|
صوت بخديدا تلتقي الفنانة إنعام بولص عيسو
أجرى اللقاء : فراس حيصا
نشر اللقاء في العدد (57) من جريدة صوت بخديدا
مقدمة
إذا ما تأملنا هذا الكون الساحر الخلاب لأدركنا عظمة الله الخالق الذي تفنن وأبدع في خلق الكون. ولأدركنا قدرته وهو يقدم لنا لوحة جميلة مزجت ألوانها بشفافيةٍ رائعةٍ. والفن له قوة السحر على إصلاح الناس والتعبير عن ألآلام والحزن والفرح ويستطيع السيطرة على الأفئدة. وفن الرسم واحد من الفنون التي لجأ إليها الفنان العراقي لرسم معاناة أبناء هذا الوطن، حيث إن الموهبة والجرأة والإحساس الصادق والثقافة صفات لا تتوفر في فنان إلا ويستحق معها شهادة الإبداع والتميز. نلتقي في هذا العدد مع الفنانة التشكيلية إنعام عيسو لتحدث قراء جريدة (صوت بخديدا) الكرام عن تجربتها الفنية ورحلتها مع الفن ، بالرغم من انها لم تدرس في معهد أو كلية متخصصة بالفن دراسة أكاديمية . إن غايتنا من ذلك هو إبراز فنانينا المبدعين وتسليط الضوء عليهم وإظهار دورهم في ساحة الفن والثقافة المكتظ بألوان الطيف الشمسي . التقيناها فدار معها هذا اللقاء.
حدثي قراءنا الأعزاء عن بداياتك الأولى مع الرسم؟ عندما كنت في روضة الأطفال كنت ارسم لوحات وكانت معلمة مادة الرسم تشجعني وكانت تقول لي إن رسمك جميل جداً ومميز عن بقية الرسومات التي يقمن صديقاتك برسمها، وعندما كنت في مرحلة الابتدائية والمتوسطة كانت تطلب منا معلمة مادة العلوم صناعة بيوت من الخشب والكارتون لكي نشارك في المعارض المقامة في المدرسة وفي المرحلة المتوسطة وفي مادة الجغرافية والتي تتطلب رسم الخرائط كانت رسوماتي جميلة حيث كنت اتففن في رسمها.
ماذا يمثل فن الرسم بالنسبة لك؟ فن الرسم هو أحلى شيء في حياتي واعتبرهُ من أهم الفنون، واللغة تبدأ بالرسم منذ البداية. انه الشيء الأساسي في الحياة. كان الرسم في السابق له أهمية كبيرة ولكن اليوم وفي زمن الانترنت لم يبق كما كان في السابق ، لقد فقد طعمه ولم يبق فيه لذة، والفن التشكيلي في بخديدا ليس له دعم معنوي أو حتى مادي إلا من خلال خورنة قره قوش فقط حيث إقامة المعارض الفنية السنوية .
بالرغم ان لك هواية في الرسم فلماذا لم تدرسيه أكاديمياً؟ بالنظر لكوني أحب الرسم لذلك أردت أن أكمل دراستي في معهد الفنون الجميلة بعد أن أكملت الدراسة المتوسطة، ولكن الأوضاع آنذاك أثرت عليّ وعلى أهلي أيضاً لأننا كنا نعيش في منطقة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك حيث تحولنا إلى قره قوش بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق وذلك بعد حرب الخليج عام 1991. في عام 1991-1992 درست في إعدادية صناعة الحمدانية قسم الكهرباء ولم أكمل لأنني لم ارغب الدراسة فيه لان فكري وعقلي كان متعلقا ً بالرسم فقط. عندما كنت طالبة في المرحلة الأولى في إعدادية صناعة الحمدانية كانت تعجبني مادة الرسم الهندسي وكنت متفوقة وكانت درجاتي عالية.
