خالد داود يوسف

عيد الفنطقوسطي*

ترسل روحك فيخلقون وتتجدد وجه الارض. مز 104 /30

يوم جديد يحتوي في معناه اسرارا عظيمة فهوامتداد لاجيال، انه عيد الحصاد احد اهم الاعياد الثلاثة " الفصح ، الحصاد ،المظال" عند اليهود.

عيد الحصاد يصادف في الاسبوع السابع بعد الفصح"بعد خمسين يوم من خميس الفصح الذي هو "الفطير" ، "خر 23/ 16 "  وقد سمي ايضا عيد الجمع . وهذا صنع تذكار لقبول موسى الشريعة التي وضعت تنظيم الحياة الدينية والمدنية للشعب بعد تخلصه من العبودية في ارض مصر وهو عيد شكر للرب لانتهاء الحصاد وجمع الغلات وتقديم الخبز في الهيكل خر/ 34 /22  وكان اليهود يذهبون من الشتات الى اورشليم للاحتفال في هذا العيد، وفي هذا اليوم المنفرد حدثُ جديد وبداية جديدة في التاريخ ولنقرأ ما كُتب عن هذا الحدث في سفر اعمال الرسل

الفصل 2 / 1 ـ 21

ولما أتى اليوم الخمسين

كانوا مجتمعين كلهم في مكان واحد، فانطلق من السماء بغتةً دويُّ كريحٍ عاصفة، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه ،

وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار قد انقسمت فوقف على كل منهم لسان ،

فامتلأوا جميعا من الروح القدس،

واخذوا يتكلمون بلغاتٍ غير لغتهم،

على ما وهب لهم الروح القدس ان يتكلموا.

وكان يُقيم في اورشليم يهود أتقياء من كل امة تحت السماء.

فلما انطلق ذلك الصوت، تجمهر الناس وقد اخذتهم الحيرة،

لان كلاَّ منهم كان يسمعهم يتكلمون بلغة بلده.

فدهشوا وتعجبوا وقالوا" أليس هؤلاء المتكلمون جليليين بأجمعهم؟

فكيف يَسمعهم كل منا بلغة بلده ،بين فرثيين وعيلاميين وسكان الجزيرة بين النهرين واليهودية وقبدوقية وبنطس وآسية وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية المتاخمة لقيرين، ورومانيين نزلاء ههنا من يهود ودخلاء وكريتيين وعرب؟ فإننا نسمعهم يحدثون بعجائب اللـه بلغاتنا"

وكانوا كلهم دهشين يقول بعضهم لبعض:

" ما معنى هذا" على ان اخرين كانوا يقولون ساخرين:

" قد امتلأوا من النبيذ.

فوقف بطرس مع الاحد عشر، فرفع صوته وكلم الناس  قال:

" يارجال اليهودية ، وانتم أيها المقيمون في اورشليم جميعا اعلموا هذا واصغوا إلى ما اقول، ليس هولاء بسكارى كما حسبتم فالساعة هي الساعة التاسعة من النهار ولكن هذا ما قيل بلسان النبي يوئيل:

سيكون في الايام الاخيرة، يقول اللـه أني افيض من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما وعلى عبيدي وإمائي ايضا أُفيض من روحي في تلك الايام فيتنبأون .

واجعل فوقا أعاجيب في السماء وسُفلا آيات في الارض دما وناراً وعمود دخان ،فتنقلب الشمس ظلاما والقمر دما قبل ان يأتي يوم الرب اليوم العظيم المجيد فيكون ان كل من يدعو باسم الرب يخلص .

هذا الحدث كُتب ليحكي  لنا عن ولادة الكنيسة و يريد الكاتب ان يضع مؤلفا تاريخيا حول بدايات الكنيسة ومع هذا علينا ان لا نقرأه كمجرد اخبار تاريخية

ان هذة الكتابة عن العنصرة تحدثنا عن الرسل وهم في الداخل مجتمعين ولكن سكان اورشليم في الخارج يحتفلون وقد اجتذبهم الدوي في الخارج

كما ان تصوير المشهد بالوصف الكلامي للالسنة النارية التي حطت على الرسل حيرت الرسامين على ممر العصور فتأثروا بنقل الصورة مجسدين الالسنة النارية بدقة بالغة يصعب علينا معها ان نتخطى الصورة لندرك الحقيقة ومعناها

بالاضافة الى نقطة اخرى الا وهي موهبة " التكلم بلغات غير لغتهم"

الا هي عطية اللـه للتكلم بما يوحي الروح لهم بلغة السامعين وليس هناك لغة واحدة بل سيعلن الانجيل والبشارة الى كل شعب بلغة بلده وبعدهذا سيستطيع جميع شعوب الارض الممثلين في اورشليم اليوم بالحجاج الآتين من الشتات ان يسمعوا الانجيل ويصلهم من خلال ثقافتهم الخاصة

" روح التكلم السنة نارية هبطت على الرسل ( ان اللسان يجعل الفم ان يتكلم)

السنة الروح القدس الذي بحرارته هرب الصمت الاخرس من الرسل بالسنة نارية كسر الروح القدس الخوف من التكلم وهربه من الرسل وطرد الصمت من السنتهم بالالسنة" افرام السرياني من اناشيد الايمان.

