Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

حبة الخردل

كان يسوع في امثاله يعتمد على واقع الحياة والطبيعة انذاك، لذلك نرى بان يسوع يستخدم هذه كلمة حبة الخردل ليبين لتلاميذه ولنا كم هو تاثير وفاعلية الايمان حيث في زمن يسوع كانت حبة الخردل اصغر شئ معروف على الاطلاق .. يقول يسوع لو كان لكم ايمان بقدرحبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ولا يستحيل عليكم شئ متى 20 :17 لو كان لكم ايمان بقدر حبة الخردل لكنتم تقولون لشجرة التوت هذه انتقلي وانعرسي في البحر فتطيعكم لوقا 6:17

من قول الرب هذا نكتشف عظمة وقوة الايمان في الانسان. ايمان بقدر حبة الخردل تكفي لتغير مجرى حياة الانسان وبه يكتسب قوة كبيرة كهذه. فما هو هذا السر، اي عندما يكون لنا ايمانا قليلا يمكن فعل عظائم كبيرة؟ ان عظمة الرب الخالق تكتمن في خلقه للانسان ومنحه الحرية الكاملة. وهذا دليل على محبته اللامتناهية للانسان. نحن نعرف عظمة الرب وقدرته اللامتناهيه وامكانيته في عمل كل شيء. لكن الله يحب ويفضّل ان يعمل من خلال خليقته، اي من خلال الانسان. فمن هنا يتحدد دورالانسان واختياره في ان يكون ( او ان لايكون) واسطة يعمل من خلالها الله!

بالايمان يسمح الانسان ان يعمل الله من خلاله ويضع ثقته الكاملة بالله. فالرب لايتاخرفي الدخول الى حياة الانسان في هذه الحاله. اما لو لم يسمح الانسان ان يدخل الله في حياته، فالله لا يخترق حرية الانسان ولا يجبره على شيء لاننا قلنا بان الله منح الانسان حرية كاملة!

يسوع يدعونا الى ان نسمح الله الدخول في حياتنا،  لذلك يؤكد لنا بانه ننال كل ما نريد لو كان لنا اقل مايمكن من الايمان والثقة بالله. يمكننا تصور ذلك من خلال هذه التشابه: اذا ما تخيلنا غرفة كبيرة وواسعة وجميلة لكن يفتقد فيها منفذا (شبّاك) لدخول الضوء لانارتها. هذه الغرفة حتما ستكون مظلمة حتى في وسط النهار بالرغم من ان ضوء الشمس يضيء الارض كلها. لكن هذه الغرفة تبقى مظلمة لانها لعدم احتوائها الى منفذ لضوء الشمس ليخترقها ويضيؤها. اما لو فُتح فيها نافذة صغيرة في سقفها، فماذا يحدث؟  الضوء يدخل فيها مباشرة من دون تاخير ويضيئ كل اركانها. فبالرغم من ان النافذة التي فتحت هي صغيرة لكنها اضاءت كل اركان الغرفة!

هكذا هو الحال مع الانسان في علاقته مع النور الابدي، فلو آمن بالنور لفتح نافذة ليدخل هذا النور ويضيء كل اركان حياته. اما لو لم يترك نافذة  لدخول النور فستكون حياته مظلمة و بحاجة دائمية الى النور الحقيقي، ولهذا لا يشعر بالسعادة لانه لايرى شيء عندما يدخل الى اعماق قلبه واركان كيانه. فليس عليه الا ان يفتح النافذه!!!

هذه النافذة الصغيرة هي الايمان بقدر حبة الخردل الذي يقول عنها يسوع. الايمان ليس فقط الاعتراف بوجود الله بالقول وانما الاعتراف به بالفعل ثم السماح له بالدخول في حياتنا وتسليم له ذاتنا قائلين: ها انذا، يارب! فافعل بي ما تشاء. حينئذ يكون الله هو الذي يعمل فينا، هو الذي يحيا فينا!  فما اعظم الرب وما اطيبه وما اعظم صنائعه!!!