لنزيل الحواجز...!
ويل لي قد هلكت لاني رجز الشفتين وقد رأت عيناي الملك رب الجنود اشعيا 6 / 5 بداية ان الموضوع ليس ادانة لاحد ابدا والامثلة تشبيهات لحالات مختلفة
ان الانسان عندما يتكلم اويكتب كلمات اُخذت من الكتاب المقدس او نطق بها انبياء او ملافنة قديسين تعرض كاسلوب او طريقة في الحياة من اجل الخلاص وذلك لاعتقاده بانها كلمات تنادي بالحق والحكمة والعدل وتدعو الى البر وكأنها نور من شمس البر" فمه كالعسل حلاوة" حز 3 /3 فيكون بذلك في حضور اللـه وبين يديه وفي رحابه الواسعة ولكن ذلك لايتم حقيقة الا ان استطاع ان يكون قريبا من اخيه الانسان وليس بعيدا عنه او يفصله حاجز يمنع وصول الكلمة وقبولها من الاخر ومع الاسف قد يكون اكثر من حاجز لكل من هما حاجز وبينهما فراغ قد يكون واسعا ، فاذا كان كلامنا غير مهيئا لروح الاستقبال من الغير اوليس معبرا عن واقع وظروف السامع والقارئ وكلام تنقصه المحبة لاحتوائه على تعابير ذاتية وآراء خاصة محددة في الاخرين ولم ندع بابنا مفتوحاً ليأتي الاخر عندنا بل نريد ان نطعمه أكلة مطبوخة عل مزاجنا اوكبسولة علاج روحي مصنعة بايدينا ولم نعطه الفرصة الكاملة لاثبات وجوده ووقتا كافيا لنموه ليصبح مستعدا ليتفرس ويتمعن في كل شئ يمر امامه وهو يتجول في كون ليصل الى من لاحدود له. كما لانستطيع ان نحكم على اهمية الناس ومستواهم من خلال تجاوبهم وانسجامهم مع طريق تفكيرنا واساليبنا في التخاطب والتعامل وإن تألمنا لعدم التجاوب معنا فهو ميلنا الغريزي في حب الذات وكبريائها،وهنا اسرد تشبيها بسيطا لذلك اراد كاهن ينتمي لرهبنة معينة ان يقضي عطلته كرياضة روحية في بلد اخر غير بلده الاوربي فقرر الذهاب الى افريقيا وكان نصيبه جنوب افريقيا ففرح كثيرا لانه سيترك موطنه والفصل شتاءاً والثلج والمطر والبرد ويذهب الى جو مشمس في نهايات الربيع وبديات الصيف فيرتاح جسديا وروحيا وكم كان سعيدا عند وصوله واستقباله من الاخوان الرهبان هناك ، وفي يوم وعند القاءه محاضرة روحية امام الرهبان المعدين ليكونوا كهنة في المستقبل وهو مملوء غيرة وحماسة في الالقاء، لاحظ برودا وشرودا من الرهبان المستمعين وكأنهم ليسوا في دائرة الكلام وكأنهم يقولون له لون ملابسك لايشبه لون قلبك كمثل كلامك لا يطابق تفكيرك الذاتي وكانه على جبل عالي لوحده وهو يخطب وكلامه يذهب مع الريح فليس ماءاً سلسا ينزل من منابع الجبل الى السهول اليانعة بالخضرة لاحتضانه وبعد ان اختلى في غرفته فكر الكاهن الخطيب واراد ان يحاسب نفسه وبدأ يسال نفسه، هل المشكلة في داخل الانسان؟ ام هي امر طبيعي في الحياة؟ هل كانت قلوب المستمعين مضطربة كتلميذي عماوس "لوقا 24/32 " ام لم استطيع النزول باتضاع والدخول في قلوبهم وهنا تذكر قول مار يوحنا فم الذهب في التعليم الالهي : يجب ان يكون للوعظ صدى على الحياة كلها وإن الرتبة لا قيمة لها ان لم نستفد وان نجن شيئا منها فمن الافضل ان نبقى في بيوتنا ـ عظة في اعمال الرسل ـ فتوصل الى ان بيت الذات المبني بالكبرياء والترفع والانانية الذي كان قد قرر هدمة يوم صار كاهنا ولكنه عاد مع الاسف يأخذ منه في كل مرة طابوقة عتيقة وحفنة