الدوّار (الديوره)
مهنة شعبية قديمة في بغديدا
من أجل الخدمة والمهمة المعهودة في هذا المكان أو ذاك ورغم التعب المضني لأجل الحصول على الرزق المادي والعيش الرغيد نرى الإنسان برحلاته المتنوّعة يتجوّل في مرابع السهول والوديان والجبال والهضاب حاملاً كمّياته القليلة من المواد مقارنة بالذي يحمل في وقتنا الحاضر عن طريق السيارات والقاطرات والطائرات وغيرها من وسائل النقل الأخرى، ونرى من جهة ثانية رغم الظروف الجويّة القاسية من برد قارص وحرّ شديد كان الدوّار (الديوره) يتحمّل عناء السفر ممتطياً حماراً أو بغلاً أو حصاناً مالئاً خرجه ما لذّ وطاب من المواد الغذائية والتحفيات والأواني والأقمشة والمعطّرات والأساور والمحابس. ظهرت هذه المهنة في سالف الأزمان (الديوره) كلفظة تركية أو الدوّار باللغة العربية وهي من المهن القديمة التي عمل بها عدد ضئيل من الناس في بغديدا. لصعوبة هذا العمل ولكون العامل بها يجب أن يتحلّى بالصبر والجدّية والحذر الدائم وتحمّل المشاق والخطورة. ومع هذا فالمهنة ممتعة تجعل من الفرد كثير الترحال والسفر من قرية إلى أخرى. إمتهن مهنة (الديوره) آباؤنا وأجدادنا منذ القدم، ولا يسعنا في هذا المجال إلاّ أن نذكر أحدهم وهو السيّد عزو إيشوع ككّا (مواليد 1933) من خلال اللقاء الذي أجريناه معه: لنتعرّف عن كثب على هذه المهنة سألناه بعض الأسئلة فكان لنا معه هذا اللقاء:
· متى بدأت بالعمل في هذه المهنة؟. - بدأت العمل بها منذ سنة 1948، وتركت العمل بها عام 1972 بسبب أحداث الشمال. · أي نوع من الحيوانات إستخدمت في رحلاتك المتجوّلة؟. - في البداية إستخدمت البغال والخيول، ثمّ جاء دور السيارات والتي كنّ نسمّيها (الطرمبيل). · ما هي أهم المناطق والقرى والمدن التي زرتها وتعاملت معها؟. - كان أكثر تعاملي مع المنطقة الشمالية من العراق، وبخاصة مدينة أربيل. · هل تستطيع أن تذكر لنا أهم الأشخاص الذين إمتهنوا هذه الحرفة معك؟. - من أهمهم: ججي خوخي آلـ مسّو (الذي يعدّ أوّل من عمل بهذه المهنة في قره قوش)،الياس خوخي مسّو، صليوة شموعي، عزيز الياس يونو القس الياس، مجيد إيشوع ككّا، عزو إيشوع ككّا، قرياقوس ميشايل، يعقوب شوني، حسو منصور عيسو، أيوب بهنام أشو، يونو نعمت سعورا، كرومي جرادة، عزو بني موشي، ججو ميخا عيسو، مبارك منصور عيسو، بهنو ككّا، خضر عابوكا، خضر مخو، دانو مخو، ميخا مخو، يوسف باهي، قاقو زرا، بني زرا، إيشوع متوشا، سعيد ججي كسكو، يعقوب ججي كسكو، قريو زعبل، كوما ككّا وغيرهم لا يسعني ذكرهم الآن جميعاً. · ما هي أهم الصعوبات التي لاقتك ومرّت بك أو مع زملائك؟. - الصعوبات كانت كثيرة وغير متوقعة مثل قطّاع الطرق والسرّاق فضلاً عن برودة الجو في الشتاء وحرّ الصيف. ولذلك كنّا ننتهز فصل الربيع لحركتنا وعملنا. · وكيف كان يتمّ تبادل السلع؟ هل بعملة نقدية أم سلعة مقابل سلعة (المقايضة)؟. - كنّا نأخذ الصوف مقابل معاضد اليد والمحابس والأساور والسكاكين والزناجر وغيرها. وهناك مقايضة سلعة بسلعة أخرى مثل تبادل حنطة مقابل حبّة الخضرة أو الزبيب أو السمّاق أو الجوز والبلوط وفي بعض الأحيان كنّا نشتري البضاعة مقابل المال.
المصادر :- - كتاب قره قوش في كفة التاريخ – الأستاذ عبد المسيح بهنام القس موسى - جريدة صوت بخديدا – العدد 7 / 2004 تحقيق مصور - لقاء مع الكاتب فرج الياس أشو - كتاب التراث الشعبي في بغديدا/ الجزء الثاني – للكاتب والباحث بولص إسحق بربر
|