الرقم 40! هل يذكرك بشيء او حدث؟
اكبس
على الصورة للانتقال الى صفحة الاب
باسم
قبل ان تقرأ مقالتي المختصره هذه حاول
ان تأخذ دقيقتين من وقتك متأملا في
الرقم 40 وبماذا يذكرك، ثم كمل
القراءة.
اتمنى قبل كل شيء ان تكون قد فكرتَ في
الكتاب المقدس، ففيه هناك الكثير من
الاحداث التي تشير الى هذا الرقم. قد
تكون فكرت ايضا في فترة الصوم
الاربعيني. وايضا من الطريف ان تكون
قد فكرت في امثالنا الشعبيه التي
تحتوي على هذا الرقم (من عاشر قوما 40
يوما صار مثلهم... ذنب الكلب وضع في
(الجبوخته) 40 يوما ولم يعتدل!!.
فما سر هذا الرقم اذا؟
تلعب الارقام دورا مهما في الكتاب
المقدس، تدل في كثير من الاحيان الى
معاني تفوق الكميه والعدد التي نعرفها
نحن وتدخل في عالم الرمزيه والدلاله
الى شيء اعمق. فالرقم 40 هو احد
الارقام الذي له معاني روحيه عميقه
وفقا لما يقدمه لنا الكتاب المقدس،
اعرض بعض الامثلة التي يتواجد بها في
الكتاب المقدس هذا الرقم :
قصة الفيضان تدوم 40 يوما.
الشعب العبراني يبقى في الصحراء 40
سنه.
يونان النبي يخبر اهل نينوى بالدمار
مالم يرجعوا ويتوبوا خلال فترة 40
يوم.
اليا النبي يسير 40 يوما قبل بدء
رسالته.
يسوع يصوم في البريه 40 يوما.
وهناك امثلة اخرى في الكتاب المقدس
تحمل هذا الرقم يمكنك البحث عنها.
السؤال هنا. هل ان لهذا الرقم مدلول
تاريخي وزمني واقعي او هناك معنى اقوى
من ذلك؟ لو تاملنا في الاحداث
المذكورة اعلاه لوجدنا بان هناك شيء
او معنا روحيا عميقا واحدا لكل هذه
الاحداث.
ففي قصه الفيضان التي تدوم 40 يوما،
نجد بان البشريه قد تغيرت من تلك التي
عصت الله الى تلك الجديدة التي آمنت
بالله وجعلته فوق كل شيء بعد فيضان
دام 40 يوما.
الشعب العبراني، تتغير حالته من
العبوديه الى حالة التحرر بعد مروره
40 سنه بالصحراء.
اهل نينوى تتحول من حالة الفجور
والكفر الى حاله الاهتداء خلال 40
يوما.
اليا النبي يتحول من شخص عادي الى
واحد من اعظم الانبياء بعد قضاء رحلته
مدة 40 يوما.
اما يسوع فينتقل من الحياة السريه الى
الحياة العلنيه بعد مروره بالصحراء
مدة 40 يوما.
هكذا نجد بان الرقم 40 ليس رقما زمنيا
بقدر ما هو رقما روحيا. رقم يدل على
التغيير والتحول والانتقال من حالة
الى حالة. وهذا ما تؤكده ايضا امثلتنا
الشعبيه المستمده من الفكر الكتابي:
من عاشر قوما 40 يوما صار مثلهم، اي
تغير من حالته الماضيه الى حالة
جديده. نفس المقوله عن ذيل الكلب الذي
ان لم يعتدل مدة 40 يوما فلا امل في
تغييره على الاطلاق... (انها امثله
مأخوذه من فكر الكتاب المقدس...)
الرقم 40 يدل اذا على المدة اللازمة
لتغير وتجدد الانسان (او البشريه) من
حالة قديمه الى حالة جديده، فقد
تستغرق يوما او يومين او اسبوعا او
اسبوعين او اكثر... تعتمد على قابلية
الانسان وايمانه. فهما كانت الفترة
الزمنيه فهي 40 في فكر الكتاب المقدس
ان تم التغير فعلا من حالة الى حالة
افضل.
الكنيسه احبت ان
تعيش فترة 40 يوم في كل سنة، اي
الفترة اللازمة للتغير، حالة التغيير
والتحول. وضعت الكنيسه فترة الصوم
الاربعيني (الذي هو اكثر من 40
يوما) وان تدخل هذه الفترة في طقوسها
كي تتغذى
من خلالها الروح المسيحية وتجعلها
تعيش الكتاب المقدس وليس فقط القول
والحديث عنه. وضعت هذه الفترة كيما
تكون لنا فترة تحول من حالة الى حالة.
فترة بعد عبورها نرى انفسنا اناس جدد
في المسيح واعضاء جدد في الكنيسه.
من حالة الموت الى حالة القيامه مع
يسوع المسيح.
للاستفسار والاسئلة يمكنك الكتابة على
هذا العنوان
bassimshoni@hotmail.com