رسالة جوابية
ملغومة
لقد تم التحضير لسينودس
الاباء من اجل مسيحي الشرق والمشاكل التي تواجه مصيرهم في
ارض الاجداد من 15/10 ـ 31/10 فهم يعيشون مهمشون ومحاربون
بسبب الضغط على الحريات بانواعها وتضيق عليهم فرص العمل
فهم مستهدفون بسبب انتمائهم الديني ولانهم جماعة مسالمة
تؤمن بالمحبة والسلام في الحياة والعمل من اجل خدمة
الاوطان ولا تخيف احدا كل ذلك سلاحها وقوتها، فهي الاضعف
لتحقيق مكاسب لمن يريد السيطرة على الارض والموارد بالقوة،
وبعد اسبوعين من المداولات والمداخلات والنقاش البناء وكل
واحد من المجتمعين بدأ بالبابا يدعو الى السلام والعيش
المشترك وقبول الاخر مع جميع الاديان والقوميات والاجناس
تحت مظلة الله الاله الواحد الضابط الكل خالق السماء
والارض وكل ما يرى وما لايرى، ولكن الحية التي اغوت
الابويين الاولين حركت اياديها كالاخطبوط شرقا وغربا ،
شمالا وجنوبا، بعيدا وقريبا للرد على مقررات السينودس فكان
ردهم برسالة جوابية ملغومة بالمتفجرات وكان توقيتها بعد
اختتام السنودس اعماله مباشرة، رسالة تتكلم بكبرياء
الشيطان وتقول نحن اولاد قايين هنا، لانحب السلام نريد
السيطرة على كل شئ فطباعنا الغزو والتدمير والقتل وسلب
حرية الاخرين ليصيروا عبيدا لما نريد نفرض عليهم حكم
الجهالة والحماقة وترك العقل والحكمة او الموت لمن يقف
امامنا، نحن اقوياء بسلاحنا وقسوة قلوبنا التي صارت كالحجر
الصوان وفقدت الرحمة والشفقة، انظروا اننا نستطيع ان نخرب
اي بلد كان وفي اي مكان نريد، وها نحن داخل اكبر كنيسة في
قلب عاصمة العراق التي كانت مركز الثقافة والعلم زمن
العباسيين بفضل المسيحين السريان من اطباء وصيادلة
ومحاسبين مال وتجار ومترجمين وفلاسفة وفلكيين اعطوا للعالم
اجمع ثمرة الفكر الانساني في ذلك الزمان للشعوب عامة كتابة
وترجمة وعمل خَلاق. الكل يهزأ بالعراق وببغداد التي كانت
بهجة الارض كلها بالعلم والثقافة والتقدم، جميع اعدائها
فتحوا افواههم وبكلام وقح تكلموا وصرفوا اسنانهم وقالوا
ابتلعناها هذا اليوم الذي انتظرناه فقد وجدناه ورأيناه.
رسالة الى كل البلدان
الشرقية اولاً ثم العالمية ثانيا، رسالة لكل من يريد حرية
الحياة والعيش المشترك بانهم الاعلون وليس متساوون مع بقية
البشر هم الملوك والباقي عبيد وكأنهم هم الذين خلقوا
البشرية ويتصرفون بها ويحاسبوها حسب ما يريدون وتشتهي
لذاتهم وشهواتهم الدنيوية اللابسة ملابس الدين وكلامهم
الهي( عفواً) يغيرون ويبدلون حسب رغباتهم الوقتية والانية
ولا اي رادع يردعهم وكل عيون الانسانية ترى وهي صامتة لا
تتحرك فعليا وان تحركت بكلام فاتر فقط." فالساكت عن الحق
شيطان اخرس" وهنا اسئلة تفرض نفسها في الوقت وانت تسمع
وتقرأ الاخبار وخاصة الحكومية عن مجزرة كنيسة سيدة النجاة،
كم فيها من اقوال مفبركة ومشوشة.
كيف دخلوا الكنيسة وما هي
اهدافهم؟ ومن يدفعهم لذلك؟ وكيف تبدلت خططهم؟ وما حدث
بجنونية في القتل والذبح وسفك الدماء في كل مكان من
الكنيسة؟ وكأن الشهداء يعمدون بدمهم من جديد ويعلنون بانهم
يكفرون بالشيطان وجنوده واعوانه ويؤمنون باله واحد خالق
الكل وبالمسيح المصلوب والقائم من بين الاموات.
