأهمية وعلى المجالس القادمة الاهتمام بها هي الجوانب الأمنية والخدمية لكي تجعل أبناء الشعب يجوبون البلاد لمزاولة أعمالهم وحرفهم ومهنهم ومتابعة شؤون عوائلهم وبنائها من جديد. لأن بناء الإنسان شيء أساسي وبهذا نكون قد وضعنا لبناة متينة لهذا البلد الجريح الذي هو بحاجة إلى اهتمام الساسة والقادة الذين يتسلمون زمام الأمور ودعاؤنا من الرب أن يساعدهم ويكون في عونهم لان شعبنا تحمّل الكثير وعانى من الويلات والكوارث وخسارة الوقت الذي لم يستغل بالشكل المطلوب. العراق بلد عزيز على أهله وما أجمل اسمه وأرضه بجبالها وروابيها وسهولها وأهوارها وترابها وأن الذي يزيده جمالاً هو تنوع مكوناته التي تزين مزهريته بإعتبارها فسيفساء متعددة الألوان والإبداعات . . لذا يكون لزاماً على كل من يعتبر نفسه أصيلاً ويعتز بهويته أن يكون سباقاً لأخيه في مطاردة كل ما يلحق بشعبنا من أذى. وبهذا نكون قد عالجنا جزءاً من الخلل الذي جعلنا نبتعد قليلاً عن الشعوب الأخرى وشغلنا عن مبادئنا ووطنيتنا. يا أهل العراق شمروا سواعدكم وأبدعوا وعمّروا وعلموا الأجيال على الأخلاق الرفيعة والعلم والإبداع وبهذا تكونوا قد أورثتموهم أغلى ميراث وهذه الأمانة وسام شرف لكل واحد منا من أجل رفعة وعزة العراق ...
التشتت وتداعياته
إبراهيم حنو / بخديدا حين يعيش الفرد في مكان ما ويعمل لخدمته يجب أن توفر له فرصة عمل باعتبارها من ابسط حقوقه ، ومن مقومات استمراره في الحياة ، وهي أيضا مصدر عيشه ورزقه وتكوينه الاجتماعي، وتكون هذه بمثابة الدافع الذاتي للدفاع والتضحية عن المحيط الذي يعيش فيه ، فضلاً عن كون هذا المصدر (مصدر العيش ) ، من العوامل الأساسية للثبات والبناء والاعمار والإبداع . فعندما يحصل الإنسان على قوته من جراء ما يفرزه من جهود لإنتاج عمل معين في كل مجالات الإبداع الاجتماعية والثقافية والتجارية والصناعية وحتى العلمية ،منها نلاحظ بأنه يشعر بالحب والحنان إلى ذلك المحيط ، الذي من خلاله تتكون العلاقات الاجتماعية،باعتبارها نواة لتكوين المجتمعات ومن ثم تتكون الأمم والشعوب . أما في عالمنا الذي نعيش فيه اليوم، وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها بلدنا العزيز العراق،نرى بأن مصادر الرزق وفرص العمل قليلة ونادرة أحيانا ، بسبب العوامل المحيطة ، والتي هي من أسباب التشتت والضياع المؤدية بدورها إلى هدرٍ للطاقات وقلة عوامل الإبداع، وهذه ضرورية جداً لبناء الإنسان العراقي الذي كان السبّاق في نقل ما عنده من طاقات وثقافات إلى الأمم والشعوب الأخرى عبر التاريخ، ولا زالت شاخصة أثارها إلى يومنا هذا. إن التبعثر السكاني الذي يعاني منه الشعب العراقي في الوقت الحاضر ، هو دليل أكيد على ضياع الإمكانيات المختلفة فهي مصدر أساسي مهم للرقي في هذه الفترة بالذات ، التي نحن بحاجة ماسة إليها بعد ما أصاب مجتمعنا العراقي من تغيير شبه شامل في سلوكه ، من اجل الحصول على رزقه الذي كان يتباهى به لأنه آت من جهود صحية بذلت أثناء العمل اليومي الذي كان يقوم به رب الأسرة أو أفرادها .فقد كان جميع أفراد العائلة يتذوق طعم ذلك الرزق ومدى نقاوته. في بلدنا العراق العزيز خيرات كثيرة كما هو معروف لدى القاصي والداني ، وفيه مصادر متنوعة للطاقة والموارد المائية والمعادن الثمينة التي تفتقر إليها بلدان أخرى في العالم ، وهي لا تنتمي لفئة معينة لان الخالق عز وجل حينما أوجدها في هذه الأرض أوجدها لأهل العراق، ولهذه الفسيفساء الجميلة ، وجعل الكل يتنعم بها ويبني حياته على أساسها. لكننا نلاحظ اليوم بأن القسم الكبير قد حرم منها بسبب ما يعاني البلد من اختلافات في وجهات النظر وعدم توحيد الرأي من اجل النهوض به ، ولذلك عوامل وأسباب كثيرة ومعروفة . إن الذي نعاني منه اليوم بمرارة في وطننا هو التشتت في أرجاء لمعمورة ، بسبب الظرف الأمني وعدم توفير فرص العمل وتسلط فئة على أخرى أو تفضيل قوم على أخر ، وهذا يأتي بدوافع خارجية لها أهدافها الإستراتيجية ولهدم جهود الحضارات التي بنيت منذ ألاف