|
لا تَخَف فإِّني مَعكَ
تكوين 26 /24
مَن مِن البشر لايخاف ولا يضعف امام شئ ما ؟ فالخوف انواع وبدرجات مختلفة. إن هذه الايام عصيبة على المسيحيين في العراق عامة وفي الموصل ام الربيعين خاصة فالمتكالبون يهجمون عليهم كذئاب والهدف قتلهم وتهجيرهم والاستيلاء على املاكهم واراضيهم وسلبهم الوطن الذي اعتزوا به كاجدادهم وبذلوا الغالي والنفيس. عندما يكون القتل وسيلة لتحجيم الاخر يسيطر الخوف على الجميع فالمحبة الاخوية تداس بالارجل فيتقيد العمل الخلاق وتتحطم الاحلام امام العيون ويبقى الانسان يتمنى العيش البسيط وبآمان لمواجهة مفردات الحياة اليومية ويتحول الخوف الى مرض يلتهمنا ويحولنا من آدميتنا لان الحب والخوف لايعيشان معاً فتنتشر ظاهرة النفاق والكذب والخوف من الوشاية وقد يُجبرالبعض على الهجرة وترك الوطن الى المجهول بسبب الحرمان من ابسط الحقوق في الحياة. ولكن الانسان المسيحي المؤمن لن يسيطرعليه الخوف لانه يعيش الرجاء وكلام الرب يرن في اُذنيه: "لاتَخَف أيها القطيعُ الصغير" لو 12/32 "لاتخافوا ممن يقتل الجسد وليس له بعد أن يفعل اكثر" لو 12 /4 "بل شَعرَ رؤوسكم جميعه مُحصى فلا تخافوا " لو 12 /7 "وها أنا معكم كل الايام الى منتهى الدهر" متى 28 /20 قد يعتقد البعض ان الغاء الاخر وشطب اسمه من سجلات الحقوق اسهل من التحاور معه لان التحاور يعطي الحق في الحياة لكل انسان حسب القوانين وما آمرت به السماء. ان الغاء الاخر يعطي نصراً للقوي في بداية الامر ولكن المحصلة النهائية تكشف انه خسر المعركة التي كانت نتيجة اغتياله للاخوة الانسانية ان التعايش هو قبول الاخر وعدم تهميشه بل الدفاع عن حقوقه كدفاعك عن حقك في الحياة وان لايعلو صوتك عليه او تشوش نغمات حياته ولا تحاول اغراقه في البحر وهو راكب معك في نفس السفينة التي قد يكون هو صانعها وحاك شراعها بدمه. ان صب الزيت واحراق جزء من الوطن لكي تنجو انت وتنفرد به وتغني اغنية النصر لن يفيدك بشئ فالنار ستستعر وتصل الى خيمة دارك وتأكل الاخضر واليابس" فبما تكيلون يكال لكم وتُزادون " مر4 /24 ليكن الحب الوسيلة الوحيدة للوصول الى الحكمة في الحياة لا للقتل والتخويف بالقوة، القوة سلاح الجبان الغاصب للحق وهي الموت بعينة لانها هروب من الحوار الاخوي المزين برباط المحبة ان حب الوطن ينعش الآمل فيبرز الطموح في حياة اكثر وعياً واستقراراً والجميع يحلم بوطن آمن ومستقر يسوده القانون والمؤسسات الدستورية وترفرف عليه الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات وكل ذلك مرهون في الخيارات التي سيتخذها القادة والمسؤولين الحاليين والقادمين في ادارة شؤون البلاد لنقل سفينة العراق الى بر الآمان لنطلب جميعا من رب العباد ان يمنح الحكمة والعدل للحكام والقادة ليُنعم العراق من شماله الى جنوبه بالسلام الحقيقي.
20 / 10 /2008
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد
|