الاب باسم شوني

سؤال و جواب

Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

منتديات بخديدا

موارد السريان

السريان

 

 لفتت انظاري الى السطر الاخير بعد ان قرات مقالتك الاخيرة، حيث تبدي استعدادك لقبول الاسئلة والاستفسارات وهذا ما جعلني كي اطلب منك الاجابة على استفساري هذا. لقد تربينا منذ صغرنا في ارضنا الحبيبة في احضان كنيستنا ، او افضل القول في كنائسنا، بين الكلدان والاشوريين والسريان الكاثوليك والسريان الارثودكس، عشنا ايماننا سوية ولم اجد  يوما احدا من الكنيسة الفلانية يدعو الاخر للانتماء الى كنيسته. فقد تعلمنا ان نعيش مسيحيتنا من دون فوارق وبشركة واخوة  تامة  اما اليوم فبدانا نسمع باناس غرباء او قد يكونوا من اهل بلدنا، لكن المغتربين ياتون الينا وكانهم يريدون انتشالنا من كنيستنا والانتماء الى كنيستهم.  نحن كمؤمنين بسطاء لا نعرف ما هي هذه الكنائس وما موقف كنائسنا من تعليمهم  ولماذا تعتبره غير صحيح؟

 

اشكرك جدا على سؤالك الجميل وفي نفس الوقت سؤال مفيد للغاية. اشكرك لانك طلبت مني وبإذن العاملين في صفحة بغديدا الانترنيت ان ننشر الاجابة فيها كيما تكون فائدة للآخرين.

اتمنى قبل كل شيء ان تكون قد قرأت رسالة السادة الأساقفة الجزيلي الاحترام في نينوى بخصوص هذا الموضوع. وانا ايضا كنت نوهت عن هذا الموضوع في مقالتي المعنونه (الايمان والحذر). انه موضوع يستوجب بحق دراسة وتعمق كبيران، كيما يتكون لنا وعيا بالغا عن ايماننا وقيمته الروحية.

ان كثير من الحركات الدينيه (غالبا ما تسمى نفسها بانها كنائس) لا تجد في حد ذاتها موقعا لنفسها ولا اساسا قويما لايمانها. لذلك تبقى قوتها الوحيده ان تكسب اكثر ما يمكن من العدد. وهذا العدد لايمكن جمعه ألا في اوساط حيث يتواجد فيه الفقر والجهل (الجهل الايماني). هم يبحثون عن خبزة حارة وليس على حنطة لعمل منه قمح ثم طحين.

ان الانشقاق الكبير الذي بدأ به مارتن لوثر في القرن الخامس عشر لاسباب كانت سياسية اكثر مما كانت دينيه أدى الى طهور تعاليم جديدة. كان على المنقسمين ان يُبَرروا انقسامهم بامور لاهوتيه ودينيه. فتلك الجماعه التي انفصلت عن الكنيسة الأم ألغت كل تقليد الكنيسة السابق وأتخذت من الكتاب المقدس منبعا وجيدا لايمانها. وبدأت تفسره بغض النظر عن تاريخ هذا الكتاب وولادته داخل الكنيسة وفيها، ونست بان الكتاب المقدس هو ابن الكنيسة وروح الكنيسة ذاتها (الكنيسة الرسولية: الكاثوليكية والارثودوكسية) التي وحدها تمتلك مفاتيح قراءة هذا الكتاب وتقديمه كغذاء روحيا للمؤمنين، عن طريق الاسرار والقداس الالهي اللتي هي تطبيق ما طلبه يسوع بالذات. الذي هو ما عاشته الكنيسة في كل القرون السابقة.

بدأ الايمان اليمان الجديد يعطي الحرية الفردية في تفسير الكتاب المقدس ومنذ ذلك الحين بدأت الانقسامات وتفرعت كنيسة تلو الاخرى بمجرد تقديم تفسيرين مختلفين لاية واحدة وهكذا استمرت الانقسامات (كأنقسام البكتريا) حيث باتت تحصى اليوم بالآلاف، فاذا سمعنا اليوم بالكنيسة البروتستانتيه فان هذا ليس عنوانا صحيحيا لها لان بالحقيقه لاتوجد كنيسة بروتستانتية وانما آلاف الكنائس اللتي انقسمت من (البروتستانتية)، اي، تلك التي اسسها مارتن لوثر.