السنين، لا بل لطمس معالمها وأثارها التي يتباهى بها أهل العراق الاصلاء. من خلال ما ورد فأن المسؤولية تقع على عاتق قادة سفينة العراق بسبب تفكيرهم في تحقيق مآرب وغايات شخصية ضيقة ، متناسين هموم أبناء شعبنا العراقي المشتت في بلدان العالم ، مفترشاً الساحات العامة وساكناً المناطق القديمة بحثاً عن الرزق والأمان اللذين هما اليوم أمنية كل أبناء شعبنا ، وهذا التشتت لا يليق بأهل العراق الطيبين الذين لم يختلفوا يوماً ما ولم يفكروا في ذلك لا سابقاً ولا لاحقاً ، لان العراق كان الممول المادي والثقافي والاجتماعي لكل جيرانه ، لا بل لمعظم دول العالم . فلماذا السير به بهذا الاتجاه . - هل لان شعبه طيب وواع أم لكونه مضيافاً للجميع؟ - هل هو وفاء الطيب يا أهلنا العرب؟ ألا تذكروا موقف أهل العراق..!! اليوم نريد منكم أن تنتخوا جميعاً لتقديم العون المعنوي لأهله وبذل الجهود لاستقراره ، احتراماً لأبناء شعبه كي يعودوا إلى ارض أبائهم وأجدادهم لأنه العراق العراق .. يا أهلنا العرب ويا جيراننا، إن الله عزّ وجلّ أوصى بسابع جار فإذا كان بإمكانكم عدم نفعه فلا تعملوا على إلحاق الضرر به ، ولكن اعملوا على رفع الأشواك من أمام عجلة بنائه . إن ما تفرز هذه الحالة (حالة التشتت ) ، هو خسارة عظمى لا يمكن تعويضها مستقبلاً ، لأنها سوف تتأثر وتتفاعل مع أقوام وشعوب بعيدة عن حياتنا لا محال ، وأخيرا هي خسارة لكم جميعا إذا تمعنتم بذلك . الهجرة لماذا! وإلى أين؟ سكرتير التحرير: مجلّة أعيان قره قوش / بغديدا يؤلمنا كثيراً أن نتحدث عن موضوع الهجرة وبالدرجة الخاصة هجرة الشباب، وبسبب هذا النزيف البشري الذي بدأ منذ فترة، له مردودات سلبية على مستقبل بلدنا العزيز (العراق). وهذا العمل يعتبر هدراً للطاقات العلمية والبدنية، والتي هي ضرورية لبناء ما حلّ من دمار نتيجة الحروب والاختلاف على الثروات التي انعم الله على بلدنا بها والتي نجهل إن صحّ التعبير كيف نستغلها للنهوض به على أحسن ما يرام؟ لأننا أصحاب تاريخ عريق وأجدادنا قدّموا الكثير من التضحيات من أجل بناء حضارته العريقة والتي آثارها شاخصةٌ إلى يومنا هذا. مجتمعنا اليوم تهزّه العواصف والرياح العاتية التي قَدِمت إلينا من كل حدب وصوب، لابل نستطيع أن نصفه اليوم بأنه يطفو على بحر تتقاذفه الأمواج بين الفينة والفينة، فعلينا نحن إذاً التصرف بحكمة وصبر وعدم الانجراف وراء النزوات والرغبات البسيطة، كونها زائلة حال هدوء العاصفة، وعندها سوف يظهر جلياً مدى تحمّلنا المعاناة وما سنورثه لأحفادنا. تُغلبنا الدهشة بالتباهي عندما يغادر أحد شبابنا بلده إلى عالم مجهول تختلف فيه العادات والتقاليد عن عاداتنا وتقاليدنا وما نشأنا عليه وما تعلمناه من آبائنا ومعلمينا ومجتمعنا. إن هذا الموضوع يجعلنا أن نفكر جلياً ونتأمل كثيراً في النتائج التي سوف تتحقق مستقبلاً، لأن خلو البلد من هذه الطاقات والإمكانيات يترك أرضية هشة للطامعين باستغلال خيراته وبناء مستقبله، ولندرك المقولة التي تقول (إذا لم يبنِ الأصيل كيف يبني الدخيل)؟ سؤال يطرح نفسه والإجابة لك عزيزي القارئ. إذاً علينا توجيه أبناؤنا على المسار المستقيم والثبات في بلدنا لأننا شعب أصيل ومكوّن ثابت من مكوناته، والدليل على ذلك هو الجهود التي بذلتها الأجيال التي سبقتنا من أجل سعادته، ولهذا يجب علينا أن نوضّح لشبابنا هذا الواقع، ونحن أسياد في بلدنا، فكيف نرضى أن نكون خدماً في بلد آخر لا أثر لنا به؟ هنا يحضرني هذا البيت الشعري الجميل الذي تأثرت به في هذا المجال والذي يقول:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ وأهلي وإن شحّوا عليّ كِرامُ 33 إذن يجب أن يكون سعينا حثيثاً لبناء وطننا والاعتزاز والثبات والتمسك في أرضنا التي يعود تاريخها إلى أكثر من 6500سنة، فكيف نتركها اليوم وبأي حالٍ نودعها!! لذا نهيب الآباء بتوجيه أبنائهم للالتصاق بأرضهم وعدم تشجيعهم لتركها،لأنه ضعف أكيد يقودنا إلى الانهيار والزوال الذي يتمنّاه أعداء بلد الرافدين عراقنا العزيز.
