قال... لاجديد تحت الشمس كان حديثا شيقا بين شيخ قد عجنه الدهر وترك بصماته على كل مساحة صغيرة من جسمه فالوجهه الذي هو رمز الصورة تراه منسوخا لوجه الارض بجبالها ووديانها وبحارها فكل خط قد رسم بدقة وفرشة الزمن مرت عليه مرات ومرات حتى هدلت الالوان من كثرتها فكل يوم اضافة وتراه يقول : حبيبي لا جديد تحت الشمس صار الصباح وجاء المساء واعتمت الدنيا وطال الليل وعيون القمر توارت بين السحب السوداء ومرت الذكريات كزغة مطر كعيون باكية واذا بالشفاه تبتسم لمرور نسمة هواء مرت بسرعة البرق في ايام الربيع وكانه مخطوفة بيد شبح الزمان لتمرفي الطريق ولو للحظة عبور في وادي الصعاب المتزاحمة على مدى الايام ، اليوم كالبارحة كان اللقاء مع نفس الاشخاص وفي ذات المكان عينه والكلام مَلَ من كثرة تكراره وحتى الكراسي تكسرت من نبراته العالية، ازدحام في الافكار وتضارب في الاراء تشد من الاعصاب الى ان تقطعت الاوتار وصار صوت النغمة نشاز وغير متلائم بوفاق، ولكن شرب فنجان شاي من يد ذلك الانسان الذي يتحرك بين الموائد وكأنه اللولب المحرك في ماكنة ساعة الايام التي تطحن القادم والمار وتستقبل كل يوم الاطفال فنجان شاي معطر بانفاس الحنان والبساطة يريح اعصاب متشابكة منهكة وكانها شليلة غزل بيد نساج يفتش عن رأس الخيط الضائع والمختبئ بين امواج الخيوط ومتى نعثر على رأس خيط في كرة من خيوط لفت على بعضها وقد لعب بها عث قديم كان يقضي ايامه بين جنباتها يأكل ويتغذى ويطير للحظات ليهوى بين الكرات الاخر لكي تدفئ بيضه بحرارة غزل الصوف لتستمر دورة حياته ، حبيبي نجاحات وارباح وخسارات ، افراح واحزان ، ولادات وامراض وموت ، صور عديدة في تكرار مع الايام. آه ما هذه الكآبة انه الموت لقادم لا محالة وانت مع المائتين منسيا، أترى ذلك البيت الجديد وكأنه قصر ايام زمان، كان البارحة يسمى بيت ابو فلان واليوم صار بيت الميت قُم يا حبيبي لنذهب و نعزي اهل الدار......! ماذا الجديد الذي تراه على ما تعرفه من عتيق؟ لا جديد تحت الشمس. حبيبي كفى ... لقد قسيت عليَّ كثيرا في كلامك وقيدتني بهمومك المظلمة فدعني أكلمك ببعض الكلمات قد تعطر الجو وتجدد الامل ، انت تكلمت على البارحة من وجهها المظلم فالبارحة كنت انا مرميا على مزبلة نتنة وقروحي تنزف آلما واذا بنور شع من بين القبور واحيا ني واحيا معي المائتين على مدى الدهور، فرُفعت الى الاعالي وغُسلتُ بماء الزوفى ومسحت بزيت البهجة ودعيتُ الى مائدة عظيمة ، زادها جسد نوراني وشرابها دم زكي فانتعشت نفسي وتجدد جسدي ، فكانت ولادة جديدة في يوم جديد كل ما اراه يغلب عليه لون البياض والنقاوة وصار ذلك العتيق ورائي وكل خطوة اخطوها آملا جديدا يقترب من نور عيني بعد ان زالت عنها غشاوة ملل الايام، وبعد ان كان الرجاء فيَّ قد مات، امتلات من روح القوة والحكمة فصار الامل حقيقة ملموسة في طريق لا نهاية له وكل يوم جديد مع نور لم تره عين ولم تسمع به اذن بشر، حياة جديد ومتجدده في القلوب والنفوس ينيرها شعاع نور جديد من شمس البر. نور شع من بين القبور فأنار العالم على مدى الدهور . خالد داود يوسف 14 / 4/ 2009
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|