ثم كيف دخل الجنود بعد
انتهاء سلاح القتلة وبدون تنظيم في انهاء المجزرة وثم سؤال
اخر من هم هؤلاء ومن اين اتوا؟ وهل يُعقل ان قاتلا يريد ان
يفجر نفسه يحمل هويته او جواز سفره؟ وما هو موقف الولايات
المتحدة التي احتلت البلد وتركته بيد اعدائه المنتشرين؟
واين استخباراتها وطياراتها؟ هل الكل متفقون على تدمير
العراق وعلى هذه المجزرة الاخيرة التي روعت كل من يحب
السلام والاطمئنان والعيش والمشترك وداست كل الكرامات
القدسية والارضية لان القتلة تجردوا من الضمير الانساني
ولم يبق لهم ذرة واحدة منه. ثم ترى كل مسؤول ينادي بتحقيق
لكشف الجرائم ومن هو المستفيد من القتل والتهجير والاضطهاد
المدمر والذي يضرم النار ويعطي لها وقوداً باستمرار ويجند
لها ضعاف النفوس لتحقيق مآربه واهدافه الدنيئة. ولكن لم
نلمس اي حقيقة وقد يكون القاتل مشتركا في عملية دفن
الشهداء وهو يتباكى ودموعه دموع التماسيح تجري على
خديه.نسمع وعود ونحصد تهديد وقتل وتهجير وتهميش الى متى؟
في اي قانون تأتي وتقتل
الانسان الاعزل المسالم؟ وحتى في ساحات الحرب الذي يسلم
نفسه ويرفع يديه يصير اسيراً وتحفظ كرامته. شعب مسالم يصلي
ويدعو للسلام يُقتل على الهوية المسيحية، قتلاً مروعاً يا
للخزي والعار لكل من يدعي بانه حامي ومسؤول عن البلاد
والانسان ، لقد صارت القيم الانسانية والقوانيين الحقانية
تحت الاقدام والظالم يرفع رأسه الى الاعلى ولا ينظر الى
الامام والمظلوم ينتظر متى يسقط في هاوية النار ويصير فحما
اسود كقلبه الحاقد. اليوم في العراق المضطرب سياسياً
واجتماعياً وغدا في اماكن اخرى وبلدان تظن بانها ترتب
امورها بالرغم انها جزيرة فوق بركان ساكن ولابد ان ينفجر
ويأكل الاخضر واليابس ويرمي اهلها اشلاء
الى متى الاشرار يارب؟
الى متى الاشرار يبتهجون؟
يفيض جميع فعلة الاثام
وبوقاحة ينطقون ويفتخرون
شعبك يارب يسحقون
وميراثك يذلون
الارملة والضيف يقتلون
واليتيم يذبحون
انهم نفس البار يهاجمون
وعلى الدم الزكي يحكمون
مز94/3ـ6 ،21
لماذا اختاروا العراق وبغداد
بالذات اولاً لكي يوصلوا رسالتهم الى الاخرين، اسمعوا يا
عراقيين يا ابناء المجد والشهامة ابناء سومر واكد بابل
واشور وابناء عصر الحضارة العباسية التي ازدهرت واذهلت
العالم. افتح عيونك ايها العراقي ذو الشهامة والغيرة على
القريب والجار وكن سندا لاخيك العراقي في كل مكان الذي
يشاركك بالمسرات والاحزان مهما كان دينه وجنسه ولكنه عراقي
ابن عراقي اصيل ولابد ان يعود السلام
ان الانسان الحر الشريف الذي
يحب الحياة عليه ان يتميز بالارادة القوية لتحقيق ذلك وهذا
لايتم بدون الكشف عن المجرمين منذ دخول الجيش الامريكي الى
العراق ومحاسبتهم لكي يكونوا درسا للاخرين للذين يفكرون في
الاجرام والقتل لتحقيق رغباتهم في تدمير البشرية المسالمة
التي تريد ان تعيش مع الاخر بالمحبة والطمأنينة والسلام.
ولكن ذلك على ما اعتقد سيكون
حلما يتحقق وكلما كان سريعا كلما كانت الضحايا اقل.
وها هو الانسان المظلوم
يتسلح بالرجاء وقلبه ممتلئ شجاعة رافعا صلاته وتضرعاته
للحاكم الديان العادل منتظراً تحقيق الآمل المنشود بالعدل
والحق والقانون وما هو مستور ومخفي في الخفاء، غدا سيعلن
الحق وبدون خوف من اعلى مكان وينتشر الخبر في جميع وسائل
النشر والاعلان ولكن بعد فوات الاوان.
"لا تخافوا اذا فما من مستور
إلا سيكشف ولا من مكتوم إلا سيعلم" متى10/26
نطلب من العادل الديان ان
يحقق العدل والامان ويستجيب دعاء الطفل والشيخ والارملة
وكل شريف يحب السلام والعيش المشترك بمحبة القريب فالذي لا
يحب القريب لا يحب الله، فالعمر ايام فلماذا لا نعيشه
بسلام وفرح مع كل انسان مهما كان لونه وجنسه فنحن اخوة
اولاد آدم جدنا الاول
"يارب اني أتنهد، فليس من
يعزيني ، الطفل والرضيع في احضان امهاتهم يقتلون"
مراثي ارميا 1/ 21
خالد داود يوسف 25/ 11/
2010 |