الانبياء وآلام
المسيح
ان الرب
القوي المالك على كل شئ وضابط الكل في كل مكان وزمان يتصرف
بمخلوقاته، فهو الذي ابدع المخلوقات من العدم الى الوجود وصنع
الكائنات بكلمة من فيّه لانه له القدرة على كل شئ ولكن ما يستحق
الانذهال ويستوجب العجب ان هذا الاله السرمدي يخضع من تلقاء نفسه
الى ان يتجسد ويصير انسانا ويسكن بين البشر ويشاركهم كل ظروف
الحياة ويتحمل حكم الموت والعذاب والالام، انه سر عجيب يُُدهش
السماء والارض ومن شأنه ان يخلق عند الانسان شكوكاً يهز ايمانه
ولكن عند التحقيق في الكتاب المقدس بعناية ونرى الكثير من الآيات
التي تنبئ عن كل ذلك وعن قوته الالهية ونقتفي اليوم آثار المسيح في
اخباره عن الآلام والموت على الصليب ثم تتوج بالقيامة في قرأات من
العهد القديم من اسفار ونبوات الانبياء :
1 ـ دخول
المسيح الى اورشليم يوم احد السعانين
إبتهجي جداً
يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا مَلِكُكِ آتيا إليكِ
باراً مخلصاً وضيعاً راكباً على حمار وعلى جَحشٍ ابن أتان. زكر 9/9
متى 21/4ـ10
، مر 11/1 ـ11، لو19/29 ـ40 يو 12/12
هوشعنا ، تبارك الاتي باسم الرب.
مز 118/ 26
2
ـ سر
القربان وذبيحة العهد الجديد
لانه من
مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم في الامم وفي كل مكان تقتروتقرب
لاسمي تقدمة طاهرة ،قال رب القوات ملا 1/11
متى 26/26 ،مر14/22، لو22/14
3
ـ
تسليم يهوذا لربه وثمن بيعه
وحتى صديقي
الحميم الذي اتكلت عليه فأكل خُبزي، هو رفع عليَّ عقبه
مز41/10
فوزنوا
أُجرتي ثلاثين من الفضة زكر 11/12
متى 27/3
ـ10 "فتم ما قيل على لسان النبي ارميا18/2، 19/1 ، 3/6ـ15 :
واخذوا
الثلاثين من الفضة وهي ثمن المثمن ثمنه بها بنو اسرائيل وادوها عن
حقل الخزاف هكذا أمرني الرب
وهنا جمع
الانجيلي متى كلاما للنبي ارميا وكلام للنبي زكريا وذلك للتوسع في
المعنى لما للكلام من صلة
مر 14/45، لو22/47 ،يو18/2
4 ـ تفرق
الرسل
إضرب الراعي فَتَتبدَّد الخِراف
. زك 13/7 ، متى 26/31
5
ـ
اتفاق الامم واليهود في الحكم على المسيح وشهود زور
شهود عُنف
عليَّ يقومون ويسألوني. مز 35 / 11
متى 27/ 57 ـ66،مر 14/53ـ64 ،يو
18/19
6 ـ جَلده
وما قاساه من الهوان في دار قيافا
أسلمت ظهري
للضاربين وخدي للناتفين ولم أستر وجهي عن الاهانات والبصاق . اشعيا
50/6
متى
26/67ـ68 ،مر 14/65 ،لو 22/23
7ـ تسميره
على الصليب
كلاب كثيرة
أحاطت بي زمرة من الاشرار أحدقت بي،
ثقبوا يديَّ
ورجليَّ. مز22/17 ،
طُعن بسبب
معاصينا وسُحق بسبب آثامنا ،نزل به العقاب من اجل سلامنا وبجرحه
شُفينا .اشعيا 53/5
ما هذه
الجراح في وسط يديك؟ هي التي جُرحتها في بيتِ مُحبيَّ. زك 13/6
متى 27/35
8
ـ
استهزاء اليهود به وهو على الصليب
أما انا
فدودةٌ لا انسان ،عارٌ عند البشر ورذالة في الشعب،
جميع الذين
يرونني يسخرون بيَّ ويفغرون الشفاه ويهزون الرؤوس.
مز 22/7،8
فإن كان
البار ابن اللـه فهو ينصره وينقذه من ايدي مُقاوميه، فلنمتحنه
بالشتم والتعذيب لكي نعرف حِلمه ونختبر صبره ولنحكم عليه بميتة
عارٍ فانه سيفتقد بحسب اقواله. حكمة 2/18ـ20
متى 27/39ـ44 ،لو 23/35
9
ـ
سقيه الخل والمر
جعلوا في
طعامي مرارة وسقوني في عطشي خلاً. مز 69/22
متى 27/34
،مر 15/23 ،لو23/36 ،يو 19/29
10 ـ اقتسام
الجند لثيابه واقتراعهم على لباسه
يقتسمون
بينهم ثِيابي ويقترعون على لِباسي. مز 22/19
متى 27/35
،مر15/24، لو23/34،يو 19/23ـ24
11ـ
مناداته للرب
الهي إلهي
لماذا تركتني؟ مز 22/2
إيلي إيلي
لَمَّا شبقتاني. متى 27/46
انه صرخة
تعبر عن الشدة فهي موجهة الى اللـه ولكن في المزمور 22 ينتهي بصلاة
ثقة وابتهاج بالظفر فيقول في نهاية المزمور
يُخبرون
بالرب الجيل الذي سيأتي ويبشرون ببره الشعب الذي سيولد : لانه قد
صنع صنيعاً.
وقد وصف
اشعيا النبي كل الام المسيح وصفا شاملا فجميع هذه النبوات المتفرقة
فقال :
هوذا عبدي
يُوفق يتعالى ويرتفع ويتسامى جدا ، كما أن كثيرين ذُعروا في شأنك
هكذا لم يَعُد منظره منظر أنسان وصورته صورة بني آدم هكذا تنتفض
أُمم كثيرة وامامه يَسُد الملوك افواههم لانهم رأوا ما لم يُخبروا
به وعاينوا ما لم يسمعوا به.52/ 13ـ 15
من الذي آمن
بما سمع منا ولِمَن كُشفت ذراع الرب. فانه نَبَتَ كفرع أمامه وكأصل
من ارض قاحلة ، لاصورة له ولا بهاء فنظر إليه ولا منظر فنشتهيه.
مُزدرى ومتروك من الناس ، رجل أوجاع وعارف بالألم ومثل من يُستر
الوجه عنه مُزدرى فلم نَعبأ به. لقد حَملَ هو آلامنا واحتمل
أوجاعنا، فحسبناه مُصاباً مضروباً من اللـه ومُذللاً،طُعن بسبب
معاصينا وسُحق بسبب آثامنا، نزل به العقابُ من اجل سلامنا وبجرحه
شُفينا، كُلُنا ضللنا كالغنم كُل واحد مالَ الى طريقه فألقى الرب
عليه إثم كُلنا، عُومل بقسوةٍ فتواضعَ ولم يَفتح فاهُ كحملٍ سيقَ
الى الذبح كنعجة صامتةٍ أمام الذين يَجزونها ولم يفتح فاةُ،
بالاكراه وبالقضاء أخذ فمن يَصف مولده، .... فجعل قَبره مع الاشرار
وضريحه مع الاغنياء.... قربت نفسه ذبيحة إثمٍ... فلذلك أجعل له
نصيبا بين العظماء وغنيمة مع الاعزاء. لانه أسلم نفسه للموت
واُحصيَّ مع العصاة وهو حمل خطايا الكثيرين وشفعَ في معاصيهم .
اشعيا 53/1ـ 12
وهنا انقل حوار من قصيدة رؤيوية
بين الرب والكاتب الملهم ويعطينا صورة للقيامة والانتصار على الموت
وتحرير المقيدين بقيوده في عمق الجحيم
من ذا الآتي
من أدوم بثيابٍ قرمزية من بُصرة هذا الذي يتباهى بلباسه ويَختال
بكثرة قوته؟ " ان المتكلم بالبر الكثير الخلاص" ما بال لباسك أحمر
وثيابكَ كدائس المعصرة؟ دُست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي
احد... وقد نَظرت ولم يكن من ينصر ودهشت ولم يكن من يَعضد فأنجدتني
ذراعي ... وانتصرت اشعيا 63/ 1ـ 5
كما قال
النبي في ذلك اليوم يكون ينبوع مفتوح لبيت داود ولسكان اورشليم
زك 13/1
ها قد بدأ
الزمن المشيحي كما يقول اشعيا 12/2ـ5
هوذا اللـه
خلاصي فاطمئن ولا افزع الرب عزي ونشيدي كان لي خلاصا وتستقون
المياه من ينابيع الخلاص مبتهجين وتقولون في ذلك اليوم
إحمدوا الرب وادعوا باسمه عَرفوا
في الشعوب أعماله واذكروا ان اسمه قد تعالى، اشيدوا للرب فانه قد
صنع عظائم ليُعرف ذلك في الارض كلها
لنتضرع للرب
الذي احب البشرية وقدم نفسه فداء لها لكي يهبها الحياة من جديد بعد
ان بُليت وعتقت ونُزعت ملابس المجد الذي لبسها الابوين الاولين آدم
وحواء ، اراد ان يغسل ادرانها ويسقيها ماء الحياة بعد ان عطشت
وصارت كصحراء يابسة وينادي آدم وبنوه لهذه الحياة الجديدة وينتصر
على الموت بالموت على الصليب وبجراحات يديه ورجليه وصدره جراحات
المحبة هي التي تعلمنا الحب وتعطينا صورة حية لها
يارب كن
معنا وفيما بيننا وانقذنا من جميع الشرور المنظورة والمستورة
ونجينا وحررنا من وطأة الخطيئة اليك نطلب يارب في كل وقت وحين
اميـــــــــــن
24/ 3/ 2010
خالد داود
يوسف
اكبس هنا
للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|