من خلال لوحاتك العديدة التي رسمتيها ، هل هناك لوحة ما والت عالقة في ذاكرتك وهل ما زلت محتفظة بهذه اللوحات ؟ عدد لوحاتي تقريباً (10 لوحات)، ولديّ لوحات تخطيط بالرصاص يبلغ عددها (40لوحة) منذ بدايتي للرسم. اللوحة العالقة في ذاكرتي هي لوحة ( آلام يسوع) وهي تعجبني جداً وهي من أجمل وأفضل أعمالي الفنية حسب اعتقادي. نعم إنني محتفظة ببعضٍ منها والباقي أهديتها إلى صديقاتي وأقربائي ومعارفي وبعض منها تلف.
هل دخلت دورات لتعليم فن الرسم وما هي المعارض التي شاركتِ فيها ؟ في عام 1996 أقام الفنان عماد بدر دورة لتعليم الرسم بألالوان المائية ولمدة شهرين وبدأ معنا من الصفر حيث علمنا كيفية تخطيط واستخدام الألوان الزيتية. كان عدد المشاركات في الدورة 6 بنات (سناء- سوزان- فردوس- منى- أفراح- إنعام) بعد انتهاء الدورة أقمنا معرضين الأول ضم لوحات تخطيط بمادة الرصاص والمعرض الثاني ضم لوحات زيتية وكذلك لوحات مرسومة على مادة القماش(الملابس). شاركت في معظم المعارض المقامة في دار الآباء الكهنة ودار مار بولس كما شاركت في المعرضين اللذين أقيما في كابيلا مار عبد الأحد في كنيسة الطاهرة الكبرى في بخديدا، حيث بلغ عدد المعارض التي شاركت فيها (8 معارض).
بمن تأثرتِ من الفنانين التشكيليين قره قوشياً وعراقياً وعالمياً؟ قره قوشياً تأثرت بالفنانين: ثابت ميخائيل- لميع نجيب- عماد بدر. عراقياً بالفنان الراحل منير بشير. عالمياً بالفنان ليوناردو دافنتشي. من أين تستوحين موضوعات لوحاتك وما هي الأمنية التي تحققت وأخرى لم ترى النور؟ استوحي موضوعات لوحاتي من الواقع وأضيف إليها شيء بسيط من الخيال. ولديّ لوحات من الواقع وأخرى من الخيال.أول أمنية لي كانت أن ارسم لوحات زيتية لكن بعد أن دخلت الدورة تحققت أمنيتي، والأمنية التي لم تر النور هي: كان بودي أن أكمل دراستي لكي انمي طاقتي وأطور قابليتي في مجال الرسم لان للدراسة لها حقها .. ولكن .. !
هل لديك هوايات أخرى عدا الرسم؟ في السابق كنت اشتري التماثيل المصنوعة من مادة البورك حيث أقوم بتلوينها ووضعها في المحل لغرض بيعها والاستفادة من ثمنها وكانت استقبال المواطنين لشرائها كبير جدا ً وكانت أسعارها مناسبة وألوانها جميلة ورائعة وجذابة. وهذه الهواية كما ترى لها علاقة بالفن .
من الذي يقف وراء اهتمامك بالرسم وما هي مشاريعك المستقبلية؟ طبعاً أهلي أولاً لأنهم شجعوني منذ اللحظة الأولى أي منذ أن رسمت أول لوحة وثانياً معلمات الروضة اللواتي كان لهمن الدور المهم في استمراري في الرسم وعشقي لهذا الفن النبيل. إني الآن أحاول أن ارسم لوحة جديدة وان شاء الله سأبدأ برسمها في الأيام القليلة المقبلة.
الحكمة التي تؤمنين بها؟ لا تؤجل عمل اليوم إلى غد.
كلمة أخيرة لمن تودين قولها؟ إلى الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي أن يهتموا بالرسم وان يشجعوا كل من له هواية الرسم لأنه فن يستحق ذلك. كما اشكر كل من ساعدني وشجعني من الأهل والأصدقاء لإنماء قابليتي، كما اشكر جريدة (صوت بخديدا) لتسليط الضوء على أعمالي ومسيرتي الفنية وكذلك تسليط الضوء على فناني بخديدا، مني لكم جزيل الشكر والتقدير.
|