شع نور من ابن المحروك
الى المرحوم الشهيد رديف هاشم يوسف المحروك
كيف يبدأ الانسان يكتب كلمات وهو في عمق بئر الظلام ، كيف يتعلم ويتنور ويريد ملك جهل الظلام ان يسجنه في قمقم الجان ،انسان سلاحة القلم وريشته للالوان وعكازه القصبة الفارغة للخط والرتوش ، ايمانه الحب والسلام والتأخي مع اخيه الانسان ابن آدم جد الجميع شباب وشابات يتطلعون لمستقبل الحياة لبناء البلد والوطن كأجدادهم منذ بدء الزمان ، يخدمون ويعلمون ويرفعون البنيان ، يصارعون الزمن وهم دائما ضحية في معركة الاضطهاد رحمك اللـه ايها الشهيد رديف هاشم يوسف المحروك ( شهيد الطلبة) نعم شهيد طلبة العلم والمعرفة لا في بغديدا فقط بل في كل العالم. ايها الشهيد اعطيت لمن لايعرف معاني اسمك المعنى الحقيقي له ، وليس هذا افتخارا لك فقط ولكن لمن اعطاك ومنحك الاسم والنعمة لتحمله وتموت مستشهدا من اجل اسمه الذي وسمت به بالمعمودية بالمسيح ، مُتَ مع المسيح وستقوم معه ، اسمك رديف واذا فتشنا في القاموس السرياني عن معنى اسمك لسرد لنا الاتي ܪܕܦ ـ ܪܕܝܦܐ ـ ܪܕܘܦܝܐ ـ 1ـ ردف ، لحق ، تبع 2ـ اضطهد مُضطَهَد 3ـ طرد ، نفي ، ابعد 4ـ ادرك ، ساعد ، اعان 5ـ جد " اثره"ـ حاول " ان يفعل"ـ اجتهد ـ سعى ـ حَمَلَ " وكر" 6 ـ ازداد ـ كثر ـ تراكم 7 ـ ساقَ ـ اركض ـ اسمك مُضطهد ومنفي لانك تحمل اسم المسيح " تُضطهدون من اجل اسمي" ، انت رديف ككل مسيحي يقاسي الاضطهاد والنفي والطرد من مكان الى مكان اخر والتاريخ يشهد ،( تقرأ كتاب تاريخ ميخائيل الكبير ام تقرأ كتاب تاريخ ابن العبري ام تقرا نكبات النصارى ام تقرأ ... وتقرأ كثيرة كتب التاريخ ،ام تسمع الاجداد والاباء يحدثونك ويقصون عليك قصصا تتدمع العيون دماً ،ان سكت التاريخ فالاحداث يراها الانسان وهي حقيقة امامه لاتحتاج الى براهين وشواهد) كُتبت حروفه بدم الشهداء المسيحين في جميع العصور منذ بدء المسيحية صفحات ويتبعها صفحات والزمن مستمر طالت عصور الاضطهاد وبمختلف الوسائل والطرق على مدى الايام ، حياة كلها ازمات وصراعات الشهوة والسيطرة وسلب الاخر ابسط اسس الحياة والانسان الذي يحب السلام وسط هذا الصراع ضحية سهلة فكل من يسيطر يفرغ سمه كالحية تنفذ سم الحقد والبغض والانتقام ، والمسيحي المؤمن برب السلام يترجى من المسيح ان يقف هذا الاضطهاد. متى يقف ؟ ومتى ياتي السلام ؟ ان رجاءنا بالمسيح يزداد قوة يوم بعد يوم ونتشجع بالامل القادم
اخي العزيز المرحوم الشهيد رديف ان الكلمات لا تكفي لذكراك ولا تف اسطر الكتب ان تتحدث عن شهامتك ، صرت ساعيا كالجندي في معركة الشرف والمجد تتحرك بين الطلاب وكأنك في جبهة القتال( مع الشر) لتساعد وتعاون اخوتك فصرخت باعلى صوتك ان يبتعدوا من الشر المحدق بهم وحاولت وسعيت بالكرِ مرات تنادي وتمنع ان تتقدم الباصات الى جهنم النار ، اخوتي الحذر والحذر وانت مندفع من الاحساس المنبعث من روحك النقية ، فبذلت نفسك من اجل الاخرين ما اعظم هذا الحب وانت تقلد ربك وفاديك الذي رفع على الصليب ، استشهدت من اجل ان تنقذ الاخر تمنطقت بالموت الجسدي لتمنح الحياة للاخرين وليعيشوا وانت في خيالهم وافكارهم وذكراك مصورة امام عيونهم ، هذا هو الايثار بالنفس وباعز ما يملك الاهي الحياة الجسدية ويعطي نسمة الحياة لاحباءه صرت شمعة امام الصليب واحترقت كضحية لتنير الدرب لاخوتك بالايمان بعملك الفدائي شهم بقامته يقف بشجاعة الابطال اما جريمة العصر ليبعدها عن احبائه ، انها جريمة الاضطهاد وسحق الحريات بانواعها والحقوق بصورها المختلفة والعالم يعيش في عصر الثقافة والمعرفة وينادي بالحرية والمساواة والتأخي لماذا هذا الاضطهاد؟ لماذا القتل؟ ولاسيما الابرياء والضعفاء ومحبي السلام ومجردي السلاح. لماذا السلب والنهب والغدر؟ اما زلنا في عصور الانسان القديم عصور الجهل والظلام لنعود الى العقل الانساني ونشبعه بالمحبة وتربية الاخلاق ليعطي ثمار السلام فيزدهر بلدنا في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية ، ما هذا الرفض والعداء في الانسان لاخيه الانسان ولماذا استعمال العنف والسلاح بدلا من الاقناع بالعقل والوصول الى السلام بالعدالة والاستقامة حيث يتساوى الجميع في الانسانية وفي كل شئ يخصها، نناشد البشرية في كل بقاع العالم ان تعمل من اجل مساعدة هذا الشعب المسيحي المضطهد والمُهجر من مكان الى مكان ليعيش بسلام والوقوف الى جانبه في سبيل الحياة الامنة. الرحمة من رب المراحم يسوع المسيح للشهيد البطل رديف هاشم يوسف المحروك الراحة الابدية اعطه يارب ونورك الدائم فليشرق عليه الرحمة لجميع الشهداء في كل زمان ومكان الشفاء العاجل للجرحى والمتألمين نطلب من الرب ان يمنح السلام لجميع بني البشر
خالد داود 8/5/2010
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|