بعني اليوم بكريتكَ* تكوين 25 / 30
طلب قاسي كقسوة الموت لسلب حق وبرضى المالك، طلب اخ لأخيه تؤامه عاشا متعانقين تسعة اشهر في البطن سويةً كان عقبه ويريد الاستحواذ على كل شئ. إنه كلام قديم جداً وبصيغة الطلب والخداع ليحل محله ، ولكن هكذا طلب موجود الى الان وبصيغ متعدده ومتنوعة ومختلفة وقد يكون بكلام معسول او بالحيلة والخداع وفي بعض الاحيان يكون بالقوة مهددا بسلاح الموت الجسدي المتعدد الاشكال والانواع في هذه الايام، ونحن نعيش في زمن مضطرب تسيطر عليه القسوة والظلم والفساد في كل مكان منتشراً بين ابناء البشر كانتشار النار في الهشيم كالغدر والكذب والاحتيال والخداع ..... الخ . لذا وجب علينا ان نكون حذرين ومحافظين على الكنز التي تملكه نفوسنا وقد وهبنا اياه اللـه منذ بدء الخليقة عندما منحنا الحياة وزرع نوره في عقولنا ونفوسنا لنرث الحياة الابدية. عندما نكون في حالة النعمة نشترك معه في الطبيعةالالهية لانه خلقنا على صورته ومثاله فتحل علينا روحه وتسكن فينا روح الحكمة والفهم والمشورة والقوة. انها روح الحياة بكل معانيها وهي هبة وعطية من الخالق لكي نتحد معه . فعندما يكون المسيح معنا والروح القدس فينا والاب غايتنا يصير لنا القدرة في تحقيق مشيئته في ذاتها. ولكن اذا كنا غافلين ومهملين لنعمة النور الممنوحة لنا والغباوة وظلام الجهل مسيطر علينا فنقول مع عيسو " ها نذا صائر الى الموت فمالي والبكرية" واذا بالسارق الخاطف الكنز يرقص ويصدر آمراً اقسى من الاول " احلف لي اليوم " وعندما نستخف بالبكرية ونحلف ونبيع بكريتنا كنزنا الموهوب لنا من اعالي السماء ونخسر كل شئ وعلى ماذا على اكلة عدس بارد بدون ملح !. لا يستطيع احد في هذه الدنيا ان يسرق او يسلب البكورية منا الممنوحة لنا من اللـه اذا لم نتنازل عنها...... وآسفاه للتنازل عن الحق والنور الساكن فينا . وآسفاه للخسارة التي لا تعوض بعد سرق البكورية على غفلة وبقناعة الخاسر لها. وهنا كان عدم وجود الخاسر في الحياة افضل من وجوده كقول سفر الجامعة 6/ 3 ها هو يهوذا باع بكوريته بثلاثين درهما من الفضة باع معلمه يسوع المسيح متى 21/14 وماذا حصل له اصار غنيا ؟ بالفضة والذهب هل اشبع شهوته الفاسدة؟ ماذا جنى؟ فالذي يحب الفضة لا يشبع منها والذي يحب الثروة لايجني ثمرها هذا ايضا باطل الجامعة 5/ 9 لماذا تبيع بكوريتك إذن وتسلم نفسك الى انسان اشتراك كعبد وتنسى قول من سبقوك "ما حييتَ لاتسلم نفسكَ الى احد من البشر" سيراخ 33/21 ان اللـه قد منحنا ميراثا ارضياً وسماويا ولا يستطيع الغاصب ان يسرقه منا اذا تمسكنا في ميراثنا البكوري وماذا يستطيع ان يعمل معنا غاصب البكوريه ، الظالم القاسي اكثر من قتل الجسد فما الخوف من ذلك كما يقول الفادي يسوع "لاتخافوا الذين يقتلون الجسد ثم لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا بعد ذلك" . لوقا 12/4 حتى لايستطيع احد يغتصب ارضك او حقلك الذي ورثته عن اجدادك اذا انت لم تبعه اوتتنازل عنه للغيروهذا يذكرنا بقصة كرم نابوت الذي اراد الملك احاب اغتصابه منه، ولما قتله واغتصب الحقل اخبره النبي بان الكلاب التي لحست دم نابوت ستلحس دمك ودم زوجتك. سفر الملوك الاول 21/2 نعم ان التاريخ والحوادث تكمل نفسها وبائع بكوريته هو الخاسر والسالب المغتصب بالقوة والقتل هو ايضا يكون خاسراً لانه يحصد هواءا باردا في شتاء صقيع ورجفة البر تجمد دماءه في عروقه القاسية.
* القصد بالبكرية هنا الحق الذي تملكه بانواعه المختلفة وتصنيفاته" الحقوق الانسانية" ـ كان البكر ينال نصيبا مضاعفا من الارث الابوي وكان هذا التشريع في تشريعات شرقية قديمة اخرى" البكر ياخذ سهمين" تثنية 21/ 17 24/ 12 / 2008
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|