خراف وذئاب
اذهبوا فهاءنذا ارسلكم كالحملان بين الذئاب . لاتحملوا كيس دراهم ولا مزودا ولا حذاء ولا تُسلموا في الطريق على احد واي بيت دخلتم فقولوا اولاً : السلام على هذا البيت فإن كان فيه ابن سلام فسلامكم يحل به والا عاد إليكم . لو 10 /3 ان هؤلاء الحملان هم المؤمنين بالمسيح اله السلام والحب ليسوا حملان معدة للذبح والافتراس وهي تنتظر الجزار ليذبحها قرباناً لاله القتل ، انهم حملان الوداعة والحكمة والتواضع كراعيهم الصالح حمل اللـه الحامل خطايا العالم ذلك الذي بلا عيب ولا شائبة . فيقول لاتسلموا في الطريق على احد لان كلمتكم تسقط بجانب الطريق ثم يأتي ابليس فينتزع الكلمة ولكن ليس كل واحد يقبل سلامكم الا ابن السلام فعندما يقبله يحل السلام به والا عاد اليكم . خراف بين ذئاب منظر مرعب جداً لان ذئب واحد عندما يرى قطيع الغنم يصيبه الجنون فيهجم ليفترس ولما يذق الدم ويشم رائحته يفقد السيطرة فيهجم ليفترس القطيع باكمله فيعض وينتقل الى الاخر وهكذا ذئب واحد يمزق اجساد القطيع المسالم الذي ليست حياته مبنية على القتل والثأر والانتقام . وهنا سؤال يفرض نفسه : هل المسيح الراعي الصالح المحب يرسل اولاده كحملان بين الذئاب المتوحشة ذات ضراوة وقسوة لتفترسها ؟ نعم هي كذلك ولكن هو الراعي الساهر على القطيع يحرسها ويحفظها ويعطيها القوة لتنشر السلام وتزرع المحبة في كل مكان وتجعل من الارض الجرداء الموحشة ارضاً خصبة خضراء وخير مثال لنا الرسل الاثني عشر والذي تبعهم بشروا الامم وحولوها من ذئاب كاسرة الى حملان سلام من عبادة الاصنام الى محبة المسيح وعشق المحبة والسلام . تلك الحملان الاولى غيرت طبيعة الذئاب المفترسة الى اخوة لهم يعملون في حقل الرب . ان الحملان هم من يعملوا بكلام المسيح ويتسلحوا به وهنا لا يستطيع الذئب ان يفترسه لان من يحرسه يقتل الذئب ويسقطه في الهاوية . قد لا يعجب هذا الكلام شخص ما فيذكر لنا قصصاً حقيقة لذلك تخالف هذا الكلام وانه قد يكون محقا في كلامه ولكن هولاء الحملان التي افترسها الذئب هم شهادة حق لبني البشر ليتعرفوا بها على الحق مهما طال الزمن ولتكن صورة كذلك الذي عُلق على الصليب صامت مهان مرذول ويهزأ به كل من مر وعبر ونظر والذئاب تعوي وهي تحيط الصليب خائفة منه ترتجف من زلزلت الارض التي هم واقفون عليها والفزع قد ملأ قلوبهم عندما اظلمت الدنيا لان الشمس اختبأت عندما رأت خالقها معلقأ على عود الصليب وهو خالق المسكونة ابن الاب الازلي ذلك الراعي للخراف . لا تضطربي ايتها الخراف من عواء الذئب مهما صار عالياً فصمت الخروف يعرفه الراعي الوديع وكم وكم خروف سطع نجمه في سماء البشرية والانسانية اراد ان يخدمها من نور وهب له من رب السموات ليطرد الظلام والجهل والتخلف والطغيان فكانت الذئاب له بالمرصاد كافئتهم بالقتل والاعدام والشنق وتقطيع الاوصال والحرق قد يقول قائل : ان لم تكن ذئباً اكلتك الذئاب وهنا بيت القصيد في عالم الغابة لا قانون حكيم ولا شرع سليم ولا حرية منحت من الله ولايوجد الا تعريف واحد للحياة وهي التسلط الاعمى للاقوى الذي ليس له الرحمة وحتى ان كان في اسفل درجات الجهل فالسارق والقاتل والمرتشي والغاصب وكل ما يُنسب الى الشر من مفاهيم وهنا نريد ان نعرف كيف تكون الحياة اليوم انت قوي ولكن الغد ينتظرك بان من هو اقوى منك اتٍ فما هو مصيرك ومصير الاخرين الاشرار ولنا في التاريخ خير مثال . "إياكم والانبياء الكذابين فإنهم يأتونكم في لباس الخراف وهم في باطنهم ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم ، أُيجنى من الشوك عِنبٌ او من العليق تينٌ ؟ كذلك كل شجرة طيبة تُثمر ثمارا طيبة والشجرة الخبيثة تثمر ثمارا خبيثةً . فمن ثمارهم تعرفونهم " . متى 7 / 15 ـ 20
خالد داود 15 / 1 / 2010
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|