|
كلمة تأبينية بمناسبة تشييع جثامين شهداء مذبحة كنيسة سيّدة النجاة بغداد بتاريخ ٣١/١٠/2010 التشييع / كنيسة الطاهرة الكبرى الأب لويس قصّاب ۲ /۱۱/ 2010 مرّة أخرى أرادوا تنزيل صليبك يا مسيحنا.. مرّة أخرى أرادوا كسر صليبك الشامخ يا مسيحنا من على واجهة كنيسة سيّدة النجاة (أم الطاق) في بغداد! كوكبة أخرى تلتحق بركب ساندي ورديف فأيّة عبثية هذه تلعب بنا نحن المسيحيين وتقذفنا نحو الفراغ .. ألا شلّت يمين الشرّ والأشرار.. كنيسة سيّدة النجاة، كؤوسكِ المليانة دماً وحكاياتك المليانة غمّاً ..لينتشي دجلة ويسكر الفرات بدم المسيحيين .. فارفعوا أقداح الدماء .. هيّا، الكأس فاضت بنبيذ دم المسيح .. هيّا، أسكَرَنا الدم باسمك يا مسيحنا فانتشينا .. وفاض الحزن كما فاض الخمر في قانا الجليل .. فانتفضي يا كلمات! شهداؤنا .. لم يحملوا السلاح ولا قَتَلوا .. لم يضربوا حجراً على أحد .. لا على شيخ .. ولا على طفل .. هيّا ايها المسيحيّون ، فالله الذي يصنع الصلبان يصنع الأكتاف أيضا والسماء الصافية من وراء الغيوم أبداً .. هيّا أيّها المظلومون فالربّ معكم، لا في النهاية، بل في الطريق: " لاتلفحكم الشمس نهاراً ولا القمر ليلاً" .. هيّا يا أبونا ثائر ويا أبونا وسيم ، فالمسيح يعلّمنا السباحة في بركة حتى نسبح في البحر! هيّا يا شهدائنا الشباب فأمام نعوشكم تقف كلّ كلمات الحبّ التي اعرفها خاشعة.. ويتيه قلمي في انتقاء كلمات تصوغ تيجاناً ترصّع هاماتكم يا شهداءنا ! هيّا أيها المسيحيون: أنتم مشروع استشهاد عليكم ان تحترقوا في لهيبكم .. فكيف تولَدون ثانية إلمّ تحترقوا أولاً! كونوا عنيدين متمرّدين مردة على الظلم، لا تنحنوا للاضطهاد ولا للريح ولا للعاصفة، أمامكم عبور الهاوية، لقد تعلّمنا منكم دروساً في الشجاعة لا نخشى الهزيمة! .. فالإنجيل لا يسمح لنا أن نكره أو نحقد! فنحن حضارة .. نحن فكر .. نحن حكمة .. نحن لسنا غربيين .. نحن "شرقيين" أبناء دجلة والفرات، كما المسيح كان "شرقياً" نحن لسنا غَسَلة أرجل .. نحن اصحاب تاريخ هذا البلد ومن رَحِم المسيحيين ولدت الحضارة والثقافة .. ولسنا حملة سلاح بل حملة سلام كما الأسلام المستنير! .. صدّقوني، الحبّ يسكن الأنين وينجب أغنية لاتجيد غناءها إلاّ حناجر السلام .. فالحبّ يسقط المستحيلات، وبلمسة الحب تنقشع الحروب، وينقص عدد المتخاذلين والمساومين. البارحة ودّعت بغداد كاهنا شاباً من كهنتها هو الأب وسيم صبيح القس بطرس من الذين عُرفوا بصدق عطائهم ووفائهم لخدمة كنيسته .. والرجال الكبار لا يموتون وإن ماتوا يبقون أحياء بأعمالهم وتاريخهم النظيف. الموت ليس مشكلة ، الحياة هي المشكلة ومشكلة الحياة أنّ الناس المكرّسين يرحلون عنها عادة مبكّرين، سقط المطران روميرو صريعاً برصاص الغدر وهو على المذبح في السلفادور. وسقط الأب ثائر برصاص الشر بحلّته الكهنوتية وهو على المذبح صريعاً بقامته العملاقة متألقاً. أجل، رحلتَ يا " ثائر" فمن سيسطّر الرسالة الكترونية