Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

كن معلما/ كوني معلمة

 

يتردد كثيرا في واقعنا المثل القائل: ان ذكرى المعلم تبقى وتدوم. انها فعلا مقولة تتطابق مع الواقع والحقيقة، ذلك لدور المعلم المهم في المجتمع من خلال التنشئه والثقافة والعلم الذي ينقلها لاجيال كثيرة. فليس هناك احد لا يذكر معلميه او بالاحرى المعلمين الذين تركوا في نفسه اثرا!! في الاحد الماضي ذكرت مثالا في وعضتي واريد ان اذكره مرة اخرى هنا:

اتذكر سؤالا لاستاذي العزيز باسم جميل (واستاذ اجيال عديده) كان يطرح سؤالا لتلامذته: لماذا انا مسيحي؟ كان الاستاذ باسم يطلب من التلاميذ ان لايجيبوا مباشرة على هذا السؤال وانما لاحقا. وهكذا كانت تمضي اسابيعا عديدة والاستاذ العزيز يكرر سؤاله من دون ان يطلب الجواب! الطلاب كانوا في حينها يعتقدون بان للسؤال جواب واحد وقاطع!! لكن بعد مرور اشهر على طرح السؤال نجد الاستاذ العزيز يفاجئ تلاميذه قائلا: ان هذا السؤال يجب ان نطرحه على انفسنا كل يوم  لان في كل يوم نكتشف جوابا اضافيا له!!

 كلنا يتذكر معلميه، لكننا نتذكر اكثر المعلمين الذين كانوا يحبوننا اكثر. هكذا نستطيع القول بان بمقياس الحب الذي كان يكنه لنا المعلمين نتذكرهم،  المعلم الذي كان يحبنا ويحرص علينا ويعتبرنا اولادا له، كنا نتعلم منه المحبه قبل ان ان تقتبس منه العلم والمعرفة!!

كم بالاحرى لو تأملنا بمعلمنا الصالح، المعلم الاول يسوع المسيح؟ الذي جعل من نفسه حبا لنا، الذي دلنا على الطريق، علمنا الحقيقة وأرانا النور وفي النهاية اعطى لنا حياته كي يخلصنا!!

لقد ولدنا ولادتنا الثانيه بواسطته وتعمدنا جميعا واعترفنا وآمنا بانه المخلّص الوحيد والمعلم الاول. وبدأنا بطريق مسيحيتنا، طريقنا نحو الكمال والاقتراب من الله اكثر فاكثر.

ففي حياتنا المسيحية هذه  يتتطلب منا ان نتعلم يوما بعد يوم، ان نتوق الى الكلمه والحياة كل يوم باكثر حماس. لاننا ننتمي الى ذلك الجسد ونحن جزأ من ذلك المعلم الاول. فلو اراد المسيحي ان يعيش مسيحيته لابد له ان  يتشبه بمخلصنا يسوع المسيح، فعليه ان يكون معلما قبل كل شيء لان الرب يسوع كان معلما. وهو الذي طلب منا ان نكون مثله! وهكذا على المسيحي ان يكون معلما ليس من باب الرغبه او الاختيار وانما من باب تلبية طلب يسوع، اي من باب الطاعة والواجب (تجاه المحبه)  للمسيح والاقتداء به. المسيح كان المعلم الصالح، معلم الروح. يعلم الناس بحكمته من خلال كلامه واعماله. وقبل كل شيء بمحبته اللامتناهية.

المسيحي الصالح يجب ان يكون معلما، ولكن على المعلم ان يكون متعلما. يتعلم من معلمه الاول ومن الكنيسه التي عاشت تعليم المسيح عبر قرون عديدة، ويكون في الوقت ذاته معلما في ايمانه وعمله. بمثاله الصالح الذي يعيشه بعلاقته مع الآخرين. بصبره وببساطته. باخلاقه وتصرفاته. بضبط نفسه وكثرة اناته. هكذا تصبح حياته مدرسه تبدأ من لحضة نهوضه وحتى وقت منامه. مدرسه لا حدود لها ولا مراحل دراسيه. لان كل من يلتقيه في طريقه وخلال نهاره هو طالبا لديه. طالبا منه شيئا، لان ليس هناك شخص الا وانه بحاجة الى ان يتعلم. وهو عطشان للمحبة! فكن معلما/ كوني معلمة للكثيرين!

هكذا ذكراك تبقى وتدوم ليس في هذه الارض وانما عند الآب السماوي.

 

باسم شوني