لنحمل أغصان الزيتون البنيان شيء جميل جداً لأنه يوحي بالحياة وتجدّدها وظهور حضارات وأمم وشعوب تخدم الإنسانية جمعاء. وفي نفس الوقت هو ليس بالسهل من حيث الاختيار والتصميم ونوع الخدمة التي يقدمها هذا البنيان حيث يدخل في دراسات وتفاصيل تحتاج عمق في التفكير والرسم والصياغة وصولاً إلى الاختيار الأفضل بعدها تبدأ مرحلة التنفيذ وهي المرحلة الثانية من حيث المواد المستخدمة ومواصفاتها ومتانتها. ثم يبدأ عمل المشرفين والمتابعين والمنفذين للبلوغ إلى ما هو أحسن وأفضل آخذين بنظر الاعتبار مختلف الانتقادات التي قد تظهر مستقبلاً ومعالجتها قدر الإمكان قبل استفحالها. بعد ما حدث في 9/4/ 2003 من تغيير. بلدنا يهدم ويحرق ويقتل إنسانه وتُدّمر بنيته التحتية والآن متى نبدأ بالبنيان ومتى نفكر فيه؟ لأننا بحاجة إليه الآن والأجيال القادمة من بعدنا. ماذا نورثها هل نورثها الخراب والدمار؟ وهذا عبء ثقيل عليهم ومن الغير اللائق علينا أن نورثهم هكذا ميراث لأننا قد قرأنا ودرسنا الكثير عن حضاراتنا التي سادت وقدمت للإنسانية إرث تاريخي وحضاري ناصع الصورة. وما الآثار الشاخصة لحد هذا اليوم إلا دليل واضح لما أنجزه أجدادنا القدامى الذين قدموا للدنيا إبداعاتهم وثقافتهم وعمرانهم. نعم سومر، أكد، آشور، بابل، هي حضاراتنا ومنها إستمدنا القوة والثقافة والعلم والأخلاق، فما بالنا اليوم نفكر لا بل نمتهن الخصومة والعنف في ما بيننا! ألسنا أحفاد أولئك الرجال الذين شيدّوا تلك الحضارات الشاهقة التي تتغنى بها الأجيال؟ لنعد قليلاً لا بل وبكل إصرار وعزيمة إلى التآخي واحترام ما أوصانا به الله سبحانه وتعالى من محبه وتسامح ونبذ الخلاف والجلوس على مائدة الأخوة وإبداء الرأي بشكل حضاري ورفض كل ما هو منبوذ الذي يقود للهدم. إذا علينا جميعاً السعي إلى احترام الإنسان العراقي والاستفادة من خبراته وإبداعاته. هذا العراقي الذي نفتخر به لأنّه الطود الشامخ في يابسة العالم. حيث إنطلقت أولى الحضارات من أرضه "أرض دجلة والفرات" وفيها سُـنّت أولى قوانين الدنيا، الأرض الجميلة التي أنجبت الرجال العظام الذين خدموا الإنسانية بثقافتهم وحضارتهم وأخلاقهم . يسعدني أن أتفاخر بالإنسان العراقي إبن دجلة والفرات إبن حصاروست والفاو إبن الروابي الجميلة في الهضبة الغربية إبن الهور إبن السهل إبن النخيل والكروم والزيتون، فما أجمل أن تكتحل سفوح جبالنا الشماء وان تُملّح أرض العراق العزيز أرض الرافدين بملح الفاو وحناءها و ما أجمل أن نتعانق بعضنا بعضاً ودموع الفرح تنهمل من عيوننا بدءاً بالعمل والبناء والعمران إجلالاً للمستقبل القادم، فحمل أغصان الزيتون يجب أن تكون مهمتنا جميعا ولا نكُّل منها ولنتوجه نحو الإعمار ليكون لنا عراقاً شامخاً يحلو لنا التباهي به. (فلابدّ للّيل أن ينجلي ولابدّ للقيد أن ينكسر)
|