طين ويبني بها له حاجزا وسياجا ذاتيا من جديد حتى صار ذلك الحاجز مرئيا من الغير خافيا عليه لمحبته لذاته ، فكان هذا اللقاء درسا ومحاضرة اعمق واكثر تأثيرا من قراءة كتب ومقالات كثيرة لانه عاد الى محاسبة الذات واعطته طريقا خلاصيا للخروج من سجن ذاته بهدم وازالة الحواجز بينه وبين الاخرين لان اللـه لايعطي ذاته بالكامل الا لمن يعطيه ذاته كاملا ايضا ، فاذا لا تزال الحواجز لا يستطيع الانسان ان يسير في الطريق المقدس الى اللـه و الاخرين من بني البشر كما يقول اشعيا النبي 35 / 8 "ويكون هناك مسلك وطريق يقال له الطريق المقدس لا يعبر فيه نجس بل إنما هو لهم ، من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل . " وهنا نذكر امثلة اخرى ، فكم يكون جميلا ورائعا ان يذكر الانسان معاملة معلمه له يوم كان تلميذا صغيرا فكان يعامله بالعطف واللطف معاملة كأنها نابعة من الفطرة الانسانية كحنوه على اولاده وبدون حواجز التعالي فتبعث في الطفل روح النشاط والآمان وما اجمل واحلى اكثر عندما يتذكر ذلك اليتيم المتروك بلا والدين في ميتم فقير وهو محاط بحنان من كانت له اما وابا وقد اعطاها ثقته بالكامل لانها زرعت الثقة في نفسه بإيمان المحبة الفائقة، تزداد يوما بعد يوم عظمة في عينيه عندما يتذكر كلماتها ولمساتها تلك التي صيرت جسدها وروحها قربانا للقيام بالاعمال اليومية الوضيعة لكي ترفع من هم حولها الى الاعلى وهناك امثلة عديدة غيرها تفسر لنا مدى التجاوب الجسدي والروحي كتيار كهربائي يسير بين شخصين او اكثر بالتسامي الروحي وبارتباط المحبة الالهية بانسانية فطرية نابعة من روح الرب الساكن في الانسان وان ذلك يدعونا الى ان نزيل الحواجز التي تفصلنا عن الاخر تلك الحواجز الموجودة عند كل واحد في داخل العائلة الواحدة، في الرهبنات النسائية والرجالية وفي الاكليروس وفي الشعب ، حواجز عالية في كل مكان تبعدنا عن بعضنا البعض بالرغم اننا ننادي بالحب والمحبة واللــه محبة ولكننا نحتفظ بحواجزنا الذاتية ويوميا نضيف اليها طابوقة عتيقة ونلصقها بطين نتن من ذلك الكبرياء لكي يرتفع الحاجز ونصير في قوقعة يابسة وكلما تحركنا تجرح اجسادنا وارواحنا فنلحس دمائنا لكي لايسيل ويراه الاخرون وهناك نطأطئ رؤوسنا خجلا فالحواجز تظهر علينا لانها مجسمة في اعمالنا وتصرفاتنا واكثر ظاهرة وعلانية في كلامنا وسريعة التأثير على المقابل والتي تنال من كرامة الانسان " ما اكثر ما نزل نحن جميعا واذا كان احد لايزل فهو انسان كامل قادر على الجام جميع جسده " يعقوب 3 / 2 اذا علينا ان ننمي الحب بغية الوصول الى ثماره ولا يتم ذلك بدون تخطي الحواجز المختلفة والمتنوعة ذاتية كانت ام خارجية تلك الحواجز التي تصادفنا وتمنعنا من الوصول الى الهدف وهوالقريب وقبوله كما هو، فالسيرفي هذا الطريق يتحتم علينا ازاحة وهدم كل الحواجز متسلحين بالشجاعة والأمل ليبقى الحب قائما في الروح والارادة والعمل فننزل من علونا ونحتضن قريبنا مشاركين بالفرح والحزن وبالبهجة والآلم ويشرق علينا نور البر نور المسيح ابن اللــــه امين 17/7/2009
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|