منتديات بخديدا |
كيف تقيم علاقه مع الله واحده من اهم مميزات الانسان هي القدرة في تكوين علاقه مع الاخر، الانسان فهو يتفنن في اقامة علاقة طيبة مع الاخرين او اراد! العلاقة هي فن! وما احلى هذا الفن ان يكون نابعا من القلب المفعم بالمحبه! اي عندما يقيم الانسان علاقته مع الآخر من اجل سعادته وسعادة الآخر وليس من اجل المصلحة الخاصة. اما حينما يقوم الانسان بالتفنن في هذا المجال لاغراض انسانية واجتماعية فنقول عنه (دبلوماسي)، فغالبا هذا الاخير ينشيء علاقات طيبه من خلال الكلام وقد لا يطابق كلامه مع ما في قلبه في كثير من الاحيان! الانسان الذي يعرف ويعترف بوجود الله لابد وانه يشعر بحاجة ان يقيم علاقة معه والا فان معرفته تكون مجرد كلام. الاله الخالق ليس بحاجة الى الكلمات وانما الى القلوب، ذلك لان الكلمات هي من خلق الانسان، اما القلوب فهي من خلق الله! لم تكن سهلة اقامة العلاقة مع الله في العهد القديم، فالناس كانوا لايعرفون من يصدقوا ومن يكذبوا!! من الذي يقول الحقيقة ومن الذي يغش الحقيقة! فالمسافة بين البشر والله كانت كبيرة وليست سهلة الوصول! فالله كان يختار وسطاء لنقل كلامه الى الشعب. وبالرغم من انه اعطاهم بعض السلطان وحقق من خلالهم معجزات لكن الناس كانوا لايدركون سر الاله الذي يريد ان يقترب منهم. اصبح الطريق سهلا ومفتوحا بمجيء المسيح، المسيح اصبح المفتاح. هو الحقيقة وليس بناقلها فحسب، هو الله وليس المرسل الوسيط مثل باقي الانبياء. الله اراد ان يزيل الحاجز بينه وبين الانسان، اراد ان يدخل معه في الحياة وان يخلصه من الطغيان. فالذي يريد ان يقيم علاقة مع الخالق لايمكنه الا بواسطة يسوع المسيح الذي هو الخالق المتجسد في انسان. فكلنا نؤمن بالمسيح وببشارته، ولهذا علينا ان نخطو نحوه بغاية الوصول اليه واللقاء به. هذه المسيرة التي نتوجه بها الى الله تكتمل من خلال الصلاة والايمان: الصلاة الجماعية واعلان امام الله محبتنا ووحدتنا. ومن خلال الاشتراك في الذبيحة الالهيه التي فيها يكتمن سر تجسد المسيح وسر الخلاص. هذا الاشتراك الجماعي الرائع حول مائدة الرب والذي له معنا اساسيا في حياتنا المسيحية، ففي اجتماعنا هذا حول مائدة الرب يجعلنا واحدا، قلبا واحدا وفكرا واحدا. اننا نصبح عائلة واحدة، اي بالاحرى نعيش وحدتنا مع بعضنا (لاننا اصبحنا افرادا لهذه العائلة الواحدة منذ اقتبالنا لسر المعمودية). المسيح يريد منا ان نكون واحدا: كونوا واحدا كما انا والاب واحد. هكذا يبقى الشرط الاول كي نصل الى الله مكتمنا مع الاخر، اي بالاتحاد مع الآخر والمحبة وبتناول جسد المسيح معا، اي باشتراكنا في جسد المسيح. اما الخطوة الثانية فهي الصلاة والتامل الانفرادي في كلام الرب وجعله حيا فينا، اي عندما نضع انفسنا في كلام الرب ونصبح جزأ منه. اننا نسمع كلام الرب ونقرأه ونفهمه ولكن الاهم من كل ذلك هو ان نعيشه ونحاول تطبيقه في حياتنا. فهنا يكتمن دور الصلاة الانفرادية التي يقيمها كل انسان على انفراد مع الله. هي حديثه مع الله! هكذا اذا يبدأ الانسان المؤمن بتكوين علاقة مع الله بدءاً من القريب، مرورا بجسد الرب يسوع وعيش كلامه ثم الاتحاد بالله. اما اذا اكتفى الانسان بقول انا مسيحي من غير ان يشعر اقترابه من الله اكثر فاكثر فذلك يعني انه ليس الا (دبلوماسي) مع الله. فالله ليس بحاجة الى ما يحتاجه الانسان، اي الى الكلمات الشفافة والرقيقه وانما يحتاج القلوب ويريد لنا السعادة والفرح في حياتنا. الاب باسم شوني
|