|
بيضة الديك
حكي في قديم الزمان ان ملكا كان له وزيران احدهم كان متكلما بلباقة ، حيالا يصطاد الفرص لينافق امام الملك، فالملك رقاه واعطاه ميزة وهي ان يلبس الارجوان والخاتم اما الوزير الاخر فكان يعمل باخلاص واجتهاد ليرفع من شأن المملكة ويخدم الشعب بكل طاقاته ، كان صادقا في تصرفاته واقواله لاينحني الا للحق والعدل .
فطلب يوما من الملك ان ينصفه ويعدل له بأن يسمح له لبس
الارجوان والخاتم ايضا كالوزير الاخر. فقال له الملك انني سأُحقق لك امنيتك عندما يبيض الديك بيضة، فضحك الوزير في قرارة نفسه وسخرمن هذا الكلام ومرت الايام والوزير يحلم وكما نعرف من حق كل انسان ان يحلم وها نحن شعب نحلم منذ اجيال ان ننال حقوقنا ولكن ابسط الحقوق لازالت بعيدة عنا جدا واما الواجبات الملقاة علينا اكثر ممن يساكننا الوطن من ابناء الشعب ، وهنا سؤال يفرض نفسه ونحن نسأل المنادين بديمقراطية الحقوق والواجبات، اهذه هي اليمقراطية؟ اتشكي انت من ان حقوقك سُلبت سابقا وتريد اليوم ارجاعها ولكن يتم ذلك على اساس سلب وغبن حقوق اخوتك ؟ تتباكى وتتشكى وتدعي انك ستدافع عن حقوق الجميع وتطالب بالمساواة وتخرز خنجرك من الخلف في الخاصرة ما هذا؟ اقليات... اقليات... اقليات كلمات مفرغات من معنى المواطنة غاياتها التهميش وعدم المساواة، رموز للمذلة والهوان. اقلية كلمة عثمانية عنصرية بواسطتها تمكنت من السيطرة على البلدان باسم الدين وسلب حرية الانسان وحقوقه في الحياة. اسنبقى نحلم، ام نستجدي حقوقنا من الملك الذي لايهمه الا الاستغلال والاستعباد لاننا لانسايره رغباته وشهواته ام كيف نستطيع تحقيق غاياتنا بنيل حقوقنا كاملة ونحن نسير في اتجاهات متعددة والتفرقة تمزق اوصالنا؟ ومتى سنكون يدا واحده ونرفع صوتنا ليسمعه العالم من حولنا بعد ان اصبح قرية صغيرة بفضل عالم الاتصالات فيقف بجانبنا كل انسان مؤمن بالحقوق الانسانية باستثناء دينه وقوميته ولونه وهم كثيرون في العالم عامة وفي الوطن خاصة لان الضمير الذي زرعه اللـه في نفوس البشر يعمل على محاسبة الذات ويحرم سرقة حقوق الغير، المادية والمعنوية. فتنمو بذور الحياة المزروعة في باطن الضمير وتشق الارض الصخبة التي كستها الاجيال من املاحها وظلالها القاتمة وترقص رقصة الخروج من سجن التخلف وتحير العالم لمخزونها من الابداع الانساني والنخلة والزيتونة وحمامة السلام تزاحم الراقصين احباب الحياة ولايستطيع مخلوق بعد ذلك بزرع الموت والشر في ارض سومر وبابل واشور واور ونينوى وميسان وجبالها واهوارها او ماهو الاختيار الاخر؟ الهروب والانتقال الى المجهول وهذا ما يسعى له المغتصبون فهم يتربصون من جميع الجهات ليسلبوا الارض والبيوت وينهبوا الموارد وتعب من سقى الارض بدمه وعرقه والمسؤولون عن الحماية قد اغمضوا عيونهم واغلقوا اذانهم فهم لايرون ولا يسمعون. ام نبقى نحلم ببيضة الديك ؟ وقد يبيض الديك بيضة، ويصدر امرمن محكمة اغتصاب الحق والعدل باعدام الديك والبيضة وبذلك نخسر كل شئ حتى حق الحياة باتعس حالاته ويصير نصيبنا في خبر كان ويكون حكم ثاني في تاريخ المحاكم لسابق حكم صدر من محكمة سويسرية في مدينة بال عام 1474 م حيث اصدرت حكما باعدام الديك والبيضة لان هذا العمل جاء مناف للطبيعة ومضاد لحقوق الدجاجة.
7 / 10 / 2008
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|