المستلة من الكتاب المقدس، كنت ترسلها كل يوم أثنين صباحاً لأحبائك وأصدقائك الكهنة .. من يكتب تاريخ روحك يا كثير الخير .. يا زارع الطيبة والمحبّة والسلام . اننا لا نفلسف الخراب أيّها السادة الكبار! ولكن على الحقيقة أن تقال كاملة ولو تطاير العالم شظايا، المسيح علّمنا أن ندافع، لا أن نموت مهانين وكأننا حشرات طائفة في أرض هي أرضنا، والمسمّمون، الأرض منهم تعبة، فلينصرفوا عنها فهم ليسوا عراقيين، أرضنا، لا مجال للحرية إلاّ في أرضنا، أرضنا مساحة حريتنا، إنها إذاً معركة وجود أو لا وجود!. كان بوسع أبونا "ثائر" وأبونا "وسيم" أن يهربا ويتركا بغداد منذ "التغيير"، لكنّ كلمة المسيح كانت ترنّ في آذانهم " هرب الراعي وتبدّدت الخراف".. والراعي يجب أن يبقى يجاهد الى النهاية كما فعل المثلث الرحمة المطران فرج رحّو الذي نال اكليل الشهادة، أحقاً ذهبتم يا شهداءنا .. أهكذا يكون الغياب مفاجئاً ومفجعاً لمحبّيكم وذويكم .. كان الله في عونهم. لقد صُلبتم كالمسيح سيّدكم .. إنها قضية شعب يُهجََّر قسراً، شعب يتألم ويُذبح .. فلا تتخلّى عن وعدك يا مسيحنا " ها أنا معكم حتى انقضاء الدهر" قال مسؤولون كبار في الحكومة: لقد كانت "صولة نوعية" لتحرير الرهائن! .. لكن، هل بساعتين يُحرّر هذا العدد الكبير المكتظة بهم الكنيسة .. أم هو إستهانة بقيمة الشخص البشري، هناك مؤامرة تصفية، كيف تسنّى لهم الدخول في منطقة محصّنة كهذه؟؟ إننا نحّمل الدولة المسؤولية الكاملة ونريدها مواقف أكثر وضوحاً. هناك تقصير مقلق في توضيح الصورة .. ولا تكن مجرّد تحقيقات ويوهموننا بأنها عصابة ليس إلاّ!.. سيّدي المسيح، هناك اعتراض، أريد أن أتفلسف اليوم، وفلسفتي هذه جديدة! سيّدي المسيح، خرجتَ إلى العالم محمّلاً بالطيبة وحسن الطوية، وأغصان الزيتون وليس معك من متاع الدنيا غير الصفح عن المسيء وغير الهتاف بأعلى ما أوتيت من صوت:" أن أديروا الأيسر لمن ضربكم على الخدّ الأيمن" لكن، يا سيّدي المسيح، اليوم تغيرّ كلّ شيء، تغيرّ حال الدنيا وحال الدول والجماعات والأفراد، ولم يَعُد خدّ الإنسان في القرن الواحد والعشرين يُصفع مِن قِبل الخصوم فقط، ولكنّه صار حقلاً للأعداء والأصدقاء يمارسون عليه خبثهم ويُجرون تجاربهم ويستعرضون فوقه متانة عضلاتهم .. ولم يَعُد الأيسر والأيمن يكفيان لتلقي الصفعات، وصار على الضعيف حين يَسَحق قدمَه قدمُ عابر السبيل من الأقوياء، أن يعتذر ويطلب الغفران والاّ داسته القدَم الثانية! أجل سيّدي المسيح، تغيّر الزمن وتآمر منطق العصر على تعاليم إنجيلك وما قرأتَ علينا من أناشيد السلام والمحبة والعدل والحرية، وسقطت۫ قطرة الحياء والحشمة، ولم يبق على جباههم سوى الصَلف : إذا رموا بيتك بالرصاص فلا تعترض لأنهم سيمزّقون أهلك وعشيرتك بالعنقودية والفراغية. هذه هي مفاهيم العصر المشؤوم ولغة التعامل الجديدة بين الناس : من يضربك على خدّك وتعطيه خدّك الآخر فأنّه يرفع يده من جديد ليهوى بها على وجهك يضربك ألف صفعةٍ وصفعة. معذرة ياسيّدي المسيح على فلسفتي هذه .. فنحن شعب نَكرُه أن نُضام ونُستصغََر ونُذَل ونؤكل!...حماكم الرب من كلّ مكروه
كلمة الاب لويس قصاب في امسية تراتيل الجوق الموحد
باسمي وباسم خورنة قره قوش أقول لجوقنا الموحّد: أهلاً جئتم سهلاً وطئتم وتحاول الكنيسة اليوم جاهدة تنفيذ مهمّتها الدائمة وهي نشر كلمة الله، وجميعنا مدعوّ للتأقلم مع الأوضاع المتغيرّة واكتشاف سبل فعاّلة ومسؤولة لاستخدام وسائل متاحة في سبل مجد الله وخدمة خلائقه... ومن بين الحقائق هي مواهب الله التي منحها لنا وهي قدرة التحدّث والسمع والنظر والترتيل والتلحين للأتصال مع الآخرين.. والصوت موهبة.. ومن بين النقاط التي اريد أن أركّز عليها هي الترتيل والتلحين التي علينا أن نعتبرها وسائل وأدوات من عند اللحن وضعت أمانة بين أيدينا.. ومثلها مثل كافة هبات الرب لنا علينا استخدامها لغايات الخير ولمساعدة الأفراد والمجتمعات في الناحية الثقافية في سبيل إدراك حاجات الآخرين... فالصوت الرخيم والتلحين الجميل لهم القدرة الهائلة على مساعدة الآخرين من الأفراد للتطوّر ثقافياً واجتماعياً ودينياً، ويمكنها أيضاً أن تقدّم خدمة جلّى في إيصال الأيمان الديني للآخرين بالرغم أنها قد لا تحلّ محلّ الأنسان نفسه فهو الذي يحمل شهادة الصدق والحق والرسالة المسيحية. أجمل جوقة هي أن يتحوّل الشعب بكاملة الى جوقة أشكر الجميع جهودهم وتضحياتهم في قلب الجوقات.. لكم دور هام في إنعاش حياة الكنيسة وصَلاتها وعبادتها في ورشة التجديد الطقسي.. دوركم كنسي رعوي.. لذا كان لهذا الدور قواعد مستلّة من طبيعة الكنيسة وطبيعة الليتورجيا. فالليتورجيا تحقيق لعمل المسيح الخلاصي الذي يتابع حضوره وعمله فيها، وهي عمل شعب الله... لذا لا يكفي الحضور الجسدي بل المطلوب هو الأشتراك الفعّال. والترتيل جزء لا يتجزّأ من العمل الطقسي (دستور الليتورجيا 112). ما هو مفهوم الجوقة: الجوقة مجموعة من ابناء الرعية لخدمة أبناء الرعية المشاركين في الأحتفالات الطقسية (114)... ليست تجمّع محترفين أو هواة، بل جماعة مؤمنين يصلّون إذ يرتّلون، ويساعدون الاخرين على الصلاة.. وليست الجوقة لذاتها بل لتنعش صلاة ابناء الرعية وتحمُلُهم على المشاركة الفعّالة. تراتيلها: تراتيلها كنسية، طقسية، غير معقدّة (121)... تتقيدّ بالكتب الطقسية (22/3)... تراتيلها يتمّ اختيارها بالتنسيق مع كاهن الرعية.. الألحان يجب أن تكون مبسّطة، غير مطوّلة، تحاشياً للملل... دور الجوقة: دور الجوقة ريادي وقيادي.. دور مميّز خاصة في الألحان الجديدة، والاحتفالات الكبرى، شرط أن تحافظ على دور الشعب... التمييز ضروري بين دور الجوقة الكنسي، وبين دورها كجوقة دينية تؤدّي تراتيل منوّعة خارج الأحتفالات الطقسية، عندئذ تتنوّع الألحان والتراتيل حتى المتعدّدة الأصوات ويتقن الأداء بكل دقّة... أمّا شروط القيام بهذا الدور فهي: تنشئة طقسية وليتورجية.. تنشئة روحية تعمّق في النصوص: رياضات روحية.. سهرات انجيلية اعتبار العمل في إطار الجوقة تضحية أمّا مكان الجوقة في الكنيسة إن أمكن تكون مع الشعب أو قريبة منه لأنعاشه وقيادته وحمله على المشاركة.. وأفضل جوقة هي أن يتحوّل الشعب بكامله الى جوقة. وأنتم الآن ياجوقة: كيف عشتم بأصواتكم وألحانكم الشجية إختبار القداّس، وكيف تمارسونه عملياً؟ ما هي الصعوبات وما هي الأيجابيات؟ مأرأيكم بالألحان السريانية المترجمة الى العربية؟ كيف تمارسون دوركم كجوقة؟.. هل تستأثرون بالألحان والخدمة؟ هل تعلّمون الألحان للشعب؟ هل يشارك الشعب معكم في القداس والاحتفالات الليتورجية الأخرى؟ ما هي علاقتكم بكاهن الرعية؟ هل هناك توجيه من قبله فيما يختص نوعية الألحان أوماهيتها؟... هل تجتمعون به وتسألونه رأيه؟ أو تعتبرون أنّ الأمر لا يعنيه؟ كيف تعيشون دوركم كمسيحيين أولاً قبل أن تكونوا جوقة؟.. هل تمارسون رياضة روحية سنوية؟ أو فصلية؟ هل المسألة مسألة موسيقى وألحان وغناء فقط؟ ام هناك روحانية تعيشونها وتعلّمونها وتظهرونها من خلال خدمتكم وصلاتكم وترنيمكم؟ هل جوقتكم هي من فئة معيّنة أم تسعون لوجود أكبر عدد ممكن معكم من كافة الشباب؟ هل اهتمامكم هو فقط بالقداس أم بكلّ الاحتفالات الليتورجية؟ .. هل تعلّمتم تخدمون رتبة الأكليل المقدس (الأعراس) أو حتى الخطوبة؟ .. هل تخدمون رتبة العماذ المقدس؟ كيف تعيشون حياتكم المسيحية مع بعضكم البعض من خلال الجوقة والصلاة؟ .. كيف تعيشون التجدّد الروحي من خلال الجوقة؟ آمل ان تقوموا بتدارس هذه الاسئلة المطروحة بتعمق واعطاء الأجوبة بشأنها في لقاء عام حول الجوقة ودورها والألحان الطقسية والعلاقة بكاهن الرعية، كنت أتمنّى توزيع اوراق او كتب التراتيل للشعب، وتمرين الشعب على الألحان لبضع دقائق قبل بدء القداس. توفير ثقافة موسيقية لمدراء الجوقات وأفرادها.. لقاءات دورية تثقيفية ورياضات روحية للجوقة.. توحيد الألحان بين الجوقات.. إيجاد تراتيل مبّسطة للأولاد. وألفت انتباه الجوقات بأنّه من الملائم جداً ان يتناول القربان أفراد الجوقة مع المتناولين.. وهكذا باستطاعة الجوقة ان تُقرب افرادها من الله وتثري حياتهم الروحية والأخلاقية. أيها الأحباء: الكنيسة لا يمكنها ان تتجاهل التغييرات الناتجة عن التقدّم والتطوّر الهام والدائم في الحياة المعاصرة، وعلى كلّ واحد منّا ان يطلب الحكمة الضرورية اللازمة لتقييم وتقدير الفرص التي تتيحها لنا التطورات التقنية من اجل خدمة الرب وشعبه.. وفي هذه المناسبة أقدّم تمنياتي القلبية لكافة العاملين في حقل الجوقات مع اعجابي بأصواتكم الرخيمة الجميلة. إنّي لسعيد جدّاً بلقائكم اليوم في احتفالكم هذا.. فافرحوا وابتهجوا واشكروا الله على المواهب الصوتية التي منحكم اياها ولتكن هذه المناسبة دافعاً لتجديد حماسكم والتزامكم. انتم صوت الكنيسة المصلّي ويجب ان تشعروا بأنكم مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالكنيسة. بوسعي ان اسميّكم شباب وعذارى من اجل المسيح.
|
