بمناسبة عيد القديسة ريتا شفيعة المستحيلات 22 أيار 2006 تقديم الأب : يوسف عبا جسد القديسة ريتا المحفوظ بعيدا عن البلى والفساد الى اليوم مسجى داخل الكنيسة يؤمّه آلاف الزواّر سنويا في اليوم الثاني من وصول وفد رعية مار يوسف للسريان الكاثوليك روما قادما من الأراضي المقدسة توجه صباح يوم الثلاثاء المصادف 9 أيار شمالا قاصدا قرية روكا.. بورينا التابعة لمدينة كاشيا الواقعة في منطقة جميلة في أواسط ايطاليا شمالي روما العاصمة ، للتبرك بجسد القديسة وطلب شفاعتها . ريتا .. يعني الدرّة والزهرة البيضاء ذات القلب الذهبي . أجل هو أبهى من الدرّة والزهرة الرائعة .. هو تقوى وطهارة وسخاء .. هي شفيعة المستحيلات .. هذا لقبها .. امرأة حديدية ذاقت من الآلام الوانها وصادفت الشاق المستحيل في حياتها ، فلم تيأس ، بل تسلّحت بالصبر والصلاة ، بالأماتة والتقشف ، فذلّلت العقبات الجسام وانتصرت على الباطل، غير هيّابة ما احاق بها من آلام مبرحة فنالت مبتغاها.
منظر عام لقرية القديسة ريتا دي كاشيا هنا ملخص حياة القديسة ريتا لفائدة المؤمنين ( مقتبس من موقع ارسالية مار نرساي الكلدانية في السويد مع الشكر )
في قرية " روكابورينا" الصغيرة التابعة لمدينة كاشيا
ولدت ريتا سنة 1381
وسميت الطفلـة في العمـاد " مـاركـريـتـا " وسماهـا الأقـارب
اختصارا
"
ريتـا " تحبّبـا . وكانـت وحيدة لوالديهـا
اللذيـن بذلا قصـارى
جهدهمـا فـي توفيـر تربيـة مسيحيـة أصيلـة لهـا
. إلا أن المحيـط
الذي عاشت فيـه ريتـا الصغيـرة كان مشحونـاً
بالأحقـاد
والخصومات التـي تؤدي غالبـاً إلى الأنتقـام
والقتـل .
وتوفي والد ريتـا بعـد
مدة قصيرة من زواجها ، وتبعتـه والدتهـا الى
اللحد ، ممـا
سبـب حزنـاً عميقـاً في نفس ريتـا . وكانت
سنوات الزواج الأولى
صعبة لريتـا ، بالنظر إلى طبـع زوجهـا وميوله
إلى العنف
والشراسـة . ولكنها حاولت أن تتكيف مع وضعهـا
الجـديـد ، وأن
تفهم وتتحمل مسؤليات حالتهـا الزوجية . فأخذت
ترفع
الصلوات الحارة على نية زوجهـا وتتفانـى في
خدمته واكتسـاب
رضـاه وثقتـه ، وتبذل جهدهـا في استئصال البغض
من قلبه
وتوجيه مشاعره نحو الخير والسلام
تحققـت امنية ريتـا ، فما أسعدهـا ! وبعـد سـنة
الأبتداء ،
أبرزت نذورها الرهبانيـة . وعليها من الآن ،
أكثر من ذي قبل ، أن
تنشـر المحبة حولهـا ، وأن تكون رسولة للسلام .
والكرمة
الموجودة حتـى الآن في فناء الدير تشهد لطاعة
ريتا التـي ،
نزولاً عنـد أمر رئيستهـا ، زرعت غصـن كرمة
يابسـاً وسقتـه
طوال سنـة كاملة ، وإذا بالغصن اليابس يليـن ،
وتنبـت في
أطرافـه براعم خضراء ، ويصبح كرمة باسقـة
الأغصان ما تـزال
حتـى اليوم تعطـي الدير ظلهـا وعناقيدهـا
اللذيـذة هكـذا أعطـت القديسة ريتـا مثـالاً رائعاً لكل راهبة ، ولكـل شابة وأمرأة مسيحية بسخائهـا وإيمانهـا وتقواهـا ... وهي اليـوم تدعو الجميــع الى الأقتـداء بهـا كمـا اقتدت هي بالمسيـح . فعسانـا نتعلـم منهـا أن درب القداسة ، يمر من خلال الحقائـق اليومية ، ومن خلال خدمة اخوتنا البشر .
|