بعد الانفلات الواسع في تفسيرات الكتاب المقدس حيث بات عدد تفسيرات أيه واحدة أحيانا يفوق ألافا مختلفة واحد عن الآخر. ادى ذلك أخيرا ظهور جماعة متشددة (متعصبه جدا) حيث حددت لقاءً كتابيا لها واجتماعا خاصا للاتفاق على صيغة يتمكنوا منها تاسيس جماعة لهم، كان ذلك في عام 1895 في ولاية نيويورك في أميريكا. اتفقت حلال اجتماعها على خمس نقاط والغاء كل ما يخالفها: النقطة الاساسية كانت: الكتاب المقدس هو كلمة الله فقط وليس الانسان إلا وسيلة (ألة) استعملها الله لاجل كتابة كلامه، اي ان ذلك يعني بان الكتاب المقدس لايمكن ان يحتوي على اي خطأ لا من الناحية التاريخيه ولا العلمية ولا اي شيء أخر. ومن جهة أخرى أن يُفهَم الكتاب المقدس كما هو من دون اي تفسير. الكتاب المقدس هو المنبع الوحيد لطريق الخلاص. من هذه الجماعة ظهرت الكنيسه (الكنائس الانجيليه). الشيء الذي ساعدها على الانتشار اكثر من غيرها على ما يبدو هو حرصها ( الظاهري)على كلام الله لان الكثير من الناس المؤمنين لا يريدون او ينزعجون عندما يعرفون بان الكتاب المقدس ليس حرفيا كلام الله، اي ليس  منزلاً!!!! سرعان ما وجدت نفسها في طريق مسدود لان سرعان ما ظهرت تناقضات  كبيرة، حيث ان فكرتهم بعدم قبول اي تفسير للكتاب المقدس، فكيف على المؤمن ان يفهم كل شيء وكل الكتب المقدسة من دون تفسير؟؟؟. لهذا قامت بتفسير الكتاب المقدس بطريقتها الخاصة التي كان عليها (من خلال تفسيرها هذا) ان لا تناقض نفسها فبدأت تدعم تفسيرها منطلقة من عالم العلم والتاريخ والنظريات، حيث عليها ان ترجع كل شيء الى الكتاب المقدس.

فاصبح لها تفسيرا غريبا للكتاب المقدس، تفسيرا يبحث عن دحض النظريات العلميه التي تناقض الكتاب المقدس ودعم بآيات تلك التي لا تناقضه.

اما من جهة الايمان فلا تؤمن بالاسرار ولا بالعقيدة ولا بمريم العذراء ولا القديسين ولا اي شيء. فان ايمانها يختلف تماما عن تعليم كل الكنائس. فكل شيء غير موجود نصا في الكتاب المقدس تنكره. مثلا: ما يخص مريم العذراء يقولون بانه ليس مكتوب في الكتاب المقدس انها ام الله وليس مكتوبا ان نصلي ونطلب منها!!! هكذا كل الامور الايمانية الاخرى كالاسرار.... ان ايمانها هو ايمان تعارضي فهي تنكر كل ما تؤمن به وتعمله الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الارثودوكسية والبروتستانتيه.

انها تريد قتل الفكر الانساني وتنسى بان الله وهب العقل للانسان وفتح امامه افاق العلم والمعرفة والاكتشافات. فالكتاب المقدس ليس كتاب لنظريات علمية ولا لقصص تاريخيه وانما هو كتاب الحياة، كتاب قصة الله مع الانسان. قصة ايمان الانسان بخالقه. وهذا الانسان منحه الله العقل كي يبدع ويكتشف ويخترع كل ما هو بوسعه واعطاه العقل كي يميز بين الخير والشر.

اننا ياعزيز ابناء النور والايمان، فقد كان لنا نعمة ان نكون من ابناء كنيسة الله التي اختارها بداءً من الرسل، ايمان مار بولس الذي كان يجول من اجل التبشير باسم المسيح ناقلا بشرى الخلاص باعماله قبل ان ينقلها بكلامه ووعظه.

 اشكرك جدا واتمنى ان اكون قد اجبت على سؤالك بشكل وافي!

مع بالغ شكري وتقديري لك ولكل قاريء.