ان ولادة الكنيسة التي تم انتشارها فيما بعد لم تكون من صنع اولئك الرجال المختبئين في العلية" الكنيسة" خوفا من اليهود بل ولدت من روح اللــه كما ولد الشعب الاسرائيلي القديم من اللـه ، لا من موسى وهنا نفهم من الحدث توضيحا باستمرارية التدبير الالهي بربط ما حدث بين ولادة الكنيسة والشعب الاسرائيلي.

ان يوم العنصرة تتويج للفصح هو يوم ولادة شعب اللـه الجديد وهو سيجمع البشرية باسرها ،دعوة الى اليهود والامم قاطبة لتقبل الروح القدس لكل انسان لينال هباته المتنوعة والنعم الممنوحة له والتي تحققت من خلال تجسد ابن اللـه وصلبه وقيامته وصعوده الى السماء وجلوسه عن يمين الاب ابيه .

 اي كنيسة المسيح المؤتمنة على مواعيد اللـه.

الشعب الجديد هذا رافق ولادته كما في سيناء ، نار ودويّ وزلزلة ارضية

كما تبرز في وصف الحدث جميع عناصر الوصف المقتبسة من التقاليد الكتابية ودور الروح القدس ، فمن الروح تنبثق الشمولية في الكنيسة فقد تحول الرسل فجأة وجذريا بفعل تدفق الروح في قلوبهم الى مرسلين متحمسين لنشر الكلمة بين الشعوب لقد تعمدوا بالروح القدس وصار لهم سلاح جديد ليس سيفا او حربة اوجيشا بل مواهب الروح القدس المتعدده فمنحت لهم القوة والفهم والحكمة والنبوة والمشورة والحضور الاكبر في ولادة الجماعة المسيحية

"ثمر الروح هو المحبة، الفرح، السلام، الأناة، اللطف، والصلاح، ، الامانة، والوداعة ، والعفاف" بولس غلاطية 5 /22

ان الذين آمنوا صاروا قلبا واحدة ونفسا واحدة بل كان كل شئ مشتركا بينهم والرعاة هم الخدم لهذه الجماعة خدام اسرار يسوع المسيح وشعارهم كلام المسيح " من اراد ان يكون كبيرا فيكم فليكن خادما ، ومن اراد ان يكون الاول فيكم فليكن لاجمعكم عبدا لان ابن الانسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس " مر 10 / 42 ـ 45

 فكان الرسل والمرسلون للخدمة يتحملون المخاطر والصعوبات والتى سوف  تتعرض لانتشارالكنيسة ووحدتها بسبب معارضة السلطات الدينية اليهودية  واتساع الخدمة الرسولية في بقاع ومساحات جغرافية .

ولكن ما من شئ يقدر ان يعرقل انتشار الكنيسة الى اقاصي الارض ، حتى ولا أعنف الاضطهادات ، لان روح اللـه الذي حل على الرسل في يوم الكنيسة الاول سيواصل عمله في رسل المسيح الى نهاية العالم .

نتضرع  للاب والابن والروح القدس الذي حررنا من العبودية ودعانا الى الحرية ورفع عنا ثقل الخطايا النتنة وكأنه خلقنا خلقة جديدة ان يقودنا في هذه الايام في الخدمةالمشتركة للانجيل وتكون اعمالنا شهادة لنا باننا تلاميذ ليسوع المسيح وعلامة لمحبة اللـه للانسانية ليزهو جمال الكنيسة في كل العالم ويعم السلام ويهرب الظلام من الارض.

" هلم أيها الروح القدس ، واملأ قلوب مؤمنيك واشعل بهم نار محبتك"

امين

* اسم العيد ـ المرجع روعة الاعياد ـ الاب منصور المخلصي

العنصرة تعود الى كلمة آرامية " عصرتا ـ الختام" حسب الاب شيخو

اوالى لفظة عبرانية "عشرتا ـ الاجتماع" او الى لفظة اخرى عصرت ـ العيد

في العهد القديم عيد الحصاد ـ جمع الحصاد خر 23 /16

عيد البواكير  لاويين 23 /17 ، عيد ابكار حصاد الحنطة خر 34 /22

عيد الحزمة الاولى  لاويين 23 /10

عيد الاسابيع السبعة  تث 16 /9 ـ 12 ، عدد 28 /26 ـ 30

تذكار نزول الشريعة في جبل سيناء خر 19 /20

في المسيحية عيد حلول الروح القدس على التلاميذ المجتمعين في العلية

عيد الروح القدس ـ عيد الوحدة المسيحية ـ عيد الثالوث الاقدس

يوم الرب ــ اثناسيوس الاسكندري

احد الكمال للخمسين ـ جدول القراءات السريانية القديم

الاحد الوردي   او العيد الاخضر

عيد البندكستي ـ اليونانية

عيد الفنطقوسطي  ـ السريانية

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد