دور الصلاة في الحياة
في رساله مار بولس الى تيموثاوس الاولى، فصل 2-... والتي ستقرأ (قرأت) يوم الاحد الحادي والعشرون من ايلول. تحثنا على الصلاة، ويضع مار بولس الصلاة على صور مختلفة: الطلبات الحارة. الصلوات والتضرعات. التشكرات. فقبل كل شيء هو ان نعرف ماهي الصلاة ولماذا الصلاة! الصلاة هي ارتقاء الانسان بالنفس والجسد واللقاء بالله. الخلو بالذات والابتعاد عن كل ماهو مادي لكي نلتقي بالاب السماوي الذي هو الروح المتساميه والمحبه المتناهيه. انه الآب. اما دور الصلاة وقوتها في حياة المؤمن المسيحي، لا اعتقد بان احدا منا يجهل ذلك وانما قد يتجاهل!! اي يعرف ولكن لم يرى! يؤمن ولكن لم يختبر. فلو اردت ان تتعرف على قوة الصلاة فليس لك الا ان تتصفح الكتاب المقدس الذي هو مليء بالامثلة، لابل هو حياة الصلاة لو امكن القول. هو قصة الانسان مع الله، تاريخ البشرية بعلاقتها مع الله. فلذلك نرى في الكتاب المقدس اوقات الشدة والخراب ثم الموت واوقات الفرح والانتعاش ثم الحياة. في الحالة الاولى هي حالة الابتعاد الانسان عن الله، حيث الانسان يرى من نفسه قادرا على كل شيء وقادرا ان يحيى من دون قوة الرب، فيكون بالتالي سقوطه عظيما! اما الحالة الثانية والتي هي اتحاد الانسان مع خالقه، الاتحاد الناتج من الايمان المغذى من الصلاة، فهنا تكون الحياة. قد يتساءل الكثير منا اليوم او يقع في الشك بان للصلاة لاقوة لها! فلو كان لها القوة فلماذا لاتتغير الامور ولماذا لاتمحى الصعاب والآلام و... ان الصلاة ليست اداة تستخدم لاجل تغير الامور الحياتيه اللتي تصادفنا كل يوم. فعل الصلاة هو القوة التي نستمدها كي نتحمل ونقبل الآلم لاننا لانشعر بعد ضعفاء ووحيدين وانما الله يسكن فينا وبيننا. هذا هو الاختبار وتلمس الصلاة، فبعد عبورنا لهذه المرحلة نكتشف كم هي محبة الله لنا وبذلك نتخلى عن كثير من طلباتنا اللتي لا تمس الروح بشيء وانما هي تمنيات ورغبات الجسد فقط. اما تمنيات الروح فهي تتحقق وهي قادرة على كل شيء. فالاصغاء الى كلمات مار بولس خير لنا في هذا الاسبوع ان نحاول ان نعيش في الصلاة الحارة طالبين من اجل الاخرين قبل ان نصلي ونطلب لنا، لان منطلق الصلاة هنا هو محبة الآخر.
|